سوريا: احتراق قطار وموجة اعتقالات في حمص
٢٣ يوليو ٢٠١١قال مسؤولون سوريون إن قطاراً يقل 400 راكباً خرج عن القضبان السبت (23 تموز/ يوليو 2011) وقتل سائقه عندما فككت "مجموعة تخريبية" جزءا من خط السكك الحديدية الشمالي. ووقع الحادث قرب مدينة حمص، التي شهدت حملة قمع عسكرية للمظاهرات ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وفي هذا السياق قال محافظ حمص غسان عبد العال إن "القطار كان يقل جنوداً ومدنيين وأن القدر ساعد على الحيلولة دون وقوع المزيد من الضحايا". ونقل التلفزيون السوري عن عبد العال قوله إن "المخربين حضروا بدراجات نارية وخرج القطار عن القضبان قرب خط للضغط العالي وإن السائق لقي حتفه حرقاً". وتابع أنه "يجب مواجهة المخربين الذين عقدوا العزم على زيادة مثل هذه العمليات". وعرض التلفزيون السوري لقطات لقطار محترق ومقلوب ولجزء تفكك من القضبان.
موجة اعتقالات وإطلاق نار في حمص
من جهة أخرى نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن نشطاء قولهم إن قوات الأمن السورية اعتقلت السبت عدداً كبيراً من الأشخاص بينهم العديد من النساء في مدينة حمص، حيث سُمع دوي إطلاق نار. وقال عبد الكريم الريحاوي، رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان: "سمع إطلاق نار في منطقة الخالدية بحمص وباشرت قوات الأمن القيام باعتقالات" بالمدينة التي تشهد أعمال عنف، أسفرت عن وقوع قتلى منذ أسبوع.
كما تحدث رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن عن "حملة اعتقالات في حمص، شملت العديد من النساء". وأضاف عبد الرحمن "سمع دوي ستة انفجارات مساء الجمعة قرب منطقة باب عمرو". وكان أكثر من مليون سوري قد تظاهروا الجمعة ضد نظام الرئيس بشار الأسد وتركزت اغلب التظاهرات في حماة ودير الزور بعد دعوة أطلقها النشطاء على صفحة "الثورة السورية 2011" على فيسبوك تضامناً مع حمص.
وبسبب عدم سماح السلطات السورية بدخول وسائل الإعلام والهيئات الحقوقية المستقلة، يصعب التأكد من روايات الشهود للأحداث والبيانات الرسمية. وكانت أنباء سابقة قد أفادت عن سماع دوي انفجارين خلال الليل من داخل الكلية الحربية السورية في مدينة حمص. وقال سكان من مدينة حمص اليوم السبت إنهم سمعوا دوي انفجاريين خلال الليل من ناحية الكلية الحربية السورية في مدينة حمص، التي شهدت هجمات عسكرية لسحق الاحتجاجات ضد حكم الرئيس بشار الأسد. وقال اثنان من سكان المدينة لرويترز بالتليفون إنهما سمعا صوت إطلاق نار كثيف وشوهدت سيارات إسعاف تتجه نحو المجمع في منطقة الوعر القديمة. وذكر احدهم طالبا عدم نشر اسمه أن "الدخان تصاعد من داخل المبنى. الجرحى نقلوا إلى المستشفى العسكري. يبدو وكأنها عملية من نوع ما". ولم يرد تعليق فوري من السلطات السورية.
قلق أممي من وقوع جرائم ضد الإنسانية
أعلن خبراء من الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان الجمعة أن عمليات القمع الذي تمارسه قوات الأمن السورية ضد الاحتجاجات في هذا البلد، يمكن تشبيهها بجرائم ضد الإنسانية. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن فرنسيس دينغ، المستشار الخاص للامين العام للأمم المتحدة: "بناء على المعلومات المتوافرة لدينا، يعتبر المستشارون الخاصون أن حجم الانتهاكات وخطورتها يشير إلى وجود إمكانية كبيرة لارتكاب جرائم ضد الإنسانية واستمرارها في سوريا". وطالب دينغ بإجراء "تحقيق مستقل ومعمق وموضوعي" حول الوضع في سوريا، حيث تقمع بالقوة تظاهرات ضد الحكم. وأعتبر المسؤول الأممي أنه "من دون هذه التدابير سيكون من الصعب إزالة التوتر الراهن وتدارك تصعيد أعمال العنف"، ووجه "دعوة إلى جميع الأطرف لعدم اللجوء إلى استخدام القوة".
(ع.غ/ أ ف ب، رويترز)
مراجعة: حسن زنيند