بعد استيلاء قوات النظام السوري وحلفائه على طريق الكاستيلو قبل حوالي أسبوعين وإطباق الحصار على مناطق المعارضة في حلب، قُطع شريان الإمداد بالمواد الطبية عن المدينة المحاصرة، مما ينذر بكارثة صحية، يتحدث عنها أطباء.
إعلان
أفاد تقرير لمؤسسة دويتشه فيله الإعلامية (DW) نُشر الثلاثاء (الثاني من آب/ أغسطس 2016) أن الأوضاع المتعلقة بالخدمات الطبية في مدينة حلب السورية تزداد سوء يوماً بعد يوماً. وجاء في التقرير أن المشافي القليلة المتبقية والعاملة في المدينة تعمل بقدر يفوق طاقتها بكثير.
وقال الدكتور محمد كاتوب من الجمعية الطبية السورية الأمريكية (SAMS) في حديث لـ DW: "لم يبق في الجزء المحاصر (من حلب) سوى 33 طبيباً وهناك نقص حاد في الأطباء الأخصائيين". وأضاف كاتوب أنه لم يتبق في المدينة سوى جراح عصبية واحد فقط. وحسب نفس التقرير فإنه يتوجب على كل طبيب العناية بـ9000 مريض، في حين يبلغ المعدل العالمي في المتوسط حوالي 300 مريض لكل طبيب.
وكان الطبيب محمد كاتوب وممثلو عدة منظمات إنسانية أخرى قد طالبوا بفتح معبر الكاستيلو، لإخلاء الحالات الطبية على الأقل، التي لا يمكن علاجها. بيد أن المجتمع الدولي لا يزال صامتاً ولم يبدِ أي ردة فعل بهذا الخصوص. ومن المعروف أن معبر الكاستيلو كان الممر الأخير، الذي يربط الجزء المحاصر من حلب بالعالم الخارجي.
منشآت طبية ومدارس تحت رحمة القصف في سوريا
لم تسلم المنشآت الطبية والمدارس من نيران القصف في شمال سوريا، وهو ما يتسبب في سقوط قتلى معظمهم من المدنيين. الأمم المتحدة نددت بشدة بهذه الضربات ووصفتها بـ"الانتهاكات الفاضحة للقانون الدولي".
صورة من: Getty Images/AFP/T. Mohammed
أنقاض مستشفى تعرضت للقصف بالقرب من منطقة معرة النعمان في محافظة ادلب. منظمة أطباء بلا حدود قالت إن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا وفقد ثمانية آخرون جراء هذا القصف، الذي يتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان روسيا بالوقوف ورائه.
صورة من: Getty Images/AFP
من بين المفقودين في القصف الذي تعرضت له مستشفى معرة النعمان أيضا موظفون تابعون لمنظمة أطباء بلاحدود. وحسب شهود عيان فإن أربعة صواريخ سقطت على هذه المستشفى في انتهاك واضح للقوانين الدولية التي تمنع استهداف منشآت مدنية كالمستشفيات والمدارس.
صورة من: Reuters/Social Media Website
الصيدليات بدورها لم تسلم من القصف، كما هو الحال هنا في مدينة حريتان الواقعة على بعد 10 كيلومترات شمال غرب حلب. وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق أن القصف الجوي الأخير، الذي استهدف خمس مؤسسات طبية على الأقل، أسفر عن مقتل نحو خمسين مدنيا بينهم أطفال.
صورة من: Reuters/A. Ismail
الغارات على مستشفيات في شمال سوريا رأى فيها البعض على أنها قد ترقى لجرائم حرب، مثلما صرح وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، والذي طالب أيضا بإجراء تحقيق بخصوص هذه الغارات. هاموند أضاف بهذا الخصوص ".. ينبغي على روسيا أن توضح موقفها، وتظهر بتصرفاتها أنها ملتزمة بإنهاء الصراع وليس تأجيجه".
صورة من: Reuters/K. Ashawi
صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أوضح أن أطفالا قتلوا أيضا في القصف الذي استهدف مؤسسات طبية شمال سوريا. وذكرت اليونيسيف بأن ثلث المستشفيات وربع المدارس في سوريا لم تعد قادرة على العمل بسبب الأضرار الناتجة عن القصف المستمر منذ خمسة أعوام.
صورة من: picture-alliance/dpa/S.Taylor
حي الكلاسة في حلب كان هدفا لمجموعة من الغارات الجوية حولته لأنقاض، وهو ما دفع بالآلاف إلى مغادرة المدينة والنزوح إلى الحدود التركية. ونددت أنقرة بشدة بالضربات الجوية، واتهمت موسكو بأنها "تقصف بدون أي تمييز بين المدنيين والأطفال والعسكريين". في حين نفت موسكو أكثر من مرة الاتهامات.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Mohammed
6 صورة1 | 6
يذكر أن المشافي والمنشآت الصحية في سوريا قد تعرضت لقصف شديد منذ اندلاع الصراع في سوريا، مما أدى إلى خروج حوالي 60 بالمئة منها من الخدمة كلياً أو جزئياً.