بريطانيا أجلت رفع آخر قيود كورونا وألمانيا وفرنسا تسجلان زيادة في معدلات الإصابة بالنسخة التي ظهرت للمرة الأولى في الهند، فهل يعني هذا موجة رابعة من الجائحة؟ وما درجة الحماية التي توفرها اللقاحات من هذه السلالة؟
إعلان
تواصل سلالة "دلتا" المتحورة من فيروس كورونا، انتشارها في ألمانيا، إذ ارتفعت نسبة الإصابة بها بين إجمالي الحالات الإيجابية إلى 6,2 بالمئة خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري، مقارنة بـ 3,7 في الأسبوع السابق له، وفقا لبيانات معهد روبرت كوخ الألماني للأمراض المعدية اليوم الخميس (17 حزيران/يونيو 2021).
نسخة "دلتا المتحورة" تم رصدها في الهند وتعتبر أكثر قدرة على الانتشار من نسخة "ألفا" التي تشكل الإصابة بها نسبة تزيد على 86 بالمئة من إجمالي نسبة الإصابات بكورونا في ألمانيا، وفقا لبيانات معهد روبرت كوخ.
وبسبب "دلتا" أعلنت بريطانيا إرجاء إلغاء جميع القيود المفروضة لاحتواء فيروس كورونا لمدة أربعة أسابيع. وفي فرنسا تزيد المخاوف من تفشي سلالة دلتا إذ أعلنت السلطات أن نسبة الإصابة بالسلالة التي ظهرت للمرة الأولى في الهند، تمثل حاليا من 2 إلى 4 بالمئة من إجمالي اختبارات الكشف عن كورونا في البلاد.
التطورات المرتبطة بانتشار سلالة دلتا تطرح تساؤلات عما إذا كانت الموجة الرابعة من الجائحة تقترب. خبير العلوم المناعية الألماني كارستن فاتسل، يرى أن الزيادة في نسبة الإصابة بسلالة دلتا، ليست المؤشر الوحيد على اقتراب الموجة الرابعة من الجائحة، وأضاف: "لكن علينا الحرص وتجنب ارتفاع معدلات الإصابة الناتجة عن رفع الإغلاقبشكل غير مدروس".
ويقدر فاتسل نسبة الإصابة بدلتا في ألمانيا بأكثر من عشرة في المئة لكنه يوضح أن هذا المعدل لا يزال قليلا بالمقارنة ببريطانيا على سبيل المثال، موضحا أن دلتا أكثر قدرة على الانتشار بنسبة 60 بالمئة مقارنة بنسخة "ألفا" المتحورة، كما أنها أكثر قدرة على تخطي الحماية المناعية، بمعنى أن الأجسام المضادة التي يكوّنها الجسم بعد الجرعة الأولى من التطعيم لا تكون كافية على الأغلب لتحييد هذه النسخة المتحورة، في حين تكون حماية جيّدة لدى الحاصلين على التطعيم بشكل كامل.
في الوقت نفسه شدد ديرك بروكمان، من معهد علوم الأحياء بجامعة هومبولت، على ضرورة التعامل بجدية مع سلالة دلتا بسبب قدرتها الكبيرة على الانتشار، مشيرا إلى أن نسخة "ألفا" بدأت أيضا ببطء، لكنها باتت مسيطرة خلال فترة قصيرة. وتوقع بروكمان حدوث الأمر نفسه مع "دلتا" في ألمانيا.
إخصائي العلوم المناعية فاتسل توقع أيضا أن تتسبب "دلتا" في "موجة صغيرة جديدة" من الجائحة خلال الصيف في ألمانيا وأرجع ذلك لعدة عوامل من بينها طريقة تعامل السائحين العائدين من رحلات خارج البلاد.
وأشار فاتسل إلى انتشار "دلتا" بين فئة الشباب بشكل خاص في اسكتلندا، وأوضح أن هذا الأمر يؤكد على أهمية تطعيم المراهقين والأطفال. ورغم المخاوف والقلق توقع فاتسل أن يمر الشتاء المقبل بشكل جيد، حال تم تلقيح 80 بالمئة من السكان بحلول الخريف.
ا.ف/ و.ب (أ ف ب، د ب أ)
بسبب قواعد كورونا.. مدن ألمانيا في "الحجر الصحي"
لم يسبق أن كانت مراكز المدن في ألمانيا فارغة بهذا الشكل قبل عيد الميلاد. ففي جميع أنحاء البلاد تنطبق قوانين كورونا المتشددة. قواعد الحجر الصحي المفروضة بسبب كورونا تقدم صورة غير مألوفة للحياة في ألمانيا.
صورة من: Kay-Alexander Scholz/DW
شارع كورفورستندام أو "كودام" خال في برلين
كورفورستندام أو "كودام": شارع التبضع وشارع التجوال في برلين الذي كان يعج عادة بالمتجولين خال تماما في هذا العام. لأنه هنا منذ أن فُرضت قيود واسعة لمكافحة جائحة كورونا ظلت غالبية المتاجر مغلقة.
