رحبت إسرائيل بسقوط نظام الأسد واعتبرت أن ضرباتها لإيران وحزب الله ساهمت في التعجيل بذلك، لكنها شرعت في تنفيذ ضربات في سوريا وتوغلت داخل المنطقة منزوعة السلاح كما ألغت اتفاقية فك الاشتباك. فيكف ستكون العلاقة بين البلدين؟
إعلان
تراقب إسرائيل عن كثب تطورات الوضع في سوريا عقب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد لمعرفة ما سيحدث في الجوار السوري. ويقول مراقبون إن التغييرات في سوريا تفرض فرصا جديدة ربما تصب في صالح إسرائيل، لكنها في الوقت نفسه تثير مخاطر.
وقالت مجموعات المراقبة إن طائرات مقاتلة إسرائيلية هاجمت خلال عطلة نهاية الأسبوع أكثر من 100 هدف في سوريا. واستهدفت الهجمات الإسرائيلية البنية التحتية العسكرية السورية، بما في ذلك القواعد الجوية والمواقع التي يُزعم أن أبحاث الصواريخ أجريت فيها وحيث يُفترض تخزين الأسلحة الكيميائية. وكان من بين الأهداف موقع في العاصمة السورية دمشق.
وفي هذا السياق، قال الجيش الإسرائيلي الثلاثاء (10 ديسمبر/كانون الأول) إنه قصف معظم مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا خلال اليومين الماضيين، وإن سفنه استهدفت منشأتين للبحرية السورية.
وسبق ذلك تصريح صدر عن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قال فيه إنه جرى استهداف مواقع أسلحة كيماوية وصواريخ طويلة المدى مشتبه بها في سوريا من أجل منع وقوعها في أيدي أطراف عدائية.
وأشارت تقارير صحافية إلى أن القوات الإسرائيلية قد تحركت أكثر بما يتجاوز المنطقة العازلة بين سوريا وهضبة الجولان التي تقع على بعد 40 كيلومترا عن العاصمة دمشق، ما يعني أن التوغل الإسرائيلي في سوريا تزايد أكثر من أي وقت منذ توقيع اتفاقية فك الاشتباك بين إسرائيل وسوريا عام 1974.
ونقلت رويترز عن ثلاثة مصادر قولها الثلاثاء (11 ديسمبر/كانون الأول) إن الجيش الإسرائيلي توغل عسكريا في سوريا لمسافة تصل إلى نحو 25 كيلومترًا جنوب غرب دمشق، لكن متحدث باسم الجيش نفى أن تكون القوات الإسرائيلية قد توغلت في الأراضي السورية خارج المنطقة العازلة مع هضبة الجولان.
قوات إسرائيلية داخل سوريا؟
احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان عام 1967 وضمتها عام 1981. ويعتبر الجُل الأكبر من المجتمع الدولي، باستثناء الولايات المتحدة، هضبة الجولان جزءًا من سوريا مع اعتبار احتلال إسرائيل لها غير قانوني.
وفي تعليقه على سقوط نظام الأسد، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "انهيار" اتفاق فض الاشتباك الموقع عام 1974 بين إسرائيل وسوريا.
وقال نتنياهو إن خطوة الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة مؤقتة "إلى أن يتم التوصل إلى ترتيب مناسب". وأضاف في مؤتمر صحفي في القدس: "نرغب في إقامة علاقات حسن جوار وعلاقات تتسم بالسلمية (مع قادة سوريا الجدد).. سنراقب التطورات من كثب ونتخذ الخطوات اللازمة للدفاع عن دولة إسرائيل وحدودها، لكن الجولان سيكون جزءًا من دولة إسرائيل إلى الأبد".
تزايد الانتقادات ـ "المزاج السوري ليس ضد إسرائيل"
وتعرضت الخطوة التي قام بها الجيش الإسرائيلي لانتقادات متزايدة؛ إذ قالت الأمم المتحدة إن أي خطوة من هذا القبيل تنتهك اتفاق 1974. ودعت الولايات المتحدة إلى أن تكون الخطوة مؤقتة. في المقابل، أدانت الخارجية الأردنية الخطوة، فيما قالت الرياض إن تحركات القوات الإسرائيلية تظهر أن إسرائيل تبدو عازمة على "تخريب فرص استعادة سوريا لأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها".
وفي مقابلة مع DW، تساءل البروفيسور إيال زيسر، خبير شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا ونائب رئيس جامعة تل أبيب، عن سبب تحركات الجيش الإسرائيلي.
وأضاف: "أستطيع أن أفهم سبب قصف ومهاجمة الأسلحة الكيماوية في سوريا التي تركها النظام، لكن ماذا عن تحركات القوات؟ المزاج السوري ليس ضد إسرائيل على الإطلاق. لم يذكر أحد إسرائيل. فلماذا يقحم (نتنياهو) نفسه في المشهد؟"
إيران فقدت حلقة الوصل مع حزب الله
وفي مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، وصف المحلل السياسي، نداف إيال، سقوط الأسد بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط بأنه يشبه "سقوط جدار برلين. وهذا ليس مرجعه كونه دكتاتورا ضعيفا فاشلا، وإنما لما يرمز إليه".
وأضاف "ألحقت إسرائيل خسائر كبيرة بحزب الله وتعرض الإيرانيون أيضًا لضربات قاضية، لذا فهم كانوا خائفين من تعرضهم لهزيمة مهينة في سوريا".
وأشار إلى أن معظم أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، بما في ذلك الاستخبارات العسكرية، تفاجأت بالسرعة التي سقط فيها النظام السوري.
ويتفق في هذا الرأي البروفيسور إيال زيسر، قائلا: "مثل الأمر مفاجأة للجميع خاصة لبشار الأسد وإيران وروسيا وحزب الله. أود التأكيد على نقطة هامة ألا وهي أن الأمر لم يكن ثورة أو احتجاجًا أو انتفاضة، بل كان تحركا قام به جيش أنشأه [رئيس هيئة تحرير الشام] الجولاني تحت رعاية تركيا".
وأضاف أن "الجانب الإيجابي بالنسبة لإسرائيل يتمثل في أن بشار الأسد كان حلقة وصل مهمة بين إيران وحزب الله. والآن لم يعد لدى إيران أي دعم سوري، لذا فهذا تطور كبير".
إعلان
هل ساهمت إسرائيل في إسقاط الأسد؟
ويذهب الرأي العام الإسرائيلي إلى ترجيح أن هجوم فصائل المعارضة بقيادة "هيئة تحرير الشام" المباغت وتقدمها حتى وصولها دمشق، لم يكن ليحدث لولا إسرائيل.
وقال نتنياهو إنه منذ هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، كانت إسرائيل تعمل "بطريقة منهجية ومدروسة ومنظمة" لتفكيك حلفاء حماس داخل المحور الإيراني.
واعتبر أن سقوط الأسد كان "نتيجة مباشرة للضربات القوية التي وجهناها لحماس وحزب الله وإيران... إسرائيل تغير وجه الشرق الأوسط".
وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، قال المحلل عاموس هرئيل: "لم يكن ليحدث ذلك، لولا فشل إيران وحزب الله في لبنان. تمكن الثوار السوريون من الوقوف على نقاط الضعف والارتباك داخل المحور الإيراني حيث سارعوا إلى ضرب الحلقة الضعيفة في هذا المحور".
"غموض وقلق" بشأن المستقبل
في المقابل، يرى خبراء أن سقوط الأسد المفاجئ لم يكن بسبب إضعاف إسرائيل للجماعات الموالية لإيران فحسب، مشيرين إلى أن أمورا أخرى منها انخراط روسيا، الحليف القوي لنظام الأسد، في الحرب الأوكرانية.
وقالوا إن موسكو لم تكن راغبة في التدخل مرة أخرى في سوريا، مضيفين أنه على الرغم من تراجع خطر إيران وحزب الله في الوقت الراهن، إلا أن طبيعة الحكومة السورية المقبلة قد تشكل تحديات طويلة الأجل لإسرائيل في ضوء صعوبة التنبؤ بما قد تقدم عليه "هيئة تحرير الشام" في المستقبل.
وفي ذلك، قال زيسر إنه "كان يمكن التنبؤ بما يمكن أن يقدم عليه بشار الأسد على الأمد البعيد على الأقل فيما يتعلق بهضبة الجولان، لكن الآن أصبح الأمر يتسم بالغموض. الإسرائيليون في حالة قلق كما هو الحال في الأردن وبلدان الجوار السوري."
أعده للعربية: محمد فرحان
سوريا.. سقوط حكم عائلة الأسد بعد أكثر من خمسة عقود من السلطة
فر بشار الأسد من سوريا في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول عام 2024. وكتب هذا الفرار نهاية حكم عائلة الأسد الذي استمر خمس عقود ونصف. هنا لمحة عن أبرز المحطات التي مرت بها سوريا منذ بدء حكم عائلة الأسد وحتى نهايته.
صورة من: Hussein Malla/AP/dpa/picture alliance
نهاية حقبة حكم بيت الأسد
8 ديسمبر/ كانون الأول، 2024 نقطة فاصلة في تاريخ سوريا.. فقد أسقطت المعارضة المسلحة نظام الرئيس بشار الأسد، الذي أضطر لترك منصبه وغادر دمشق إلى مكان مجهول، وذلك على وقع الأحداث المتسارعة التي بدأت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
صورة من: Iranian Presidency Office/ZUMAPRESS/picture alliance
هجوم المعارضة المسلحة
في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2024، اعتبر الأسد هجوم المعارضة المسلحة، الذي بدأ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، "محاولة لتقسيم المنطقة وتفتيت دولها، وإعادة رسم الخرائط من جديد"، بيد أن هذه المزاعم لم تجد هذه المرة.
صورة من: Bakr Alkasem/AFP/Getty Images
حرب أهلية دموية مدمرة
أتى سقوط نظام بشار الأسد بعد أكثر من 13 عاما على بدء انتفاضة شعبية في خضم "الربيع العربي"، والتي تحولت إلى حرب أهلية دموية أسفرت عن مقتل أكثر 300 شخص ما بين 2013 و2021، بحسب الأمم المتحدة، وفرار الملايين إلى خارج البلاد أو نزوجهم داخل البلاد.
صورة من: Bulent Kilic/AFP/Getty Images
تهاوي سلطة بشار
تمسك بشار الأسد بالسلطة وقاوم بشرسة الاحتجاجات الشعبية والدعوات الدولية للتنحي عن السلطة، مستعينا بدعم عسكري من روسيا وإيران وحزب الله. لكن عندما تخلت عنه هذه الأطراف لم يكن أمامه سوى الفرار.
صورة من: Orhan Qereman/REUTERS
تراجع الدعم العسكري الروسي
كان للدعم العسكري الروسي المباشر لبشار ألأسد دورا في صموده خلال الحرب الأهلية، لكن بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجنب مواصلة دعم الأسد أمام هجوم المعارضة المسلحة، كونه بوتين لديه جبهة حرب أخرى مفتوحة في أوكرانيا.
صورة من: Valeriy Sharifulin/IMAGO/SNA
احتجاجات تحولت إلى نزاع دامٍ!
في العام 2011، لحقت سوريا بركب الثورات في دول عربية عدة، أبرزها مصر وتونس، في ما عُرف بـ"الربيع العربي". ومع اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظامه، قمع الأسد المتظاهرين السلميين بالقوة، وتحولت الاحتجاجات نزاعاً دامياً، سرعان ما تعددت جبهاته والضالعين فيه. وأودى النزاع المستمر بأكثر من 388 ألف شخص وهجّر وشرّد الملايين داخل البلاد وخارجها، وسوّى مناطق كاملة بالأرض.
صورة من: AFP/O. H. Kadour
بقاء على رأس السلطة بدعم روسي
في سنوات النزاع الأولى، فقدت قوات الحكومة السورية سيطرتها على مساحات واسعة من سوريا بينها مدن رئيسية. لكن وبدعم عسكري من حلفائها، إيران ثم روسيا، استعادت القوات الحكومية تدريجيًا نحو ثلثي مساحة البلاد، إثر سياسة حصار خانقة وعمليات عسكرية واسعة ضد الفصائل المعارضة والتنظيمات الجهادية. ولعب التدخل الجوي الروسي منذ خريف 2015 دوراً حاسماً في تغيير موازين القوى لصالح دمشق.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
الوصول إلى الحكم عبر التوريث
2000، ورث بشار الأسد الحكم عن والده الراحل، حافظ الأسد، الذي حكم سوريا من خلال زعامة حزب البعث الموجود في السلطة منذ أكثر من خمسين عاما. أصبح بشار الأسد، وهو في الرابعة والثلاثين من العمر، رئيسا عن طريق استفتاء لم يشهد أي معارضة.
صورة من: Louai Beshara/AFP
تولي الحكم بعد انقلاب "الحركة التصحيحية"
في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 1970، نفّذ حافظ الأسد الذي كان يتولّى منصب وزير الدفاع انقلاباً عسكرياً عُرف بـ"الحركة التصحيحية" وأطاح برئيس الجمهورية حينها نور الدين الأتاسي. في 12 آذار/مارس 1971، انتخب الأسد الذي كان يترأس حزب البعث العربي الاشتراكي، رئيساً للجمهورية ضمن انتخابات لم ينافسه فيها أي مرشح آخر. وكان أول رئيس للبلاد من الطائفة العلوية التي تشكل عشرة في المئة من تعداد السكان.
صورة من: AP
"حرب تشرين"
في السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1973، شنّت مصر وسوريا هجوماً مفاجئاً على إسرائيل من جهة قناة السويس غرباً، ومرتفعات الجولان شرقاً، في محاولة لاستعادة ما خسره العرب من أراض خلال حزيران/يونيو 1967، لكن تمّ صدهما. في أيار/مايو 1974، انتهت الحرب رسمياً بتوقيع اتفاقية فضّ الاشتباك في مرتفعات الجولان.
صورة من: Getty Images/AFP/GPO/David Rubinger
علاقات دبلوماسية بين واشنطن ودمشق!
