سقوط البشير.. بين فرح واحتجاجات في العالم الافتراضي
١١ أبريل ٢٠١٩
أثار خبر الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اختلفت ردود الفعل بين فرح بسقوط النظام وبين غضب على ما وصف بـ"الانقلاب العسكري" الذي تسعى قوى معارضة لتجنبه والمطالبة بحكومة مدنية.
إعلان
شهدت السودان صباح الخميس (11 نيسان/ أبريل 2019) تطوراً كبيراً في الحراك الشعبي الذي انطلق في أواخر العام الماضي احتجاجاً على سوء الأوضاع العامة وسط مطالب بإسقاط حكم الرئيس عمر البشير الذي استمر لمدة 30 عاماً، إذ أعلن وزير الدفاع السوداني، عوض محمد أحمد بن عوف، في بيان صباح اليوم "اقتلاع النظام" والتحفظ على البشير "في مكان آمن" وتعطيل الدستور وإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة شهور وتشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد لفترة انتقالية مدتها عامان تجرى في نهايتها انتخابات.
أثار هذا الخبر ضجة واسعة انعكست على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث غصت المنصات بمشاركات كثيرة حملت مشاعر ومواقف مختلفة، إما فرحاً بإسقاط البشير أو احتجاجاً على ما وُصف بـ"الانقلاب العسكري".
وغرد "إسلام أبو شنب" على حسابه في موقع "تويتر" مهنئاً الشعب السوداني بسقوط حكم البشير :
"الحرية ليست تمثالاً بعد الآن !! تهانينا لشعب السودان لكسب حريته"
وشارك أحد المغردين ويدعى "نواف-23"على حسابه في موقع "تويتر" أيضاً فيديو يظهر بعض المواطنين السودانيين في الشوارع يرقصون فرحاً بسقوط حكومة البشير:
وفي تغريدة مليئة بالأمل والفرح، علق "أحمد الموتري" على حسابه في موقع "تويتر" قائلاً :
" يبدو الأمر دائماً مستحيلاً، إلى أن يتحقق"
الجدير بالذكر أن الحراك السوداني قد جذب الكثير من الاهتمام في مختلف مناطق العالم العربي، حيث غرد حساب يحمل اسم "طوق الياسمين" من المنطقة المغاربية معبراً عن وجهة نظر حول الأحداث التي تشهدها السودان بالقول:
وفيما عبر الكثيرون عن فرحهم بسقوط البشير، غرد أحدهم ويدعى "مهدي" معبراً عن غضبه وقال:
" هل تعتقد بأننا أغبياء؟ هل تظن بأنك قادر على الاستيلاء على السلطة دون معارضة؟ سنعلمك درساً لن تنساه."
ومن جهة أخرى يبدو " محمد مواوي" غير راض أيضاً عن الوضع الحالي، حيث غرد على حسابه في موقع تويتر وقال مكرراً:
"نريد ديمقراطية وليس رئيساً جديداً"
ر.ض/ ي.أ
السودان ..مد وجزر بين مدنية السلطة وحكم العسكر
استولى عمر البشير على الحكم عبر انقلاب عسكري، ليطيح بحكومته ما يبدو انقلابا عسكريا آخر، في معترك احتجاجات واسعة في البلاد التي لم تكن الانقلابات العسكرية غريبة عنها. لمحة عن الحكومات العسكرية والمدنية التي عاشها السودان.
صورة من: Getty Images/AFP
مد وجزر
الفترات الزمنية التي حكم فيها العسكر السودان فاقت بكثير الفترات التي استلمت فيها حكومات مدنية السلطة في البلاد. فقد بدأت سلسلة الانقلابات العسكرية في السودان ضد أول حكومة ديمقراطية انتخبت في عام 1957.
صورة من: Reuters
حكومة عسكرية
بعد استقلال السودان في عام 1956، لم تهنأ البلاد بحكم مدني لأكثر من عامين، حيث نجح أول انقلاب عسكري في عام 1958 بقيادة ابراهيم عبود ضد حكومة ائتلاف ديمقراطية بين حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي التي كان يرأسها مجلس السيادة المكون من الزعيم إسماعيل الأزهري وعبد الله خليل.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S.Bol
حكومة مدنية
في عام 1964 أطاحت أكبر ثورة شعبية شهدتها البلاد بحكومة عبود، وعاد المدنيون إلى الحكم بانتخابات جرت عام 1965 بإشراف حكومة انتقالية. غير أن الحكومة الجديدة اتسمت بعدم الاستقرار. في الصورة مبنى القصر الرئاسي بالخرطوم.
صورة من: EBRAHIM HAMID/AFP/Getty Images
انقلاب جعفر محمد نميري
وفي ظل اضطرابات سياسية نفذ العقيد جعفر محمد نميري انقلابا عسكريا في عام 1969 بالتعاون مع عدد من الضباط من اليسار السوداني من الحزب الشيوعي على وجه الخصوص. استمر حكم النميري لمدة 16 عاماً تخللتها عدة محاولات انقلابية فاشلة أُعدم نتيجتها 3 ضباط من الحزب الشيوعي الذين سعوا إلى الاستيلاء على السلطة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
عبد الرحمن سوار الذهب والاستثناء!
أطاحت انتفاضة شعبية كبيرة عرفت بـ"انتفاضة إبريل" بنظام النميري، اذ أعلن حينها المشير عبد الرحمن سوار الذهب أعلى قادة الجيش، تنحية النميري واستلام الجيش للسلطة في 6 نيسان 1985 وقاد البلاد لعام واحد رئيساً للحكومة الانتقالية، ليسلم السلطة بعد ذلك لحكومة منتخبة ترأسها زعيم حزب الأمة الصادق المهدي عام 1986. وسوار الذهب هو الرئيس العسكري الوحيد في تاريخ السودان الذي يفي بوعده بتسليم السلطة للمدنيين.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
انقلاب عمر البشير
ومجدداً في عام 1989 جاء انقلاب الرئيس عمر البشير بمساعدة الإسلاميين في السودان بزعامة الدكتور حسن عبدالله الترابي وحزبه "الجبهة الإسلامية القومية". استمر حكم البشير لمدة 30 عاماً شهدت البلاد خلالها تقسيم البلد إلى دولتين في الشمال والجنوب، وصراعات دموية من ضمنها حرب دارفور الأهلية التي صدر بحقه نتيجتها مذكرة اعتقال دولية من المحكمة الجنائية.
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
الحراك السوداني
وفي أواخر عام 2018 شهدت السودان احتجاجات شعبية على الغلاء وسوء الخدمات تحولت فيما بعد للمطالبة بإسقاط البشير الذي انتهت فترة حكمه في صباح اليوم الخميس (11 نيسان/أبريل 2019)، إذ أعلن الجيش الإطاحة به وتشكيل مجلس انتقالي لإدارة البلاد. الكاتبة: ريم ضوا
صورة من: Reuters
العسكر أم المدنيون؟
فور إعلان عزل الرئيس البشير، سُلطت الأضواء على دور الجيش..الجيش الذي انضم للحراك الشعبي ورفض قمع المتظاهرين، لكن إعلانه الإطاحة بالبشير يؤشر على ما يبدو إنقلابا عسكريا..فإلى أي أين تسير دفة الحكم في أكبر بلد أفريقي ..للعسكر أم المدنيين؟