سقوط ضحايا بعد محاولة عسكر السودان "فض الاعتصام بالقوة"
٣ يونيو ٢٠١٩
تجري في العاصمة السودانية محاولة لفض الاعتصام بـ"القوة" من قبل المجلس العسكري، وفق تجمع المهنيين السودانيين ونقلت وسائل إعلام من عين المكان. الأنباء تتحدث عن سقوط قتلى وجرحى. وآلآلاف المحتجين يغلقون طرقا في أم درمان.
إعلان
أعلن تجمع المهنيين السودانيين، أبرز مكونات تحالف الحرية والتغيير الذي يقود الحركة الاحتجاجية في السودان، اليوم الاثنين (الثاني من يونيو/حزيران 2019) أن المجلس العسكري الحاكم يحاول "فض اعتصام" المحتجين أمام مقر الجيش في الخرطوم "بالقوة". وقال التجمع في بيان "تجري الآن محاولة لفض الاعتصام بالقوة من قبل المجلس العسكري".
وأفادت "لجنة الأطباء المركزية" التي تشارك في حركة الاعتصام عن مقتل شخصين وإصابة آخرين بجروح، فيما تحدثت تقارير اخبارية عن خمسة قتلى وعشرات الجرح. وناشدت لجنة أطباء السودان المركزية المعارضة الأطباء والكوادر الصحية بالتوجه إلى المستشفيات القريبة من مقر الاعتصام لإسعاف المصابين.
ولم يصدر على الفور أي تعليق رسمي من جانب المجلس العسكري الانتقالي.
وقال أحد المعتصمين عادل إبراهيم لوكالة فرانس برس إن "اكثر من 500 عربة من قوات الدعم السريع والشرطة أطلقت علينا النار واحترقت خيامنا". وقال عبد الله الشيخ، أحد سكان منطقة بري القريبة من مكان الاعتصام، لفرانس برس "أسمع أصوات إطلاق نار وأشاهد أعمدة الدخان تتصاعد من منطقة الاعتصام".
من جانبه، دعا "تجمع المهنيين" المعارض إلى "إعلان العصيان المدني الشامل لإسقاط المجلس العسكري الغادر القاتل". كما دعا "الشرفاء في قوات شعبنا المسلحة إلى الاضطلاع بمهامهم بالتصدي لميليشيات المجلس العسكري وحماية الثوار والمواطنين". وحث جميع المواطنين إلى "الخروج للشوارع الآن والتظاهر السلمي في كل مكان ... والشروع في العصيان المدني الشامل ووقف الحياة العامة".
وقال السفير البريطاني في الخرطوم في رسالة على حسابه على تويتر "أشعر بقلق شديد إزاء إطلاق النار المكثف الذي أسمعه خلال
الساعة الأخيرة من مقر إقامتي وتقارير بأن قوات الأمن السودانية تهاجم الاعتصام مما أسفر عن سقوط ضحايا". وكتب "لا مبرر لهذا الهجوم. يجب أن يتوقف ذلك الآن".
وقال شاهد من رويترز إن آلاف المحتجين السودانيين أغلقوا طرقا بالحجارة والإطارات المشتعلة في مدينة أم درمان اليوم الاثنين في الوقت الذي
تحاول فيه قوات الأمن فض الاعتصام في العاصمة الخرطوم. وأضاف أنه ليست هناك قوات أمن في المنطقة وأغلق رجال ونساء الشوارع الرئيسية والجانبية في أنحاء أم درمان.
ويطالب المتظاهرون المجلس العسكري بنقل السلطة إلى مدنيين من أجل تحقيق "انتقال ديموقراطي" بعد إطاحة الجيش بالرئيس عمر البشير في 11 نيسان/أبريل إثر انتفاضة شعبية غير مسبوقة.
وعلّقت المفاوضات بين المجلس العسكري والمتظاهرين في 21 أيار/مايو بسبب عدم التوصل إلى اتفاق حول تشكيلة مجلس سيادة اتفقوا على إنشائه على أن يتألف من عسكريين ومدنيين، ويتولى قيادة الفترة الانتقالية في السودان.
وقتل شخص وأصيب عشرة آخرون في السودان السبت إثر "إطلاق القوات النظامية النار" في الخرطوم، وفق "لجنة الأطباء المركزية".
