1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سلمان رشدي يقدم سيرته الذاتية في برلين

هاينر كيزل/ ريم نجمي٤ أكتوبر ٢٠١٢

ربما لم يعش كاتب حياة الرعب التي عاشها الروائي البريطاني سلمان رشدي، فلمدة 13 عاما ظل الكاتب ذو الأصل الهندي مختفيا عن الأنظار بعد محاولة اغتياله عام 1989، استجابة لفتوى أصدرها الزعيم الإيراني الراحل آية الله الخميني.

Der britisch-indische Autor Salman Rushdie stellt seine Autobiografie in Berlin vor. Copyright: DW/H. Kiesel
Salman Rushdie in Berlinصورة من: DW/H. Kiesel

يتكلم سلمان رشدي عن التهديدات التي تلقاها مستعملا أسلوب النكتة الساخر، وهي تهديدات بالقتل من بعض الإسلاميين المتعصبين. لم ينفعل رشدي عندما تلقى خبر فتوى إهدار دمه. وهي فتوى  كان قد أصدرها آية الله الخميني عام 1989 بسبب كتاب رشدي "آيات شيطانية"، الذي اعتبره الخميني إهانة للإسلام. مازال رشدي يتذكرأن ذلك اليوم، لقد كان يوم عيد الحب. منذ ذلك الوقت يعيش سلمان رشدي حياة مهددة بالخطر، وحتى أيام قليلة ماضية ارتفعت المكافأة المالية لقتله إلى 3.3 ملاين دولار أمريكي. ويعلق رشدي على هذا الأمر قائلا بشكل ساخر: "سيشكل الأمر بالتأكيد خيبة أمل قوية للقاتل، لأنهم في الغالب لا يتوفرون على هذا المبلغ".

أيقونة؟ لا شكرا

قدم سلمان رشدي إلى برلين لتقديم سيرته الذاتية التي عنونها "جوزيف أنطون"، وهو عنوان يرمز للاسمين الأولين للكاتبين المفضلين عند رشدي وهما جوزيف كونراد وأنطون تشيكوف. وهو الاسم أيضا الذي اتخذه رشدي للتخفي ولحماية نفسه. في هذا الكتاب استخدم رشدي اسما آخر وضمير المفرد الغائب للحديث عن نفسه. وهو أمر يخلق التباسا أوليا لدى القارئ، لكنه أسلوب أدبي يجعل الكاتب يأخذ مسافة من الأحداث التي عاشها هو نفسه. ويقول رشدي: "إنها قصة حياة، وينبغي للمرء أن يقول الحقيقة." ويتابع رشدي: "الأمر متعلق بمخلوق إنساني حقيقي، وليس ببطل هوليودي." 

تغيرت حياة سلمان رشدي بعد الفتوى التي أصدرها الخمينيصورة من: AP

 تحول رشدي في وقت سابق إلى أيقونة لحرية التعبير وهو الأمر الذي يرفضه هو نفسه. لحد الآن يُعتبر رشدي بالنسبة للكثيرين الرجل ذا الحياة الخطيرة، لكنه في برلين شارك في النشاطات التي نظمتها دار "بيرتلسمان" للنشر بدون حماية شخصية، ويقول رشدي بهذا الشأن: "أشعر منذ عشر سنوات أنه ليس هناك تهديد حقيقي لحياتي."

حياة تحت التهديد

رغم شعوره بأن حدة التهديد قد خفت، إلا أنه لا يمكن نفي أن رشدي هو بطل. لقد استطاع ككاتب أيضا أن يسخر بأسلوبه في الحكي من أمور كثيرة كعلاقاته العاطفية والزوجية الفاشلة والمنع الممارس ضد كتبه، وعلاقته بوالده السكير. إنه لأمر مثير للإعجاب، فطريقته المفهومة في الحكي الخالية من أي إحساس بالمرارة أو الشعور بالانتقام. "لم أكن أريد الدخول في ذلك" يعلق رشدي. ولم يكن غريبا اغتيال مترجم كتاب" آيات شيطانية" الياباني، وجرح المترجم الايطالي، بالإضافة إلى إطلاق النار على الناشر النرويجي.

غلاف كتاب "جوزيف أنطون"

حاول سلمان رشدي في سيرته تناول كل شيء حتى الأمور التي يراها طبيعية وخارجة عن حياة الخوف والتهديد. وهي الحياة التي استمرت لمدة 13 عاما. لقد عاش رشدي هذه السنوات بفقدان تام للحرية، خاصة عندما كان يختبئ مع حراسه الشخصيين. لقد حاول رشدي أيضا أن يحافظ على علاقته بأبنائه، يقول رشدي عن ابنه سافار: "لقد كان يسألني خلال اتصالاتنا الهاتفية: أبي هل نحصل في يوم ما على بيت نستطيع البقاء فيه." عندما كان سلمان رشدي يتحدث للحاضرين عن عائلته وأبنائه، كان صوته  ينخفض  ويحمل في طياته غصة.

لا أحد منزه عن النقد

ثم يعود رشدي إلى أسلوبه الساخر عندما يتحدث عن الجوانب السياسية المتعلقة بقضيته، حيث يعتبر أن ما حدث له دروسا مكثفة في السياسة، وذلك منذ صدور الفتوى في إيران. ويقول: "مازلت أتذكر جيدا حديثا لوزير الخارجية الألماني الأسبق كلاوس كينكل الذي قال فيه إن ألمانيا لن تغير سياستها تجاه إيران من أجل رجل واحد، بطبيعة الحال لأن ايران كانت شريكا تجاريا لألمانيا." وقال رشدي إن الدنماركيين كانوا مهتمين بتصدير الجبنة لإيران أكثر من اهتمامهم بحرية التعبير، لكنه مع ذلك يعترف بتلقيه دعما كبيرا من طرف آخرين، كالكاتب الألماني غونتر غراس. "كتابي أيضا هو كتاب تضامن وصداقة" يقول رشدي معلقا  على كتابه الجديد.

حاول سلمان رشدي في سيرته سرد الأحداث بنوع من السخريةصورة من: DW/H. Kiesel

يرى سلمان رشدي كتابه الجديد "جوزيف أنطون" كتابا جدليا حولة حرية التعبير ويدافع عن هذا المبدأ بشكل راديكالي. يقول رشدي: "إذا أحسست أن فكرة ما تستفزك، فهذه مشكلتك أنت." لذلك فهو لا يوافق على حالات المنع التي تطال الفيلم المثير للجدل "براءة المسلمين". لكنه في نفس الوقت ضد الحركات التي تتوجه ضد الجاليات المسلمة، غير أن هذا الأمر لا يعني أن الدين منزه عن النقد برأيه. يمكن للمرء أن يدافع عن نفسه لكن بالكلمات: "تصوُرُ عالم لا يمكن انتقاد  الأشياء فيه هو مجرد تصور حالم"، يقول سلمان رشدي.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW