أعلنت منظمة العفو الدولية أن بعثتها لتقصى الحقائق في شمال سوريا قد كشفت النقاب عن موجة من عمليات التهجير القسري وتدمير المنازل تعد بمثابة جرائم حرب نفذتها الإدارة الذاتية الكردية بعد طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" منها.
إعلان
قالت منظمة العفو الدولية اليوم الثلاثاء (13 تشرين الأول/ اكتوبر) إن التهجير القسري للسكان وتدمير المنازل الذي تقوم به القوات الكردية في شمال سوريا وشمال شرقها، يشكل "جرائم حرب". وأوضحت هذه المنظمة غير الحكومية التي تتخذ من لندن مقرا، إن المنظمة أرسلت بعثات إلى 14 مدينة وقرية في هذه المناطق السورية "اكتشفت موجة تهجير قسري وتدمير للمنازل تشكل جريمة حرب ارتكبتها الإدارة الذاتية" الكردية السورية.
وقالت لمى فقيه المسؤولة في منظمة العفو الدولية "من خلال تدمير منازل الأهالي المدنيين عمدا وفي بعض الحالات بمسح وحرق قرى بأكملها وترحيل سكان من دون أن يكون هناك هدف عسكري مبرر، فإن الإدارة الذاتية تتجاوز سلطاتها وتنتهك القانون الإنساني الدولي".
وتشكلت هذه الإدارة الكردية بعد انسحاب الجيش السوري من معظم أنحاء هذه المناطق ذات الغالبية الكردية في 2012.
وتقاتل القوات الكردية السورية في هذه المنطقة حاليا مسلحي "تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)".
إلا أن بعض سكان محافظتي الرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق سوريا) قالوا للمنظمة إن القوات الكردية قامت بعمليات تدمير شاملة تحت ذريعة محاربة تنظيم "داعش".
وأضافت العفو الدولية أن عمليات التدمير التي لوحظت ليست نتيجة معارك ضد الجهاديين بل إنها تمت في سياق "حملة متعمدة ومنسقة شكلت عقوبة جماعية لسكان قرى كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية أو يشتبه في إيوائها أنصارا لتنظيم الدولة الإسلامية". ونقلت العفو الدولية عن أحد سكان قرية الحسينية قوله "أخرجونا (المقاتلون الاكراد) من منازلنا وأحرقوها واستقدموا جرافات ودمروا المنازل واحدا بعد الآخر حتى قضوا على القرية".
وبحسب صور بالأقمار الصناعية فحصتها المنظمة فإن قرية الحسينية (شمال شرق سوريا) دمرت بنسبة 94 بالمئة بين حزيران/يونيو 2014 وحزيران/يونيو 2015.
وقال بعض سكان قرى في محافظة الرقة معقل التنظيم الجهادي للعفو الدولية إن المقاتلين الأكراد اتهموهم بدعم الجهاديين وهددوهم بالسلاح إن لم يرحلوا عن المنطقة. وقال سكان آخرون إن المقاتلين هددوهم بأنهم سيطلبون من الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بشن غارات جوية على المنطقة ما لم يغادرها السكان. وقال صفوان وهو أحد السكان "قالوا لنا إن علينا الرحيل وإلا سيقولون للائتلاف الدولي بأننا إرهابيون وبأن مقاتلاتهم ستقصفنا مع عائلاتنا".
وتقول القوات الكردية السورية التي سبق أن وجهت إليها اتهامات بسبب ممارساتها إن هذه الاتهامات تتعلق بـ "حالات معزولة". إلا أن منظمة العفو أضافت أن العديد من المناطق التي شهدت تهجيرا قسريا للسكان لم تكن قريبة من الجبهة.
وتابعت فقيه "يجب أن تتوقف الإدارة الذاتية فورا عن هذا التدمير لمنازل مدنيين وأن تقدم تعويضا للذين دمرت منازلهم بشكل غير قانوني. وعليها أيضا أن تتوقف عن تهجير السكان بشكل غير قانوني وتسمح للمدنيين بالعودة وإعادة بناء منازلهم".
ع.ج/ ح.ع.ح (أ ف ب، رويترز)
"داعش".. حرب مدمرة على الأرث الثقافي العالمي
يواصل تنظيم "داعش" حربه على الإرث الثقافي العالمي، سواء في ليبيا أو العراق أو سوريا، ومنذ سيطرته على مدينة تدمر الغنية بالمواقع الأثرية والمدرجة على قائمة التراث العالمي، يستهدف التنظيم الإرهابي تلك المواقع واحدة واحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA
معبد بعل شمين يعد من أهم كنوز المدينة الأثرية في تدمر السورية، هو أحدث المواقع الأثرية التي يستهدفها التنظيم الإرهابي، وهي أول مرة يقوم فيها بتدمير آثار تعود للعصر الروماني. وذلك بعد أقل من أسبوع على إعدام عالم الآثار المعروف خالد الأسعد مدير آثار المدينة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Badawi
أقدم تنظيم"داعش" وبشكل وحشي على إعدام عالم الآثار السوري المعروف خالد الأسعد(82 عاما). الأسعد عمل طيلة أربعة عقود مديرا للآثار في تدمر، ونال عدة أوسمة من بلدان مختلفة، وله حوالي 40 مؤلفا عن الآثار في تدمر وسورية والعالم. وقد خلفت الجريمة ردود فعل دولية غاضبة.
صورة من: picture alliance/AP Photo
قال تنظيم "داعش" في بيان إنه بات يسيطر بالكامل على مدينة تدمر السورية بما في ذلك المطار العسكري والسجن بعد "انهيار" القوات الموالية للحكومة هناك، ما يثير المخاوف من قيام المتطرفين بتدمير الموقع المدرج على قائمة التراث العالمي.
صورة من: Fotolia/bbbar
تعد آثار مدينة تدمر واحدة من ستة مواقع سورية أدرجت على لائحة التراث العالمي في عام 2006، أبرزها قلعة الحصن في حمص والاحياء القديمة في دمشق وحلب.
صورة من: Joseph Eid/AFP/Getty Images
مدينة تدمر مدرجة على لائحة تراث اليونيسكو، وتضم آثارا قديمة بهندسة تمزج بين الحضارتين الرومانية واليونانية مع تأثير فارسي.
صورة من: Fotolia/waj
يشتهر الموقع الاثري القائم في جنوب مدينة تدمر بأعمدته الرومانية ومعابده ومدافنه الملكية. وتعتبر مدينة تدمر من أهم الممالك السورية القديمة التي ازدهرت بشكل خاص في عهد ملكتها زنوبيا
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/F. Neukirchen
تعرض أكثر من 300 موقع ذي قيمة إنسانية في سوريا للدمار خلال أكثر من أربع سنوات من النزاع، حسب ما أعلنت الامم المتحدة.
صورة من: Nünnerich-Asmus Verlag & Media GmbH
دمر تنظيم داعش الإرهابي في بداية شهر آذار/ مارس الماضي عدة مواقع أثرية في مدينة الحضرالأثرية في محافظة نينوي شمال غرب العراق. مدينة الحضر مصنفة هي الأخرى ضمن مواقع التراث العالمي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Militant video
قام مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي بتحطيم العديد من المنحوتات والمجسمات الأثرية في متحف نينوي بمدينة الموصل شمالي العراق. وكانت منظمة اليونسكو قد أدانت الحملة وصفتها بأنها جريمة حرب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Quelle: Islamischer Staat/Internet
نشر تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي في 11 أبريل/نيسان شريطا مصورا لعناصره وهم يدمرون مدينة نمرود الآشورية الأثرية في شمال العراق، والتي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
صورة من: YouTube/WorldBreakingNews2015
استهدف تنظيم "الدولة الإسلامية" العديد من القبور التاريخية ومن بينها قبر النبي يونس، الذي دمره التنظيم في منتصف السنة الماضية.