سفينتا إنقاذ تبحثان عن ميناء آمن وتعهد بتخفيف أعباء إيطاليا
٢ أغسطس ٢٠١٩
أصدر وزير الداخلية الإيطالي قرارا بمنع سفينتي إنقاذ على متنهما مهاجرين من دخول الموانئ الإيطالية. وتكتظ سفينة إسبانية بالمهاجرين، بينما تحمل سفينة ألمانية العشرات. ومن جهتها تعهدت فون دير لاين بتخفيف الأعباء عن إيطاليا.
إعلان
تبحث سفينتا إنقاذ تقلان 163 مهاجرا، من بينهم امرأتان حاملتان عن ملاذ آمن، بعد أن أصر وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني أنه لن يتم السماح لهما بدخول إيطاليا.
وقال رئيس منظمة "برواكتيفا أوبن آرمز"، الإسبانية غير الحكومية، أوسكار كامبس، اليوم الجمعة (الثاني من آب/ أغسطس 2019) في تغريدة له على (تويتر) إن المنظمة أنقذت 68 مهاجرا من المياه، قبالة الساحل الليبي الليلة الماضية. وتابع كامبس أن المهاجرين، الذين تم إنقاذهم الليلة الماضية ظهرت عليهم علامات التعرض للعنف في ليبيا، ومن بينهم امرأتان حبلتان، إحداهما كانت قد بدت عليها علامات الولادة.
وكان يوجد أصلا على متن "أوبن آرمز" طفلان و15 امرأة، هم جزء من مجموعة من 55 شخصا عثر عليهم الخميس على متن قارب تسللت إليه المياه وكاد أن يغرق، مما يرفع إجمالي عدد المهاجرين على متن السفينة إلى 123 شخصا باتوا مكدسين على ظهرها. وقد شوهدت السفينة تتوجه اليوم الجمعة ببطء شديد شمالا، لكن وجهتها لم تتضح بعد.
ومنذ الصيف الماضي، نزل جميع المهاجرين الذين أنقذتهم منظمة "أوبن آرمز" في إسبانيا. لكن السلطات الإسبانية منعت السفينة من العودة إلى قبالة الشواطئ الليبية، مهددة إياها بفرض غرامة عليها تتراوح بين 200 ألف و900 ألف يورو، وفقا للمنظمة غير الحكومية.
آلان كوردي تتجه نحو مالطا
وكان وزير الداخلية الإيطالي المتشدد، ماتيو سالفيني، قد وقع أمرا يمنع السفينة الإسبانية من دخول المياه الإقليمية الإيطالية، ويمنع أيضا سفينة "آلان كردي"، التابعة لمنظمة سي-آي غير الحكومية الألمانية، التي كانت الخميس قبالة جزيرة لامبيدوزا مع 40 مهاجرا أنقذوا الأربعاء، ثم شوهدت اليوم الجمعة تتجه نحو مالطا.
وأفادت منظمة سي-آي أن على متن السفينة آلان كردي ثلاثة أطفال وامرأة حاملا في شهرها السادس، بالإضافة إلى رجل مصاب بالرصاص واثنين من الناجين من القصف المدمر لمركز تاجوراء قرب طرابلس في أوائل تموز/ يوليو.
وذكرت منظمة "سي.آي" أن إيطاليا طلبت من مالطا تحمل المسؤولية عن السفينة "آلان كوردي". وقالت المنظمة الألمانية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن سلطات خفر السواحل الإيطالية نقلت المسؤولية إلى مالطا، "بالرغم من أن السفينة تقع قبالة لامبيدوزا مباشرة".
فون دير لاين تتعهد بتخفيف أعباء إيطاليا
ومن جانبها تعهدت رئيسة المفوضية الأوروبية المنتخبة، أورزولا فون دير لاين، لإيطاليا بتخفيف الأعباء عنها فيما يتعلق بقضية الهجرة. وقالت السياسية الألمانية خلال لقائها رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي اليوم الجمعة في روما "أقترح ميثاقا جديدا للهجرة... وبداية جديدة في هذه القضية"، مضيفة أن إيطاليا وإسبانيا واليونان أكثر عرضة للمشكلة بسبب موقعها الجغرافي.
وفي الوقت نفسه، أشارت فون دير لاين إلى أن التضامن ليس طريقا في اتجاه واحد، بل يتعين أن يكون في الاتجاهين، وقالت "عندما نتعاون سنتوصل إلى حل". ولم تتحدث فون دير لاين عن ملامح الاستراتيجية الجديدة.
ص.ش/ع.ج (د ب أ، أ ف ب)
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو