أنخيلو فن شايك، تريزا كرينينغر/ عبد الرحمان عمار١٩ أبريل ٢٠١٥
تشهد سواحل البحر المتوسط باستمرار حوادث غرق مأساوية لسفن المهاجرين واللاجئين. وتعتبر جزيرة لامبيدوزا مسرحاً لغالبية هذه الحوادث، التي تحدث أمام أعين سكان الجزيرة ومسئوليها، والذين يجدون أنفسهم عاجزين عن مد يد العون.
إعلان
تعد جزيرة لامبيدوزاالإيطالية مركزا مهما لاستقبال اللاجئين والمهاجرين السريين القادمين من السواحل الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط. فقبل أكثر من عام هزت كارثة إنسانية الرأي العام المحلي والعالمي، حيث راح ضحيتها عشرات اللاجئين. حينها عبر سكان الجزيرة عن خشيتهم من وقوع المزيد من الحوادث، لتظهر الأيام أنهم على حق في مخاوفهم.
ويرجح أن يكون تحطم قارب كان ينقل في اليومين الماضيين لاجئين فوق مياه البحر المتوسط، قد تسبب في مقتل 400 شخص، حسب ما أفادت وكالة أنباء أنسا. وسيكون هذا الحادث أسوأ كارثة يذهب ضحيتها لاجئون، منذ أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2013، حيث مات وقتها أكثر من 360 شخصا قبالة سواحل جزيرة لامبيدوزاالإيطالية.
كابوس لا ينتهي لسكان الجزيرة
سكان لامبيدوزالا يزالون يتذكرون ذلك اليوم الحزين، فمثل هذه الكوارث تترك بصمة في نفوسهم وفي الذاكرة الجماعية. وقبل أسابيع قليلة وصفت عمدة لامبيدوزاغيوزي نيكوليني الأمر قائلة: "كل حطام سفينة جديد هو مأساة بالنسبة لنا ونحن نحزن لذلك".
بدوره يتذكر كوستانتينو باراتا، وهو من سكان الجزيرة، كل تفاصيل ذلك اليوم المأساوي من أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2013 ، وهو اليوم الذي لاشك سيغير مجرى حياته بشكل كبير. يشرح ذلك بالقول: "لقد رأينا الكثير من الناس وسط المياه، وهم يصرخون طلبا للمساعدة. بدأنا ننقلهم إلى البر الواحد تلو الآخر. كانوا شبابا، عراة وأجسامهم كانت ملطخة بالوقود من الرأس إلى القدم". كما يتذكر كوستانتينو باراتا فتاةً اعتقد في البداية إنها ماتت، فرفعت فجأة يدها وبدأت تصرخ: "ساعدني، ساعدني". يُرينا بارتا صور تلك المأساة ومنها صورة سيدة ماتت غرقا، وصورة أخرى لإمرأة إريتيرية تدعى لاوم، وهي آخر من تمكنوا من إنقاذه.
ايطاليا تتخلى عن برنامج خاص لمواجهة تهريب البشر
وفي ذلك اليوم الذي وقعت فيه الكارثة كانت ايطاليا في نقطة تحول. فقد تم استحداث برنامج للإنقاذ يحمل اسم "بحرنا"، وتشرف عليه القوات البحرية الإيطالية وخفر السواحل، التي تقوم بدوريات تصل حتى الساحل الليبي، بهدف إنقاذ أكبر عدد من الضحايا المحتملين. لكن برنامج "بحرنا" كان مكلفاً جداً للإيطاليين، ما دفعهم لتسليمه إلى وكالة الحدود "فرونتكس" التابعة للاتحاد الأوروبي.
قمة أوروبية استثنائية لمواجهة مأساة المهاجرين عبر المتوسط
تتكرر حوادث غرق القوارب المكتظة باللاجئين المنطلقة نحو "فردوس أوروبا"، وتتصاعد أرقام الضحايا كل يوم بشكل مأساوي، ما دفع زعماء الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق على عقد قمة استثنائية بشأن الأزمة الخميس.
صورة من: picture-alliance/dpa/Ettore Ferrari
تتكرر حوادث غرق القوارب المكتظة باللاجئين المنطلقة نحو "فردوس أوروبا"، وتتصاعد أرقام الضحايا كل يوم بشكل مأساوي، ما دفع زعماء الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق على عقد قمة استثنائية بشأن الأزمة الخميس.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Warnand
وفي آخر هذه الحوادث أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أنها تخشى أن يكون 700 شخص قد لقوا مصرعهم في غرق قارب مكتظ بالمهاجرين قبالة الشواطئ الليبية.
صورة من: REUTERS/Alessandro Bianchi
الكارثة الأخيرة لغرق زورق صيد كان يقل نحو 700 لاجئ في البحر المتوسط هزت العالم ودعت الاتحاد الأوروبي لعقد قمة طارئة لمناقشة ملف الهجرة غير الشرعية.
صورة من: REUTERS/Argiris Mantikos/Eurokinissi
حسب خفر السواحل الإيطالية لم ينج سوى 28 شخصاً فقط من الكارثة التي وقعت قبالة سواحل ليبيا والتي يرى كثيرون أنه كان من الممكن تفاديها. وقال ناجون أن الزورق كان يقل أيضاً نحو 50 طفلاً.
صورة من: Reuters/Darrin Zammit Lupi
من سوريا ولبنان، ومن أفريقيا يتوجه اللاجئون نحو البحر المتوسط بحثا عن قارب يعبر بهم نحو الضفة الأخرى. أوروبا حلم المهاجرين كبارا وصغارا ونساء وأطفالا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/P. Giannakouris
يدفع البعض آلاف الدولارات للوصول إلى الضفة الأخرى من البحر المتوسط. يقول أحد اللاجئين الصوماليين "الظروف الصعبة والحرب تدفعاننا إلى الهجرة".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Montanalampo
ماذا يعرف هذا الطفل المهاجر عن أوروبا؟ تهرب أسر بأكملها نحو الساحل الأوروبي واليونان محطة عبور نحو دول أغنى، علّ مستقبل أطفالهم هناك يكون أفضل.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/R. Stefanos
يتقاضى مهربو المهاجرين غير الشرعيين مبالغ كبيرة مقابل منحهم مكانا في "قوارب الموت". بعضهم يبقى في ليبيا عدة أيام أو عدة سنوات كعمال حتى تسنح له فرصة للهروب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Italian Navy Press Office
من ينجح منهم في ركوب القارب والوصول حتى المياه الإقليمية لإيطاليا أو اليونان، لتسمك به خفر السواحل بعد ذلك، يكون حينها قد عبر البحر فعلا نحو المستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/R. Stefanos
المحطة القادمة مركز اللجوء. تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن أعداد اللاجئين الذين وصلوا إلى إيطاليا وحدها منذ بداية العام الحالي يبلغ 15 ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Arvanitidis
لكن بعضهم يصل جثة إلى أوروبا. يمكن تحديد عدد من نجا من البحر لكن لا يمكن تقدير عدد من غرق في البحر المتوسط ليصبح وليمة لأسماك القرش.
صورة من: picture-alliance/dpa
منظمات عاملة في المجال الإنساني اتهمت الدول الأوروبية باللامبالاة أمام غرق اللاجئين. كما طالبت الاتحاد الأوروبي بالقيام بعمليات إغاثة في البحر المتوسط. إعداد: عباس الخشالي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Ettore Ferrari
12 صورة1 | 12
يتولى سالفاتوري دي غراندي مسؤولية رئاسة مصلحة خفر السواحل في لامبيدوزا، وينسق العمل بين خمس سفن الإنقاذ التي تقوم بدوريات قبالة سواحل إيطاليا، غير أنه يرى أن ذلك العدد من السفن لا يكفي، فـ"هناك الكثير من المهربين الذين يرغمون اللاجئين، على ركوب البحر حتى في ظروف سيئة".
ويعترف دي غراندي بأن هيئة خفر السواحل لن تستطيع منع وقوع كوارث جديدة. هذه الحالة هي أيضا مصدر قلق وإزعاج للصيادين الذي يخافون من المهربين المسلحين.
هذا وتقدر المنظمة العالمية للهجرة عدد ضحايا الهجرة السرية عبر سواحل البحر المتوسط في العام الماضي فقط بأكثر من 3000 آلاف شخص. فيما لا يزال المسئولون غير متحدين حول طرق التعامل مع الأمر لتفادي وقوع ضحايا جدد في المستقبل.