رغم الحديث عن قرب هدنة والجهود الدولية لتحقيقها سريعا تواصلت الهجمات المتبادلة بين القوات الإسرائيلية والفصائل الفسلطينية في غزة. وأكد الجيش الاسرائيلي مساء الثلاثاء  (20 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012) مقتل أحد جنوده صباح اليوم  في مجلس اقليم اشكول نتيجة لسقوط صاروخ " اطلق من قطاع غزة" على جنوب إسرائيل. وهذا أول جندي إسرائيلي يقتل منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية "عمود السحاب" ضد قطاع غزة قبل نحو أسبوع. كما أوردت وكالة فرانس برس نقلا عن وزارة الدفاع الإسرائيلية مقتل إسرائيلي ثان بانفجار صاروخ أطلق من قطاع غزة.

وعلى الجانب الفلسطيني  قتل شقيقان فلسطينيان في غارة إسرائيلية جديدة استهدفت مساء الثلاثاء دراجة نارية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، كما  أفادت لجنة الإسعاف والطوارئ في حكومة حماس بغزة مقتل أربعة فلسطينيين وإصابة عدد آخر في غارات عدة شنتها مقاتلات حربية إسرائيلية على أهداف في قطاع غزة الثلاثاء. وأعلنت اللجنة في سلسلة بيانات متلاحقة أن غارتين إسرائيليتين استهدفتا مدينة دير البلح في وسط القطاع أوقعتا ثلاثة قتلى، في حين سقط القتيل الرابع في غارة على حي الجنينة برفح جنوب القطاع.

تواصل جهود الوصول إلى هدنة

وكان وزير خارجية ألمانيا غيدو فيسترفيله الذي تنقل اليوم بين تل أبيب ورام الله والقاهرة قد أعرب في تصريحات مساء اليوم في القاهرة عن ترحيبة بالهدنة المزمعة بين إسرائيل وحركة حماس، وقال:"إذا تأكد أمر هذه الهدنة فإن ذلك سيكون بمثابة خبر سار جدا للناس في إسرائيل وفي قطاع غزة أيضا". لكن فيسترفيله حذر في الوقت ذاته من التراخي في بذل المساعي للوصول لحل دائم للصراع. وقال: "العمل لم يكتمل بعد ، لن يكون هناك وقف دائم للقتال إلا إذا تعاونا". وأضاف: "لقد تعامل المجتمع الدولي بشكل منسق جدا مع الأزمة، إذا استطعنا نحن الألمان تقديم مساهمة فسأكون مسرورا لذلك".

من جهته قال مصدر في الرئاسة المصرية مساء الثلاثاء إن الرئيس محمد مرسي "يأمل" في أن يتم التوصل سريعا إلى هدنة في النزاع في قطاع غزة. ويختلف هذا مع ما نشرته وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية والي نقلت في وقت سابق عن مرسي قوله "مهزلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ستنتهى اليوم الثلاثاء" و"جهود عقد الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ستسفر عن نتائج إيجابية خلال الساعات القليلة القادمة".

العربي: "المشكلة ليست في التهدئة بل في الاحتلال"

 وكان الرئيس الأميريكي باراك أوباما قد أشاد اليوم بالجهود التي بذلها الرئيس مرسي في التوصل إلى هدنة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأكد أوباما في اتصال هاتفي أجراه من طائرته الرئاسية مع مرسي على الحاجة إلى السيطرة على الوضع وعدم تصعيد الموقف في غزة، مشددا في نفس الوقت على الموقف الأمريكي والإسرائيلي أنه بدون وقف لإطلاق الصواريخ من غزة إلى إسرائيل "لا يمكن لإسرائيل الاطمئنان على أمن شعبها".

من جانبه إعتبر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي خلال زيارته إلى قطاع غزة على رأس وفد وزاري عربي رفيع اليوم الثلاثاء أن "المشكلة ليست في التهدئة بل في الاحتلال". وقال العربي خلال لقائه مع الوفد الوزاري العربي إسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس في مدينة غزة ان "المشكلة الحقيقية ليست في التهدئة، بل يجب ان نركز جميعا من دول عربية واسلامية وصديقة في كل العالم على انهاء الاحتلال، هذه هي المشكلة الرئيسية".

ص ش / م س (أ ف ب/ د ب أ)