سلطات الأمن الألمانية ترصد تزايدا في عدد الإسلاميين الخطيرين
١٨ أغسطس ٢٠١٨
عدد الإسلاميين المتطرفين، الذين لا تستبعد السلطات الأمنية قياهم باعتداءات إرهابية، في تزايد. هذا ما أكدته هيئة حماية الدستور الألمانية. ولأول مرة تنشر هذه الهيئة تفاصيل عن تركيبة السلفيين، بما في ذلك أصولهم وأعمارهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Wittek
إعلان
رصدت الشرطة الألمانية وهيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) تزايدا ملحوظا في عدد الإسلاميين المتطرفين، الذين لا تستبعد السلطات قيامهم بهجمات إرهابية. وبحسب تقرير جديد لسلطات الأمن، فإن هناك نحو 2220 شخصا ذي صلة بألمانيا ينتمون إلى الأوساط الإسلامية الإرهابية. وكان يبلغ عدد هؤلاء حتى نهاية أيار/ مايو الماضي نحو 1900 فردا، ونحو 1700 فردا عام 2017، حسب بيانات السلطات.
وقال رئيس هيئة حماية الدستور هانز-غيورغ ماسن في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "هذا العدد يوضح مدى التهديد الحالي... سلطات الأمن تولي عناية خاصة بالرقابة على هذه الدائرة من الأشخاص". وعزا التقرير زيادة عدد الإسلاميين الخطيرين أمنيا إلى تمكن الاستخبارات الداخلية من جمع معلومات أكبر عن هذه الأوساط بفضل تحسن سبل رصدهم.
الته روشينيسكي: اللاجئون لا يشكلون دورا كبيرا في السلفية
01:04
This browser does not support the video element.
وقدمت هيئة حماية الدستور لأول مرة تفاصيل عن الإسلاميين المتشددين في ألمانيا وأشارت إلى أن حوالي ثلث السلفيين (38 في المائة) تترواح أعمارهم بين 26 و35 عاما، في حين تبلغ أعمار ثلث آخر (35 في المائة) 36 عاما أو أكثر. وحوالي ربع السلفيين (27 في المائة) لا تتعدى أعمارهم 25 عاما. أما نسبة السلفيين من النساء فلا تتعدى 12 في المائة، وثمانية في المائة منهم لم يكونوا مسلمين من قبل. وأكد تقرير هيئة حماية الدستور أن 90 في المائة من السلفيين هم من أصول أجنبية.
وتحت دائرة الأفراد المحتمل إنتماؤهم للتيار "الجهادي"، يندرج الإسلاميون الذين تصنفهم السلطات على أنهم خطيرون أمنيا أو أفراد ذوي صلة بهم أو آخرون من التيار الإسلامي، تضعهم هيئة حماية الدستور تحت المراقبة. ويقصد بـ"الخطيرين أمنيا" من لا تستبعد الشرطة قيامهم بجرائم ذات دوافع سياسية، مثل هجوم إرهابي. ويندرج تحت "ذي الصلة" من يضطلع بدور قيادي داخل هذا الوسط الإرهابي المتطرف أو بدور داعم به أو لديه اتصالات وثيقة مع خطيرين أمنيا.
وبحسب هيئة حماية الدستور، يندرج أيضا تحت الأفراد المحتمل إنتماؤهم للتيار "الجهادي" أفراد غير مقيمين في ألمانيا حاليا أو لديهم صلة وثيقة بألمانيا، ويُقصد بهم الرجال والنساء الذين سافروا للانضمام إلى تنظيم داعش في سوريا أو العراق. وليس بالضرورة أن يكون هؤلاء الأشخاص حاملين للجنسية الألمانية لإدراجهم تحت هذا التصنيف، حيث يكفي أن يكون لديهم عائلة أو أصدقاء أو وظيفة في ألمانيا قبل مغادرتهم البلاد. وتخشى سلطات الأمن من عودة بعض الأفراد الذين سافروا للانضمام لداعش في سوريا أو العراق إلى ألمانيا مجددا، بعدما فقد تنظيم داعش نسبة كبيرة من المناطق التي كان يسطير عليها.
هـ.د/ع.ج (د ب أ)
السلفيون في ألمانيا... أنشطة مختلفة والهدف واحد
يبدو المشهد السلفي في ألمانيا في صور مختلفة، فهو يضم العديد من المتطرفين المستعدين للقيام بأعمال عنف. كما يستغل هؤلاء كل فرصة لنشر مواقفهم المتشددة، من خلال القيام بأنشطة أو تظاهرات لجذب الشباب للتنظيمات المتطرفة.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
استغلال المساجد لأهداف إيديولوجية
تقدر السلطات الأمنية عدد السلفيين المتشددين في ألمانيا بنحو 6500 ولكن ليسو جميعا مستعدين لاستخدام العنف. ويستغل هؤلاء المساجد لجذب الشبان ونشر التطرف بين المسلمين مثل مسجد النور في برلين الذي قامت السلطات الأمنية بإغلاقه، حيث كان يعتبر معقلا لسلفيين متشددين حسب هيئة حماية الدستور.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
توزيع القرآن بالمجان
بغرض نشر دعايتهم والتواصل مع الراي العام يستغل سلفيون حملة توزيع القرآن بالمجان في العديد من المدن الألمانية، أطلقوا عليها اسم "إقرأ"!
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
صلاة وسط شارع عمومي
يحاول السلفيون استغلال كل فرصة ومكان لنشر فكرهم واكتساب المزيد من المؤيدين. في الصورة مجموعة من السلفيين الذي تجمعوا في شارع قرب أكاديمية الملك فهد بمدينة بون لأداء الصلاة. تم ذلك بالقرب من تجمع لحزب "Pro NRW" اليميني المناهض للمهاجرين والإسلام، والذي اعتبر ذلك استفزازا له فحصل اشتباك بين أنصاره والمصلين في الشارع.
صورة من: dapd
"شرطة الشريعة"
عام 2015 قام سلفيون بدوريات عبر شوارع مدينة فوبرتال في ولاية شمال الراين فيستفاليا وكأنهم أفراد شرطة لحماية الشريعة، وتسبب ذلك في استياء عام على مستوى ألمانيا بأكملها.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
الرأس المدبر لشبكة تجنيد الشبان
هناك بين السلفيين جهاديون يتعاونون مع تنظيمات إرهابية مثل تنظيم "الدولة الإسلامية"، حيث يجندون الشباب في ألمانيا لخدمة تلك التنظيمات. ومن ابرز هؤلاء أبو ولاء العراقي الذي اعتقلته الأجهزة الأمنية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 . وقال المدعي العام الاتحادي، فرانك بيتر، بأنه يشكل "الرأس المدبر لشبكة تجنيد الشبان للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية".
صورة من: picture alliance/dpa/Al Manhaj Media
استعداد للقيام بأعمال عنف
ينظم السلفيون مظاهرات لحشد مؤيديهم واستعراض قوتهم. أثناء تلك المظاهرات غالبا ما تقع اشتباكات بينهم وبين الشرطة التي تحاول تفريقهم، بسبب ما يقومون به من أعمال عنف وتخريب.
صورة من: picture-alliance/dpa
جماعات مناهضة للسلفيين
مقابل السلفيين المتشددين هناك جماعات يمينية متطرفة مناهضة مثل مجموعات "هوليغانز ضد السلفيين" التي تنظم مظاهرات رافضة للسلفيين. وأحيانا تحدث اشتباكات بينهم وبين السلفيين، كما حصل في إحدى المظاهرات بمدينة كولونيا في تشرين الأول/ اكتوبر، شارك فيها الآلاف.
صورة من: picture-alliance/dpa/Roberto Pfeil
مشاركة نسائية في التحركات السلفية
المشهد السلفي لا يقتصر على الرجال فقط، بل إن هناك نساء منهم يشاركن في النشاطات والتجمعات السلفية، كما في الصورة خلال تجمع لأحد أبرز زعماء السلفيين في ألمانيا بيير فوغل بمدينة أوفينباخ عام 2014.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
مداهمة مقرات السلفيين وجمعياتهم
تقوم الشرطة بين الحين والآخر بمداهمة مساجد ومقرات جميعات سلفية وبيوت مسؤوليها وتعتقل المطلوبين منهم، كما تُغلق المكاتب والمقرات التي تعود إلى تلك الجمعيات التي يشتبه قيامها بنشاطات غير قانونية.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Gossmann
حظر جميعة سلفية متشددة
يسعى السلفيون من خلال نشاطاتهم إلى نشر الفكر الإسلامي المتشدد وتقديم "الإسلام على أنه دين العنف والكراهية والزواج القسري والإرهاب"، كما جاء في أحد مقاطع الفيديو على الإنترنت للجمعية السلفية "الدين الحق" التي تم حظرها من قبل السلطات الألمانية واعتُقل أحد مؤسسيها وأبرز وجوهها ابراهيم أبو ناجي.
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/R. Harde
محاكمة مشتبه به
من يلجأ إلى العنف من بين السلفيين يقبض عليهم وتتم محاكمته مع حفظ حقه في محاكمة عادلة بوجود محامي الدفاع. في الصورة: السلفي مراد ك. بجانب المحامي أثناء جلسة المحاكمة في بون بتهمة الإيذاء الجسدي ومقاومة موظف عام أثناء القيام بمهامه.