في حزيران/يونيو 1974، زار الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون دمشق، معلناً إعادة إرساء العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، بعدما كانت مجمّدة منذ العام 1967. في الصورة الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون مع وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأمريكي وقتها هنري كيسينجر.
صورة من: AFP/Getty Images
هيمنة على لبنان
في 1976 تدخّلت القوات السورية في الحرب الأهلية اللبنانية بموافقة أمريكية، وبناء على طلب من قوى مسيحية لبنانية. وفي 1977، بدأت المواجهات بين القوات السورية، التي انتشرت في معظم أجزاء البلاد ما عدا المنطقة الحدودية مع إسرائيل، وقوات مسيحية احتجت على الوجود السوري. وطيلة ثلاثة عقود، بقيت سوريا قوة مهيمنة على المستوى العسكري في لبنان وتحكمت بكل مفاصل الحياة السياسية حتى انسحابها في العام 2005.
صورة من: AP
قطيعة بين دمشق وبغداد!
في العام 1979، تدهورت العلاقات بين سوريا والعراق، اللذين حكمهما فرعان متنافسان من حزب البعث العربي الاشتراكي، بعد اتهام الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين الوافد حديثاً إلى السلطة، دمشق بالتآمر. وقطعت بغداد علاقتها الدبلوماسية مع دمشق في تشرين الأول/أكتوبر 1980، بعدما دعمت الأخيرة طهران في حربها مع العراق. في الصورة يظهر الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين (يسار) مع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد (وسط).
صورة من: The Online Museum of Syrian History
"مجزرة حماه"
في شباط/فبراير 1982، تصدّى النظام السوري لانتفاضة مسلّحة قادها الإخوان المسلمون في مدينة حماه (وسط)، وذهب ضحية ما يعرف بـ"مجزرة حماه" بين عشرة آلاف وأربعين ألف شخص. وجاء ذلك بعد قرابة ثلاث سنوات من هجوم بالرصاص والقنابل اليدوية على الكلية الحربية في مدينة حلب، أسفر عن مقتل ثمانين جندياً سورياً من الطائفة العلوية. وتوجّهت حينها أصابع الاتهام إلى الإخوان المسلمين بالوقوف خلف الهجوم.
صورة من: picture alliance /AA/M.Misto
محاولة انقلاب فاشلة
في تشرين الثاني/نوفمبر 1983، أصيب الأسد بأزمة قلبية نقل على إثرها إلى أحد مشافي دمشق. ودخل في غيبوبة لساعات عدّة، حاول خلالها شقيقه الأصغر رفعت الاستيلاء على السلطة عبر انقلاب فاشل، قبل أن يستعيد الأسد عافيته. وبعد عام، أُجبر رفعت على مغادرة سوريا. الصورة لحافظ الأسد (يمين) مع أخيه رفعت.
صورة من: Getty Images/AFP
تقارب مع الغرب!
بدأ الجليد الذي شاب علاقات سوريا مع أمريكا والغرب بالذوبان، عقب انهيار الاتحاد السوفياتي. انضمت سوريا إلى القوات متعددة الجنسيات في التحالف الذي قادته أمريكا ضد صدام حسين بعد غزو العراق للكويت. وفي تشرين الأول/أكتوبر 1994، زار الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الأسد في دمشق. بعد أربع سنوات، زار الأسد فرنسا في أول زيارة له إلى بلد غربي منذ 22 عاماً، واستقبل بحفاوة من نظيره الفرنسي جاك شيراك.
صورة من: Remy de la Mauviniere/AP Photo/picture alliance
الابن يخلف أباه في الرئاسة!
توفي الأسد في 10 حزيران/يونيو 2000، عن عمر ناهز 69 عاماً، وكان شيراك الرئيس الغربي الوحيد الذي حضر جنازته.
وبعد شهر، تولّى نجله بشار السلطة، بعد تعديل دستوري سمح له بالترشّح. وحاز في استفتاء لم يضم أي مرشح آخر سواه على 97 في المئة من الأصوات.
صورة من: picture-alliance/dpa
انفتاح نسبي ولكن..!
بين أيلول/سبتمبر 2000 وشباط/فبراير 2001، شهدت سوريا فترة انفتاح وسمحت السلطات نسبياً بحرية التعبير. في 26 أيلول/سبتمبر 2000، دعا نحو مئة مثقّف وفنان سوري مقيمين في سوريا السلطات إلى "العفو" عن سجناء سياسيين وإلغاء حالة الطوارئ السارية منذ العام 1963. لكنّ هذه الفسحة الصغيرة من الحرية سرعان ما أقفلت بعدما عمدت السلطات إلى اعتقال مفكرين ومثقفين مشاركين في ما عُرف وقتها بـ"ربيع دمشق". م.ع.ح/م.ع/ع.ج.م