سفينة ألمانية تنقذ نحو مئتي مهاجر قبالة السواحل الإيطالية
١ يوليو ٢٠٢٣
أنقذت سفينة ألمانية نحو مئتي مهاجر قبالة السواحل الإيطالية بانتظار السماح لها بالرسو في أحد الموانئ، بالتزامن مع إنقاذ نحو 90 آخرين من قبل سفينة أخرى. ووصل آلاف المهاجرين إلى جزيرة لامبيدوزا في الأيام القليلة الماضية.
إعلان
نقلت سفينة الإنقاذ البحري الألمانية "هيومانيتي 1" نحو مئتي مهاجر كانوا يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط إلى متنها، في عدة عمليات.
وقالت منظمة "إس أو إس هيومانيتي"، التي تشغل السفينة ومقرها برلين، إن المركبة واجهت أربعة قوارب مهاجرين في محنة بعد منتصف ليل الجمعة/السبت، وأنقذت المهاجرين وكان بعضهم في حالة ضعف شديدة أو مصابين، مضيفة أن السلطات الإيطالية ساعدت في تنسيق العمليات.
وتابعت المنظمة أن خفر السواحل قام بإجلاء شخصين بسبب حالتهما الطارئة، مشيرة إلى أن عملية الإنقاذ الأولى تمت أمس الأول الخميس. ثم شرعت "هيومانيتي 1" بالتوجه إلى ميناء أورتونا المخصص لها في وسط إيطاليا وعلى متنها 197 ناجيًا.
ويقع الميناء على الساحل الأدرياتيكي للبلاد ويبعد أكثر من ألف كيلومتر عن مواقع العمليات القريبة من جزيرة لامبيدوزا الواقعة في البحر المتوسط. ولكن لم يتم إعطاء السفينة تصريح لدخول الميناء. وعلى مدار الأيام القليلة الماضية وصل آلاف المهاجرين إلى لامبيدوزا بالقوارب وأصبح مركز الاستقبال بالجزيرة مكتظًا بالكامل.
في غضون ذلك، وصلت سفينة "أوشن فايكنغ" التابعة لمنظمة "إس أو إس ميديتيراني" أمس الجمعة إلى مدينة باري الإيطالية وعلى متنها 86 شخصًا تم إنقاذهم من الغرق. وكتبت المنظمة على تويتر أن جميع الناجين غادروا السفينة.
ويعد البحر الأبيض المتوسط من أخطر طرق اللجوء في العالم، لكن لا توجد خدمة إنقاذ بحرية ترعاها الدولة. ويقتصر الإنقاذ البحري حاليًا على المنظمات الإنسانية.
ووفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، لقي ما يقرب من 1900 شخص حتفهم أو فقدوا أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط منذ بداية العام الجاري. ومن المرجح أن يكون عدد الحالات التي لم يتم الإبلاغ عنها أعلى من ذلك بكثير، بحسب منظمات إنسانية.
م.ع.ح/أ.ح (د ب أ، إ ب د)
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو