سعي إماراتي للاستفادة من التقنية والخبرات الألمانية
تستعري مواقع إنشاء العمارات السكنية الفاخرة اهتمام المرء، أينما كان في إمارة دبي. إذ أن العمل في مجال البناء والإنشاء يجري على قدم وساق، لذلك تعد عملية إحصاء عدد ألآت الرفع والأوناش المستخدمة في المشروعات السكنية في دبي شبه مستحيلة. وفي الأعوام الماضية حققت الإمارات تقدماً ملموساً على صعيد تنويع اقتصادها، ونجحت في تقليص الاعتماد على النفط إلى حد كبير. هذا التطور شجع رجال الأعمال الألمان على الدخول في مشاريع مشتركة مع نظرائهم الإماراتيين. وتعتبر العلاقات الألمانية الإماراتية من العلاقات الوطيدة على المستوى الاقتصادي، لاسيما وأن الإمارات أصبحت أهم شريك تجاري لألمانيا في المنطقة العربية على صعيد الصادرات.
نفط وثروة وطائرات حديثة
تحتل دولة الإمارات العربية المتحدة موقعاً استراتيجياً رائعاً يجذب المستثمرين الألمان، كما أنها تتميز بكونها مركزاً مالياً هاماً. وتُعد هذه الدولة الصغيرة الواقعة في منطقة الخليج العربي منفذاً تجارياً لا يمكن تجاهله إلى العالم العربي والشرق الأقصى. وبعد توسيع نطاق الرحلات الجوية لشركات الطيران الإماراتية المختلفة، أصبح ناتج قطاعات الخدمات المالية والسياحية وقطاع الإنشاءات يمثل الحصة الأكبر من الناتج المحلي الإجمالي بعد أن كان للنفط سابقا نصيب الأسد فيه.
هذا التنوع في الموارد الاقتصادية يجذب انتباه رجال الأعمال والشركات الألمانية بصورة خاصة.فرجل الأعمال الألماني أكسل شتلر على سبيل المثال يملك وكالة إعلانية في دبي، ويقوم من خلال المطبوعات الدعائية التي ينشرها بالترويج للمستشفيات الألمانية بين أوساط الراغبين في السفر للعلاج في الخارج من دولة الإمارات. ويعتقد شتلر أن فرع وكالته الإعلانية في دبي أهم فرع لشركته على الإطلاق لأن "إمارة دبي منقطة اقتصادية مزدهرة وأسرع مناطق العالم نمواً من الناحية الاقتصادية" على حد تعبيره. أما شركة بريدج ميديا المعروفة في مجال العلاقات العامة فافتتحت فرعاً هاماً لها في دبي من أجل الترويج للمنتجات والخدمات الألمانية في العالم العربي انطلاقاً من هناك. ويقول رئيسها اندرياس شتوبه أن ذلك جاء بعد النجاح الكبير في الترويج لأنشطة العديد من المؤسسات العربية في ألمانيا مثل غرفة تجارة وصناعة أبو ظبي ومركز دبي التجاري العالمي. كما تلعب بريدج ميديا دوراً متميزاً في الترويج للقاءات المشتركة مثل ملتقى الشراكة الاقتصادي الأماراتي- الألماني.
قليل من الضرائب وكثير من التسهيلات الإدارية
ولكن دبي وأبو ظبي ليستا الأمارتين الوحيدتين الهادفتين لجذب المزيد من الشركات الألمانية. فرجل الأعمال الإماراتي أسامة العمري يسعى بشتى السبل إلى جذب شركات أجنبية، لاسيما من ألمانيا، للاستثمار في إمارة رأس الخيمة وذلك من خلال تقديم شروط مغرية. فالإماراتيون "يودون جلب شركات ألمانية من كافة المجالات إلى بلدهم، سواء كانت هذه الشركات من قطاع الخدمات أو الصناعة أو المصنوعات اليدوية" على حد قول العمري". وهو ما يعود إلى أن "التكنولوجيا والخبرات التي تمتلكها الشركات الألمانية متقدمة بصورة لم يسبق لها مثيل في العالم أسره". وفي المقابل تقدم إمارة رأس الخيمة حرية ضريبية وتسهيلات إدارية للمستثمرين الألمان.
تقاليد ألمانية وعادات شرقية
من الواضح أن دولة الإمارات العربية المتحدة تبذل كل ما في وسعها لتيسير حياة المستثمرين الألمان فيها. ولكن بالرغم من ذلك فإن طريق إبرام صفقات مع شركاء ألمان جدد لا يخلو من العقبات أحيانا. ولعل أهم تلك العقبات هي العادات الشرقية، ومسألة تقدير أهمية الوقت والسرعة عند العرب. فعلى حد قول يورغن فريدريش، مدير غرفة التجارة الخارجية الألمانية في دبي، يجب على رجل الأعمال الألماني أن يعي أنه "ليس من الممكن الحضور صباحاً إلى الإمارات، وعقد صفقة ما ظهراً مع الشريك المحلي، والعودة مساءاً إلى ألمانيا". وبصورة عامة تعتبر مشكلة اختلاف الشعور بقيمة الوقت بين رجال الأعمال ذوي الثقافات المختلفة احدي الصعوبات التي تقف حائلاً أمام عقد صفقات تجارية ضخمة.
علاء الدين سرحان