1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سفينة إغاثة يهودية من ألمانيا لكسر حصار غزة

٢٦ يونيو ٢٠١٠

أعلنت منظمة "الصوت اليهودي من أجل سلام عادل في الشرق الأوسط"، المكونة من اليهود الألمان، عزمها التوجه إلى غزة على متن سفينة خاصة بهدف كسر الحصار المفروض عليها. إعلان قوبل في إسرائيل بمواقف متباينة، يغلب عليها عدم التفهم.

منظمة يهودية في ألمانيا تنظم للإبحار إلى غزة بهدف كسر الحصار عنهاصورة من: AP

أعربت جماعة من يهود ألمانيا، انضوت تحت منظمة "الصوت اليهودي من أجل سلام عادل في الشرق الأوسط"، عن عزمها الإبحار إلى قطاع غزة على متن سفينة خاصة بها. وبذلك تعرب عن موقف يتعارض مع أغلبية اليهود، الذين يعيشون في ألمانيا ويرفضون توجيه انتقادات للحكومة الإسرائيلية والتشكيك في شرعية الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة. وتعتزم جماعة "الصوت اليهودي من أجل سلام عادل في الشرق الأوسط" الإبحار بسفينة على متنها مساعدات لسكان قطاع غزة في غضون نحو أربعة أسابيع باتجاه سواحل القطاع، بحسب د. كاته كاتسنشتاين-لايترير، إحدى منظمي الحملة.

وتتضمن المساعدات حقائب مدرسية، تم الحصول عليها في ولايتي شمال الراين وستفاليا وبرلين كتبرعات، وآلات موسيقية ومعدات للصيادين كمحركات للقوارب وشباك للصيد. "لدينا فقط قارب صغير وبالتالي لا يمكننا أخذ إلا كميات قليلة من المساعدات أو مساعدات ذات طابع رمزي"، بحسب ما تقول كاتسنشتين-لايترير.

"نريد أن نظهر للفلسطينيين أن هناك يهوداً يساعدونهم"

يهود من ألمانيا يريدون التوجه إلى قطاع غزة على متن سفينة تحمل على متنها مساعدات إنسانية لسكان القطاع رغم ردود الفعل غير المتفهمة في إسرائيل لهذه العمليةصورة من: Edith Lutz

ولكن الأهم من المساعدات الإنسانية بالنسبة للمنظمين هو الرسالة السياسية التي يريدون إرسالها من خلال نشاطهم الإنساني هذا، ذلك أنهم يسعون إلى كسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة. وتقول كاتسنشتين-لايترير " إن هذا الحصار يفتقد إلى الشرعية ويتنافى مع كل المعاهدات الدولية". ولكن اليهود الألمان يريدون أكثر من ذلك: "نريد أن نظهر للفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر بأن هناك يهوداً لا يأتون إليهم بالأسلحة والقنابل وإنما بالمساعدات الإنسانية."

ولكن السؤال الذي يطرح هنا، هل ستسمح لهم إسرائيل بالوصول إلى قطاع غزة، فقد منعت السلطات الإسرائيلية حتى الآن جميع السفن، التي حاولت كسر الحصار على قطاع غزة، من الوصول إلى سواحل القطاع. فماذا سيفعل النشطاء على ظهر السفينة في حال أوقفتهم إسرائيل؟ عن هذا تقول كاتسنشتين-لايترير: "من المحتمل أن يحدث هذا السيناريو، ولكننا سنحتج دون اللجوء إلى العنف".

يُذكر أن أسطول الحرية، الذي حاول في 31 من شهر مايو/ أيار الماضي كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، قد تعرض لعملية عسكرية إسرائيلية، أسفرت عن مقتل تسعة نشطاء أتراك. "لن يحصل لنا ذلك"، هكذا تؤكد الناشطة اليهودية الألمانية عن قناعتها بعدم تعرضها ورفاقها لنفس المصير، وتضيف بالقول: "لن يصدر أي موقف أو ردة فعل عنيفة من جانبنا." وتلفت إلى أنه في حال منعتهم القوات الإسرائيلية من الوصول إلى سواحل قطاع غزة، فإنهم سيعودون أدراجهم وسيحاولون مرة أخرى، مؤكدة على أنهم سوف لن يقبلوا التوجه إلى مصر أو إلى ميناء أشدود الإسرائيلي لنقل المساعدات على متن شاحنات. وتشير إلى أن نشطاء منظمة "الصوت اليهودي من أجل سلام عادل في الشرق الأوسط" "يشكون فيما إذا كانت كل التبرعات ستصل إلى من يستحقها".

"مساعدة الناس في محنتهم واجب يفرضه الدين اليهودي"

ناشطتان يهوديتان من أجل كسر الحصار المفروض على قطاع غزةصورة من: Edith Lutz

وانضمت كل من كاته كاتسنشتين-لايترير، وهي متخصصة في علوم البيولوجيا وأبحاث الدماغ، في برلين والمدرسة إيديت لوتس في منطقة الأيفيل منذ نحو تسعة أشهر الرحلة المزمعة نحو قطاع غزة. وتنشط لوتس منذ فترة طويلة من أجل مساعدة الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر. وتمكنت عام 2008 على متن سفينة صغيرة تابعة لحركة "غزة الحرة" الدولية من الدخول إلى القطاع. ولكن محاولتها في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي إلى جانب ألف ناشط من 47 دولة في تنظيم مسيرة احتجاجية براً باءت بالفشل، فقد تم إيقاف المسيرة في مصر، ولم يسمح إلا لبعض النشطاء الدخول إلى قطاع غزة.

وبما أن إيديت لوتس لم تكن من ضمن هؤلاء، فقد أعلنت عزمها المحاولة مرة أخرى للعبور إلى قطاع غزة، هذه المرة على متن سفينة يهودية. وتقول إيديت لوتس في حديث لدويتشه فيله إن عزمهم الانطلاق إلى قطاع غزة على متن سفينة قد أثار جدلاً واسعاً لدى وسائل الإعلام الإسرائيلية، واصفة ردود الفعل بأنه "يغلب عليها الطابع السلبي والرفض". وتقول إن: "أغلبية الإسرائيليين أعربوا عن عدم تفهمهم بأن يهوداً من الخارج يأتون بمساعدات للفلسطينيين بدل الوقوف إلى جانب إسرائيل." وتؤكد كل من لوتس و كاتسنشتين-لايترير أن نشاطهم الإنساني من أجل الفلسطينيين في قطاع غزة ليس مجرد مسألة سياسية وإنما واجب إنساني ينص عليه دينهم اليهودي. وتشدد كاتسنشتين-لايترير على أن "قمع شعب آخر أمر لا يتوافق مع التعاليم اليهودية".

الكاتبة: بيتينا ماركس / شمس العياري

مراجعة: عماد مبارك غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW