بعد تضارب الأنباء حول خروج عشرات العائلات من حلب، شنت المعارضة المسلحة هجوما مضادا للضغط على القوات الحكومية التي تحاصر الأحياء الشرقية من المدينة. يأتي هذا في وقت حققت فيها قوات مدعومة من واشنطن تقدما كبيرا في منبج.
إعلان
شنت فصائل من المعارضة المسلحة الأحد (31 تموز/ يوليو 2016) هجوما مضادا في جنوب وجنوب غرب حلب للضغط على قوات النظام التي تحاصر الأحياء الشرقية من المدينة. وتحاصر القوات الحكومية مع حلفائها منذ السابع عشر من تموز/يوليو الأحياء الشرقية من حلب الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة المسلحة.
وأعلنت فصائل إسلامية بينها حركة أحرار الشام وأخرى جهادية على رأسها جبهة النصرة (بات اسمها جبهة فتح الشام بعد أن قطعت علاقاتها مع القاعدة) أنها تشن هجوما في محاولة لفتح طريق تموين جديدة إلى الأحياء الشرقية من حلب.
وشنت فتح الشام هجومين بسيارتين مفخختين على مواقع للنظام وحلفائه في ضاحية رشيدين على الطرف الجنوبي الغربي لحلب. وهو ما أكدته الإعلامية جنان موسى من قناة الآن الفضائية التلفزيونية التي تبث من دبي في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر. كما جرت هجمات عدة في جنوب المدينة بهدف التقدم باتجاه ضاحية راموسا التي يسيطر عليها النظام.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن "المعركة ستكون طويلة وصعبة"، مضيفا "أن الجيش يتلقى الدعم من عدد كبير من الإيرانيين ومقاتلين من حزب الله وطبعا من الطائرات الروسية" التي تدعم قوات النظام منذ أيلول/سبتمبر 2015.
واستأنفت قوات النظام قصفها لأحياء عدة من حلب الشرقية رغم إعلان موسكو ودمشق قبل ثلاثة أيام فتح "ممرات إنسانية" لإفساح المجال أمام المدنيين والمسلحين الذين يريدون تسليم سلاحهم الخروج من المناطق المحاصرة. وأعلنت وسائل إعلام النظام أن عشرات العائلات المحاصرة خرجت في حين نفى سكان ومعارضون حصول ذلك.
قوات مدعومة من واشنطن تسيطر على 70% من منبج
وفي تطور ذي صلة حققت القوات المدعومة من أمريكا والتي تشن هجوما على مدينة منبج الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا باسم "داعش" تقدما كبيرا، على حد مصدر فيها. إذ تقول هذه القوات إنها أصبحت تسيطر الآن على 70 في المائة تقريبا من المدينة.
وقال شرفان درويش من مجلس منبج العسكري لرويترز عبر الهاتف من بيروت إن قوات سوريا الديمقراطية تحاصر أعضاء التنظيم المتشدد في الحي القديم. وأضاف أنها تشتبك معهم في بعض أجزاء من المدينة بعد السيطرة على معظم المناطق الغربية والشرقية والجنوبية من المدينة.
وبدأت قوات سوريا الديمقراطية، التي شكلت العام الماضي وتضم وحدات حماية الشعب الكردية ومقاتلين عربا الحملة قبل شهرين تقريبا بدعم من قوات خاصة أمريكية لطرد "داعش" من معقلها الأخيرعلى الحدود السورية التركية.
أ.ح (أ ف ب، رويترز)
حلب تدفع الثمن... ولا نهاية للدمار
بعد خمس سنوات على تفجر الصراع في سوريا ما زالت حلب محورا أساسيا للمعارك التي تسببت حتى الآن في مقتل 250 مئات الآلاف وتشريد الملايين بين نازحين ولاجئين. الصور التالية تكشف عن آثارالمعارك التي دمرت المدينة بالكامل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
تبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات العسكرية على حلب بوجود جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، مثلها مثل تنظيم "الدولة الإسلامية". فيما تتهم المعارضة الحكومة بتعمد استهداف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها لإخراجهم منها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
28 نيسان/أبريل 2016 لقي 30 مدنيا على الأقل، بينهم ثلاثة أطباء، حتفهم إثر قصف جوي استهدف مستشفى القدس في القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة في مدينة حلب. ولم يتسن التعرف على هوية الجهة التي نفذت الهجوم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
أصيبت ست مستشفيات على الأقل في قصف في الجهتين الشرقية والغربية لحلب خلال الأيام الأخيرة، ما دفع بمجلس الأمن إلى مطالبة جميع الأطراف المتحاربة إلى حماية المستشفيات والعيادات الطبية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
أسفر التصعيد العسكري في شطري حلب المقسمة بين النظام والمعارضة خلال عشرة أيام عن مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري.
صورة من: Reuters/A. Ismail
على الرغم من اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الأطراف المتحاربة، أشار المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى أنه خلال المعارك الأخيرة قتل في حلب كل 25 دقيقة أحد المواطنين.
صورة من: picture-alliance/AA/B. el Halebi
الأطفال هم الضحيا الأوائل في المعارك الدائرة في سوريا، كما أن طبيب الأطفال الأخير في حلب قتل في القصف الذي استهدف أحد مستشفيات المدينة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
هذه الصورة تعود إلى 2013، وقد نشرتها منظمة العفو الدولية وهي تظهر احد أحياء مدينة حلب قبل وبعد بدء الصراع في سوريا
صورة من: US Department of State, Humanitarian Information Unit, NextView License (DigitalGlobe)
الآثار التاريخية تشكل ضحية أخرى للصراع الدموي الدائر في حلب، فقد تعرض الجامع الأموي بحلب عدة مرات للقصف وذلك منذ بدء الصراع، كما دمرت في السنوات الماضية مئذنته التاريخية التي تعود إلى عهود قبل 1000 عام ، بالإضافة إلى تدمير مئذنة جامع العمرى الذي يعتبر أقدم مسجد في العالم.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
بالرغم من المعارك الدائرة في حلب، مازال آلاف المدنيين داخل المدينة المدمرة، وهم يأملون في أن يتمكن المجتمع الدولي من إجبار الأطراف المتحاربة على الالتزام بوقف الإعمال العدائية، على الأقل لالتقاط الأنفاس وتفقد بيوتهم المدمرة.