سفينة إنقاذ تنتشل أكثر من 300 مهاجر في البحر المتوسط
٢٧ أغسطس ٢٠٢٢
أعلنت منظمة إنقاذ غير حكومية أن سفينتها "أوشن فايكينغ" انتشلت عشرات المهاجرين منذ الخميس، في خمس عمليات إنقاذ لمهاجرين تم العثور على معظمهم في قوارب خشبية مكتظة في المنطقة بين ليبيا ومالطا.
إعلان
أنقذت منظمة الإغاثة الخاصة "إس.أو.إس ميديتيرانيه" مجموعة من المهاجرين على متن قارب في البحر المتوسط. وأضافت المنظمة، صباح اليوم السبت (27 أغسطس/آب 2022)، أن طاقم السفينة "أوشن فايكينغ" نقل حوالي 60 شخصا، كانوا على متن قارب خشبي مكتظ، في منطقة "البحث والإنقاذ" في مالطا، خلال مهمته الخامسة، في غضون 36 ساعة. ومن بين هؤلاء الذين تم إنقاذهم رضيع، لا يتجاوز عمره بضعة أسابيع. وطبقا لمنظمة "إس.او.إس ميديتيرانيه"، هناك حاليا حوالي 270 مهاجرا على متن "أوشن فايكينغ".
وقالت المنظمة غير الحكومية أن سفينتها "أوشن فايكينغ" انتشلت 270 شخصا منذ الخميس في خمس عمليات إنقاذ لمهاجرين تم العثور على معظمهم في قوارب خشبية مكتظة بين ليبيا ومالطا. وفي بيان الجمعة". وذكرت المنظمة التي تتخذ من مدينة مرسيليا الفرنسية مقرا لها، في بيانها أن "عددا كبيرا منهم يعانون من مستويات عالية من الإرهاق والجفاف" ومن "ضربات شمس شديدة".
وانطلق معظم المهاجرين من سواحل شمال أفريقيا، على سبيل المثال من ليبيا وتونس، للوصول إلى الاتحاد الأوروبي، عبر البحر المتوسط. وتأتي منظمات الإغاثة الخاصة بانتظام إلى المنطقة لإنقاذ الأشخاص في البحر. ثم تسمح السلطات الإيطالية ، غالبا بعد انتظار طويل، للمهاجرين بالنزول في جزيرة (لامبيدوسا) الصغيرة أو صقلية أو البر الرئيسي الجنوبي. يشار إلى أن الأحزاب اليمينية الإيطالية أعلنت في حملتها الانتخابية الحالية أنها تريد منع وصول المهاجرين.
أوروبا: إنقاذ المهاجرين في المتوسط
02:49
وتكفلت "اس أو اس ميديتيرانيه" والاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر الموجودين على متن السفينة برعاية عدد كبير من القاصرين بعضهم لا يرافقهم بالغون، والحوامل وحتى رضيع يبلغ من العمر ثلاثة أسابيع.
وكانت "أوشن فايكينغ" أعلنت الثلاثاء أنها رصدت أربعة قوارب فارغة في هذه المنطقة، أحدها بدون محرك. وأضافت أن "مصير الذين كانوا على متن السفينة ما زال مجهولا في غياب أي بلاغ من السلطات البحرية". ومنذ بداية العام، فُقد 1161 مهاجرًا في البحر الأبيض المتوسط بينهم 918 في القطاع الأوسط منه، أخطر طريق للهجرة في العالم، حسب منظمة الهجرة الدولية.
وقدرت الوكالة التابعة للأمم المتحدة عدد الذين بقوا حتفهم أو فقدوا في البحر المتوسط في 2021 بنحو 2048 بينهم 1553 في القطاع الأوسط منه. ويحاول آلاف الأشخاص الفارين من نزاعات أو من الفقر الوصول إلى أوروبا بعبور البحر الأبيض المتوسط من ليبيا التي تبعد سواحلها حوالي 300 كيلومتر عن إيطاليا.
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو