خطف مقاتلون من تنظيم "الدولة الإسلامية" حوالي ألفي مدني أثناء انسحابهم من آخر جيب كانوا يتحصنون فيه داخل مدينة منبج السورية، وفق ما أفاد قيادي في قوات سوريا الديمقراطية والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
إعلان
قال تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي تدعمه الولايات المتحدة ويقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية" قرب الحدود التركية في شمال سوريا اليوم الجمعة (12 آب/أغسطس) إنه يشن "آخر عملية" لطرد من تبقى من عناصر التنظيم المتشدد من مدينة منبج.
وقال شرفان درويش المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من مقاتلين عرب وأكراد إن هذه "آخر عملية وآخر حملة". وأضاف أن نحو 100 مقاتل من تنظيم "بالدولة الإسلامية" متبقون في وسط المدينة وأنهم يستخدمون المدنيين كدروع بشرية. وقال إن عددا من المدنيين قتلوا وهم يحالون الفرار.
في غضون ذلك، خطف مقاتلون من تنظيم "الدولة الإسلامية" اليوم الجمعة حوالي ألفي مدني أثناء انسحابهم من آخر جيب كانوا يتحصنون فيه داخل مدينة منبج السورية، وفق ما أكد قيادي في قوات سوريا الديمقراطية.
وقال المتحدث باسم مجلس منبج العسكري المنضوي في قوات سوريا الديمقراطية شرفان درويش "خطف مقاتلو داعش حوالي ألفي مدني من حي السرب في شمال منبج" مشيرا إلى أنهم "استخدموا المدنيين كدروع بشرية خلال انسحابهم إلى مدينة جرابلس، ما منعنا من استهدافهم". وبحسب مصدر كردي في قوات سوريا الديمقراطية، فان خطف الجهاديين للمدنيين هدفه "تجنب نيران قواتنا" خلال انسحابهم من المدينة.
من جانبه، أكد مدير المرصد السوري لحقو الإنسان رامي عبد الرحمن "خطف الجهاديين لألفي مدني" مشيرا إلى "نقلهم على متن نحو 500 سيارة باتجاه جرابلس" أبرز معاقل التنظيم في محافظة حلب (شمال) والواقعة على الحدود التركية.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد أعلنت في بيان اليوم الجمعة أن جميع خيارات إنقاذ المدنيين وطرد عناصر داعش من مدينة منبج في ريف حلب الشرقي قد فشلت رغم طرح ثلاث مبادرات لخروج المدنيين وعناصر التنظيم من المدينة.
وأضافت في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه "أننا في المجلس العسكري لمنبج وريفها، نعلن أنه لم يبق لنا أي خيار لتحرير الرهائن غير الحسم العسكري، وإطلاق عملية شاملة لدحر بقايا إرهابيي داعش المتبقين في حي السرب الذي يتحصنون به، لتكون هذه عملية الحسم الأخيرة لتحرير مدينة منبج".
وأضاف البيان "منذ بدء حملة تحرير منبج اتخذ تنظيم داعش المدنيين دروعاً بشرية للاحتماء بهم، وجعلهم جزء من خططه في الحرب؛ و نحن بدورنا أخذنا كل الاحتياطات اللازمة لتأمين سلامة وحياة أهلنا واعتبرناها من أولوياتنا الأساسية واتخذنا كل التدابير اللازمة لوقاية المدنيين الأبرياء من أي مكروه".
يذكر أن الجهاديين تحصنوا في الأيام الأخيرة في منطقة المربع الأمني في وسط منبج، قبل انسحابهم تدريجيا في اليومين الأخيرين إلى حي السرب على أطراف المدينة الشمالية، وفق درويش. وأوضح درويش أن المدنيين المختطفين هم "من سكان حي السرب وآخرين اختطفوا من المربع الأمني وأحياء اخرى"، مشيرا إلى أن قوات سوريا الديمقراطية "تمكنت من إنقاذ نحو 2500 آخرين كانوا محتجزين لدى التنظيم".
يشار إلى أنه في الأسبوع الماضي قالت قوات سوريا الديمقراطية التي يقدم لها التحالف الذي تتزعمه الولايات المتحدة دعما جويا إنها أوشكت على السيطرة بالكامل على منبج التي يتحصن بها عدد صغير من مقاتلي التنظيم التكفيري.
ح.ع.ح/ع.ج(أ.ف.ب، رويترز، د.ب.أ)
جنود أمريكيون يحملون شعار الوحدات الكردية بالرقة وتركيا تحتج
ظهرت صور لقوات أميريكية خاصة في شمال الرقة السورية بجانب قوات وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها تركيا جماعة إرهابية. وظهر على أكتف هؤلاء الجنود شعار الوحدات وهو ما دفع أنقرة إلى اتهام واشنطن بالكيل بمكيالين.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
أثارت صور نشرت لجنود أمريكيين يضعون شعار قوات وحدات حماية الشعب الكردية حفيظة تركيا. حيث ظهرت صور لجنود أميريكيين جنبا إلى جنب مع جنود تابعين لتلك الوحدات في منطقة شمال الرقة حيث بدأ الهجوم على معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مدينة الرقة.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وقال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي (الجمعة 27 مايو/ أيار 2016) إنه "من غير المقبول" أن يضع جنود أمريكيون شعار الوحدات على ملابسهم. واتهم الوزير التركي الولايات المتحدة بأنها "تكيل بمكيالين"؛ لرفضها اعتبار وحدات حماية الشعب الكردية السورية منظمة إرهابية.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وحدات حماية الشعب الكردية هي أبرز فصائل قوات سوريا الديمقراطية. وقوات سوريا الديمقراطية عبارة عن تحالف فصائل كردية وأخرى عربية. وقد بدأت هجوما شمال الرقة الثلاثاء (24 مايو/ أيار) غداة إعلان السلطات العراقية إطلاق عملية "تحرير" الفلوجة من أيدي مقاتلي "تنظيم داعش"، المتمدد بين سوريا والعراق.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وتدعم الولايات المتحدة تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" في معركتها مع التنظيم المتطرف. وبإسناد جوي لطائرات التحالف الذي تقوده واشنطن استطاعت وحدات حماية الشعب الكردية طرد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" من مناطق واسعة في شمال سوريا على مدى العام الماضي.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وكان تنظيم داعش قد أستولى على محافظة الرقة في شمال سوريا بعد انسحاب قوات النظام السوري من آخر معاقلها هناك في آب/ أغسطس عام 2014، ليعلن التنظيم بعدها الرقة عاصمة "لدولة الخلافة الإسلامية"، التي خضعت لها مساحات شاسعة مترابطة من العراق وسوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa
ومنذ هجوم الثلاثاء يعيش 300 ألف شخص في مدينة الرقة ظروفا صعبة، خصوصا بعدما توقف التنظيم عن إعطاء "تصاريح خروج للسكان الراغبين بمغادرة الرقة، وفق ما ذكر المركز السوري لحقوق الإنسان. رغم ذلك تمكنت عائلات من الهروب باتجاه محافظة إدلب (شمال غرب سوريا)، الخاضعة لسيطرة تحالف "جيش الفتح" الذي يضم فصائل إسلامية أبرزها جبهة النصرة.
صورة من: Reuters
وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب الكردية كمنظمة إرهابية. وقال تشاووش أوغلو خلال قمة للأمم المتحدة في منتجع أنطاليا بتركيا: "إن من غير المقبول أن يستخدم جنود أمريكيون شعار وحدات حماية الشعب وهي جماعة إرهابية".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وتصنف واشنطن حزب العمال الكردستاني، الذي هو في حرب مع تركيا منذ سنوات طويلة، كمنظمة إرهابية، لكنها تدعم وحدات حماية الشعب في معركتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وكان بيتر كوك السكرتير الصحفي بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قد رفض التعليق على تلك الصور وقال خلال مؤتمر صحفي الخميس: عندما تعمل القوات الخاصة في منطقة ما فإنها تبذل كل ما في وسعها للاندماج مع المجتمع لتعزيز أمنها. ص.ش/و.ب (رويترز، أ ف ب)