صورة من: Kay-Alexander Scholz/DW
بريق خافت في عيد الميلاد
وغير بعيد عن كورفورستندام يوجد عادة سوق عيد الميلاد في ساحة برايتشايد في الأثناء مع إجراءات أمنية مشددة. لأن نقطة اللقاء هنا في وسط برلين الغربية سابقا تعرضت لكارثة شديدة في عام 2016 حين توفي 12 شخصا على إثر هجوم ارهابي.
صورة من: Paul Zinken/dpa/picture alliance
الاكتفاء بالنظر إلى الواجهة
متجر الغرب على امتداد شارع كورفورستندام يُعتبر المتجر الشهير في ألمانيا. فعلاوة على جناح المواد الغذائية الشهير، كل شيء متوفر هنا. وتجارة التجزئة الألمانية ستحصل على تعويضات ـ لكن الكثير من التجار يترقبون مساعدات ديسمبر التي وعدت الحكومة بتقديمها.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
حزن يخيم على مدينة هامبورغ
والوضع غير مختلف في ثاني أكبر مدينة ألمانية أي هامبورغ. ففي وسط المدينة حول شارع مونكبيرغ يسود فراغ تام. وحتى هنا تتوقع تجارة التجزئة بسبب الحجر الصحي الثاني تراجعا قويا في المبيعات ـ بشرط أن تنتهي تلك القيود كما هو مخطط في العاشر من يناير.
صورة من: Bodo Marks/dpa/picture alliance
إجراءات مراقبة الشرطة في فرايبورغ
فرايبورغ في منطقة برايزغاو تُعد مدينة محبوبة لدى الكثيرين ويجوبها سيل من الماء على هامش الغابة السوداء. هنا أيضا على غرار جميع المواقع في ولاية بادن فورتمبيرغ تسود قيود حظر تجول مشددة، وذلك منذ الـ 12 من ديسمبر/ كانون الأول. ولا يمكن مغادرة المنزل إلا لأسباب وجيهة وفي الليل تٌعتمد قوانين أكثر شدة من فترة النهار.
صورة من: Antonio Pisacreta/ROPI/picture alliance
استعراض موسيقي عسكري في ميونيخ
هنا عاصمة بافاريا ميونيخ. فحول ساحة ماريا شتاخوس يقف في العادة في مثل هذه الأوقات حشود من الناس لشرب النبيذ الساخن. وهذا لا يمكن فعله هذه السنة بسبب إجراءات كورونا وحظر تناول الكحول في الأماكن العامة.
صورة من: Sachelle Babbar/Zumapress/picture alliance
سبات بافاري طويل
كما هو الوضع هنا في حي الصليب بميونيخ تمر ولاية بافاريا التي ضربها الفيروس بسبات عميق. ورغم القيود المتشددة يساند 69 في المائة من الألمان ما يُسمى بالحجر الصحي الثاني ـ هذا ما تمخض عنه استطلاع للرأي لصالح القناة الأولى في التلفزة الألمانية في هذا الأسبوع.
صورة من: Matthias Schrader/AP Photo/picture alliance
بقعة وباء ساكسونيا
في ولاية ساكسونيا تبقى نسبة العدوى مرتفعة أكثر من أي مكان آخر: أكثر من 700 عدوى جديدة مقابل 100.000 نسمة في غضون أسبوع واحد، كما أعلنت عن ذلك دائرة باوتسن. وفي شارع رايشن، الشارع الحقيقي لمدينة باوتسن يبدو هرم عيد الميلاد في حلة حزينة.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa/picture alliance
بالكمامة أمام كنيسة دريسدن
وحتى في عاصمة الولاية دريسدن تسود منذ مدة طويلة إلزامية وضع الكمامة. وتعليمات كورونا في ولاية ساكسونيا تم تشديدها في نهاية الأسبوع: فالمتاجر يحق لها بيع حاجيات اللوازم اليومية فقط. والألبسة والكتب أو الألعاب يتم سحبها بغية عدم جلب الزبائن والتخفيف من الاحتكاك.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa/picture alliance
صورة وكأنها من التاريخ
الساحة أمام بوابة براندنبورغ لم تكن خالية من البشر على هذا النحو منذ وجود جدار برلين أي حتى عام 1989. ولا ينقص فقط السياح ـ بل حتى الاحتفال بليلة رأس السنة الأكبر في البلاد والألعاب النارية التي تُنقل فعالياتها إلى جميع أنحاء العالم ألغيت هذه السنة. على الأقل الساعة الشهيرة لحساب الدقات حتى منتصف الليل ستكون تماشيا مع كورونا رقمية وتُنقل عبر التلفزيون. إذن سنة جديدة سعيدة!