سلطات جبل طارق تفرج "بكفالة" عن طاقم السفينة الإيرانية
١٣ يوليو ٢٠١٩
قالت شرطة جبل طارق إنها أفرجت عن طاقم الناقلة الإيرانية المحتجزة لديها للاشتباه بانتهاك العقوبات الأوروبية بنقلها النفط إلى سوريا. جاء الإفراج عقب تحذير إيران بالرد بالمثل وغداة محاولة سفن إيرانية اعتراض ناقلة بريطانية.
إعلان
أطلقت السلطات في جبل طارق سراح أربعة من أفراد طاقم ناقلة النفط الإيرانية المحتجزة بكفالة دون توجيه اتهامات إليهم، حسبما قالت شرطة المنطقة الخاضعة لسيطرة بريطانيا في وقت مبكر من فجر اليوم السبت (13 يوليو/تموز) في بيان.
وقالت شرطة جبل طارق الملكية إن التحقيق لا يزال مستمرا ولا تزال الناقلة محتجزة. وقالت الشرطة إنّ الرجال الأربعة يحملون الجنسيّة الهنديّة. وكانت سلطات هذه المقاطعة البريطانيّة الواقعة في أقصى جنوب إسبانيا، قد ذكرت أنها اعتقلت قبطان الناقلة "جريس 1" وكبير ضباط السفينة، والتي كانت ترفع علم بنما للاشتباه في قيامها بنقل نفط خام إلى سوريا في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي ضدها. كما اعتقلت اثنين معاونين بحريين من طاقم الناقلة.
وذكرت السلطات أن الناقلة كانت محملة بكامل طاقتها بخام يشتبه في أنه كان في طريقه إلى مصفاة بانياس السورية. ووصلت الناقلة إلى جبل طارق وعلى بدنها اسمها المسجل في بنما، الأمر الذي نفته طهران مندّدةً بجريمة "قرصنة"، فيما ذكرت الحكومة البنمية لاحقا أنها حذفت السفينة من السجلات في 29 من مايو/ أيار.
ودعت إيران الحكومة البريطانية اليوم الجمعة للإفراج الفوري عن جريس 1 وحذرت من الرد بالمثل، وذلك بعد محاولة ثلاث سفن إيرانية اعتراض سبيل ناقلة تابعة لشركة بريطانية في مضيق هرمز الخميس، حسب ما أعلنت السلطات البريطانية، وهو الأمر الذي نفته طهران.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، "إذا سمحت بريطانيا لنفسها بالتأثر والانجرار إلى ألعاب خطرة تلعبها الولايات المتحدة الأمريكية، ننصحها بألا تفعل هذا".
لكن رئيس حكومة جبل طارق، فابيان بيكاردو، قالك أمام البرلمان يوم الجمعة إن حكومته قررت ضبط الناقلة "بشكل مستقل تماما، استنادا إلى خروقات لقانون (عقوبات الاتحاد الأوروبي) القائم وليس مستندا على الإطلاق إلى اعتبارات سياسية استثنائية".
ووجهت واشنطن الاتهام إلى طهران بأنها وراء سلسلة من الهجمات الأخيرة ضد السفن التجارية بالقرب من مضيق هرمز.
ع.ج.م/ع.خ (د ب أ، رويترز، أ ف ب)
باب المندب - مضيق لا تتراجع أهميته الاستراتيجية عبر التاريخ
أعلنت السعودية، أكبر مصدر للبترول في العالم "وقفا مؤقتا" لعبور صادراتها البترولية من مضيق باب المندب بعدما هاجم الحوثيون في اليمن ناقلتي بترول. وتظهر من جديد أهمية أمن باب المندب، المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
أهمية منذ فجر التاريخ
لأن مضيق باب المندب يمثل البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، أحد أهم البحار من الناحية التجارية والاستراتيجية منذ قدم التاريخ، بدأ الصراع للسيطرة عليه وتأمين عبور السفن فيه منذ أقدم العهود، بداية من مصر القديمة (الفرعونية) ومرورا بالإمبراطوريات المتعاقبة، وحتى القوى العظمى والإقليمية في عصرنا الحاضر.
صورة من: Getty Images/Hulton Archive
باب الدموع
كلمة المندب في اللغة العربية تعني البكاء والنواح على الميت، ولذلك تُحكى حول سبب تسميته بباب المندب حكايات كثيرة، منها ما يُقال أن أمهات الأفارقة على الجانب الغربي، كن يقفن ينحن على أولادهن، الذين أخذهم العرب عبيدا، إلى الشاطئ الآخر من المضيق.
داخل المياه الإقليمية لثلاث دول
وفقا للقانون الدولي فإن المياه الإقليمية لأي دولة عادة تمتد من ساحلها 12 ميلا بحريا (حوالي 22 كيلومتر) إلى داخل المياه. وبهذا يكون مضيق باب المندب واقعا ضمن المياه الإقليمية لثلاث دول، هي اليمن وجيبوتي وإريتريا، حيث يبلغ عرضه حوالي 30 كيلومتر بين رأس باب المندب شرقا ورأس سيان غربا.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
اليمن والسيطرة على باب المندب
في قلب مضيق باب المندب تقع جزيرة بريم اليمينة، التي تقسمه إلى ممرين بحريين أحدها شرقي ضيق، عرضه أقل من 4 كيلومتر وآخر غربي واسع (حوالي 21 كيلومتر) لكن توجد به أيضا جزر أخرى صغيرة تجعل اتساعه أقل من 18 كيلومتر. ويقول العالم العراقي عبدالزهرة شلش العتابي إن من يسيطر على عدن بالدرجة الأولى وجيبوتي بالدرجة الثانية يسيطر على مضيق باب المندب.
صورة من: Imago/photothek
أهمية استراتيجية
رغم أهميته الاستراتيجية منذ القدم، ازداد مضيق باب المندب أهمية بعد افتتاح قناة السويس في عام 1869، حيث أصبح الطريق الرئيسي للتجارة بين أوروبا وجنوب شرق آسيا بديلا عن طريق رأس الرجاء الصالح. وتعبر المضيق حاليا من الجنوب للشمال والشمال للجنوب نحو 21 ألف قطعة بحرية سنويا.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الطريق الرئيسي لناقلات البترول
مع اكتشاف البترول في الجزيرة العربية في ثلاثينات القرن الماضي ازدادت أهمية باب المندب مرة أخرى حيث إنه يربط منطقة الانتاج (الجزيرة العربية) بمناطق الاستهلاك في أوروبا والولايات المتحدة. ويمر منه يوميا ما لا يقل عن 4 ملايين برميل نفط ، حسب الباحث المصري أحمد التلاوي.
صورة من: picture-alliance/dpa
ثغرة أمن قومي لدول عديدة
يشكل أمن مضيق باب المندب مسألة أمن قومي بالنسبة لدول إقليمية مثل مصر وإسرائيل ودول الخليج العربية، خصوصا السعودية. وهناك مخاوف من سيطرة الحوثيين، المدعومين من إيران على المضيق. واعترفت مصر في عام 2016 بوجود قوات بحرية لها في باب المندب "لوقف إمدادات الحوثيين بالسلاح والمواد اللوجستية".ا
صورة من: picture-alliance/dpa
القراصنة الصوماليون
قبل تهديد الحوثيين لأمن باب المندب كان هناك القراصنة الصوماليون، الذين ظهروا بقوة عام 2008، حيث بدأوا في مهاجمة السفن العملاقة في منطقة القرن الإفريقي مهددين الملاحة في باب المندب. غير أن التدخل الدولي جعل القرصنة تتراجع تماما منذ عام 2012.
صورة من: picture alliance/AP Photo/F.Abdi Warsameh
أهمية مزدوجة لدول الخليج
لا شك أن الاقتصاد العالمي يتأثر بأمن المضيق لكن بالنسبة لدول الخليج العربية فإن أمن باب المندب أهميته مزدوجة، فهو منفذ الخليج على أسواق النفط الأوروبية والأميركية، ومن ناحية أخرى فإن تهديد أمنه الآن يأتي من الحوثيين المدعومين إيرانيا. وعندما هاجم الحوثيون ناقلتي نفط سعوديتين أعلنت السعودية (الأربعاء 25/7/2018) وقفا مؤقتا لمرور نفطها في باب المندب. وارتفعت أسعار النفط عالميا.