ع.ج.م/ (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
السودان ..مد وجزر بين مدنية السلطة وحكم العسكر
استولى عمر البشير على الحكم عبر انقلاب عسكري، ليطيح بحكومته ما يبدو انقلابا عسكريا آخر، في معترك احتجاجات واسعة في البلاد التي لم تكن الانقلابات العسكرية غريبة عنها. لمحة عن الحكومات العسكرية والمدنية التي عاشها السودان.
صورة من: Getty Images/AFP
مد وجزر
الفترات الزمنية التي حكم فيها العسكر السودان فاقت بكثير الفترات التي استلمت فيها حكومات مدنية السلطة في البلاد. فقد بدأت سلسلة الانقلابات العسكرية في السودان ضد أول حكومة ديمقراطية انتخبت في عام 1957.
صورة من: Reuters
حكومة عسكرية
بعد استقلال السودان في عام 1956، لم تهنأ البلاد بحكم مدني لأكثر من عامين، حيث نجح أول انقلاب عسكري في عام 1958 بقيادة ابراهيم عبود ضد حكومة ائتلاف ديمقراطية بين حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي التي كان يرأسها مجلس السيادة المكون من الزعيم إسماعيل الأزهري وعبد الله خليل.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S.Bol
حكومة مدنية
في عام 1964 أطاحت أكبر ثورة شعبية شهدتها البلاد بحكومة عبود، وعاد المدنيون إلى الحكم بانتخابات جرت عام 1965 بإشراف حكومة انتقالية. غير أن الحكومة الجديدة اتسمت بعدم الاستقرار. في الصورة مبنى القصر الرئاسي بالخرطوم.
صورة من: EBRAHIM HAMID/AFP/Getty Images
انقلاب جعفر محمد نميري
وفي ظل اضطرابات سياسية نفذ العقيد جعفر محمد نميري انقلابا عسكريا في عام 1969 بالتعاون مع عدد من الضباط من اليسار السوداني من الحزب الشيوعي على وجه الخصوص. استمر حكم النميري لمدة 16 عاماً تخللتها عدة محاولات انقلابية فاشلة أُعدم نتيجتها 3 ضباط من الحزب الشيوعي الذين سعوا إلى الاستيلاء على السلطة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
عبد الرحمن سوار الذهب والاستثناء!
أطاحت انتفاضة شعبية كبيرة عرفت بـ"انتفاضة إبريل" بنظام النميري، اذ أعلن حينها المشير عبد الرحمن سوار الذهب أعلى قادة الجيش، تنحية النميري واستلام الجيش للسلطة في 6 نيسان 1985 وقاد البلاد لعام واحد رئيساً للحكومة الانتقالية، ليسلم السلطة بعد ذلك لحكومة منتخبة ترأسها زعيم حزب الأمة الصادق المهدي عام 1986. وسوار الذهب هو الرئيس العسكري الوحيد في تاريخ السودان الذي يفي بوعده بتسليم السلطة للمدنيين.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
انقلاب عمر البشير
ومجدداً في عام 1989 جاء انقلاب الرئيس عمر البشير بمساعدة الإسلاميين في السودان بزعامة الدكتور حسن عبدالله الترابي وحزبه "الجبهة الإسلامية القومية". استمر حكم البشير لمدة 30 عاماً شهدت البلاد خلالها تقسيم البلد إلى دولتين في الشمال والجنوب، وصراعات دموية من ضمنها حرب دارفور الأهلية التي صدر بحقه نتيجتها مذكرة اعتقال دولية من المحكمة الجنائية.
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
الحراك السوداني
وفي أواخر عام 2018 شهدت السودان احتجاجات شعبية على الغلاء وسوء الخدمات تحولت فيما بعد للمطالبة بإسقاط البشير الذي انتهت فترة حكمه في صباح اليوم الخميس (11 نيسان/أبريل 2019)، إذ أعلن الجيش الإطاحة به وتشكيل مجلس انتقالي لإدارة البلاد. الكاتبة: ريم ضوا
صورة من: Reuters
العسكر أم المدنيون؟
فور إعلان عزل الرئيس البشير، سُلطت الأضواء على دور الجيش..الجيش الذي انضم للحراك الشعبي ورفض قمع المتظاهرين، لكن إعلانه الإطاحة بالبشير يؤشر على ما يبدو إنقلابا عسكريا..فإلى أي أين تسير دفة الحكم في أكبر بلد أفريقي ..للعسكر أم المدنيين؟