1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سقوط الأنبار في أيدي "داعش" سيفتح الطريق إلى بغداد

ديانا هودالي/ عبدالحي العلمي١٦ أكتوبر ٢٠١٤

يستمر تنظيم " الدولة الإسلامية" في احتلال المزيد من الأراضي، خصوصا في محافظة الأنبار العراقية. ويعتقد الخبراء أن سقوط تلك المحافظة في أيدي ميليشيات " داعش" يفتح الطريق لدخول بغداد، بسبب الأهمية الاستراتيجية للمحافظة.

Kämpfe im Irak 20.06.2014 Ramadi
صورة من: Reuters

منذ شهور تشهد محافظة الأنبار عمليات قتالية بين تنظيم " الدولة الإسلامية" الإرهابي و القوات الحكومية العراقية. وحسب جهات حكومية عراقية يبدو أن التنظيم حسم الموقف لصالحه، حيث تسيطر الميليشيات على 80 بالمائة من أراضي المحافظة. وبالإضافة إلى مدينة الموصل والفلوجة سقطت بداية شهر أكتوبر الحالي مدينتي هيت والكبيسة في أيدي الميليشيات، وهما بلدتان مهمتان من الناحية الاستراتيجية ويشكلان الممر الرئيس بين سوريا وبغداد عبر النقاط الحدودية السورية العراقية، مما يجعل تلك الميليشيات في وضع قوي عند كل هجوم محتمل على بغداد.

جيش عراقي ضعيف

ويقول غونتر ماير من مركز الدراسات العربية في ماينتس إن "القوات العراقية جاءها أمر بالانسحاب". وكان على القوات العراقية ترك أسلحتها هناك بالكامل دون الدخول في معارك مع تنظيم "داعش". ويعني ذلك حسب الخبير أنه " ليس بمقدور القوات العراقية مواجهة التنظيم". فأفراد الجيش لايحصلون على مرتبات جيدة ومستوى تدريبهم ضعيف. كما لايود بعضهم المخاطرة بحياتهم من أجل المحافظة على منطقة الأنبار التي تشكل معقلا كبيرا للسنة، في حين أن أغلبية الجنود العراقيين من الشيعة. ويعني ذلك قيام عداءات بين الأطراف.

تخوفات من ارتفاع عدد العمليات التفجيرية كما حدث أخيرا في الرماديصورة من: Reuters

حتى الآن لازال بإمكان القوات العراقية الحفاظ على سد الحديثة و سد الرمادي. وفي حال إن سقط السدان في يد تنظيم" الدولة الإسلامية" فستكون النتائج كارثية، لأن سيطرة التنظيم على السدين يعني أيضا سيطرته على قطاعي التزويد بالماء والكهرباء، وبالتالي سيطرته أيضا على القطاع الزراعي في محيط بغداد.

إذاً احتلال محافظة الأنبار يشكل نصرا استراتيجيا مهما بالنسبة للتنظيم الإرهابي، وذلك لسببين: فهناك توجد أهم المنشآت العسكرية والمخزونات من الأسلحة والذخيرة، مما قد يساعد التنظيم أيضا على تحقيق هدفه في الوصول إلى بغداد.

خوف من سقوط بغداد

وفي مثل هذا الوضع الخطير وجهت الحكومة العراقية – حسب بي بي سي – نداء طلب المساعدة إلى الولايات المتحدة و وحلفائها من الدول العربية، حيث هناك تخوف لديها من عدم إمكانية الدفاع على المحافظة في مواجهة تقدم التنظيم الإرهابي باتجاه بغداد. ويعني ذلك وفق الخبير في الشؤون العراقية غونتر ماير "ارتفاع وتيرة العمليات التفجيرية في العاصمة العراقية التي تئن حتى الآن تحت الوضع غير المستقر فيها". وقد يسقط المطار أيضا في أيدي ميليشيات التنظيم الإرهابي.

حتى الآن لم تقدم الدول العربية الحليفة مساعدة للحكومة العراقية بشأن محافظة الأنبار. ومنذ أسابيع يقوم الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بضربات جوية ضد مواقع تنظيم " الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق. في العراق فقط تم حصر تقدم الميليشيات، التي يواجهها مقاتلو البشمركة الأكراد. الاهتمام الكبير بالمواجهات في محيط كوباني في سوريا أبعد الأنظار عما حدث من تقدم لميليشيات التنظيم الإرهابي في محافظة الأنبار. كما لم تتمكن الضربات الجوية الأمريكية من وقف تقدم "داعش" في الأنبار وسيطرتها على قرى ومدن بالكامل.

ميليشيات في الفلوجةصورة من: picture alliance/AP Photo

محافظة الأنبار بدون مساعدات

في الماضي كانت هناك خطط لإقامة مركز لقيادة العمليات في الأنبار، تتم إدارتها من طرف عراقيين وأمريكيين. حتى الآن لم يتم تطبيق تلك الخطط. ويقول غونتر مايير إن " الولايات المتحدة هدفت إلى تشكيل ميليشيا من السنة والتي يطلق عليها اسم" الصحوة" لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، وهي مكونة من محاربين سنيين عملوا سابقا في جيش صدام حسين ولم ينضموا بعد الى تنظيم "الدولة الإسلامية". غير أنه منذ أن قامت الميليشيات الشيعية المعادية لتنظيم "الدولة الإسلامية" بخروقات في حقوق الإنسان تراجع مستوى طموح المقاتلين السنة للإلتحاق ب "الصحوة" . وكانت مجموعات شيعية قد قامت في الشهور الأخيرة بخطف عشرات من السنة وقتلهم في أعمال انتقامية لما قام به مقاتلوا "داعش" من أعمال قتل.

المكلفة بملف الأزمات لدى منظمة حقوق الإنسان الدولية دوناتيلا ريفيرا أوضحت في تقرير صدر مؤخرا أنه " كلما تسامحت الحكومة في بغداد مع الميليشيات وتقبلت قيامها المستمر بمثل هذه الأعمال البشعة، إلا وساهمت في تعزيز الحلقة المفرغة لأعمال العنف من خلفية دينية في البلاد." وأضافت المتحدثة أنه "يجب على الحكومة العراقية أن تتوقف عن مساعدة سيطرة الميليشيات". وهو الموقف الذي عبر عنه الخبير غونتر مايير عندما قال:" يجب العمل على إنهاء الأعمال الإنتقامية ومعاقبة من قام بها." وفقط عندما تتمكن الحكومة العراقية من استرجاع ثقة المواطنين السنة في الأنبار يمكن استقطابهم للإنضمام إلى محاربة تنظيم "داعش" وبالتالي تجاوز مخاطر ضياع المحافظة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW