شن الطيران الروسي ضربات مكثفة على معاقل الفصائل المقاتلة قبل ساعات من بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، حسبما أفاد المرصد السوري لحققوق الانسان. وروسيا تؤكد مواصلة قصف "الإرهابيين" دون تأكيد خبر شن ضربات جوية.
إعلان
أفادت أنباء عن وقوع ضربات جوية مكثفة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة شرقي العاصمة السورية دمشق، فيما استمر القتال في معظم أنحاء غرب سوريا اليوم الجمعة (26 فبراير/شباط 2016) قبل ساعات من بدء سريان خطة أمريكية روسية تهدف إلى وقف الأعمال القتالية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطيران الحربي الروسي شن ما لا يقل عن عشر غارات جوية وقصف مدفعي استهدفت بلدة دوما في منطقة الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها مقاتلو معارضة قرب دمشق. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن "أن الغارات كانت أكثر كثافة من المعتاد وكأنما يريدون (الروس والنظام) إخضاع مقاتلي المعارضة في هذه المناطق أو تسجيل نقاط قبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ" .
من جهته، أعلن الكرملين مواصلة قصف "التنظيمات الإرهابية" في سوريا، لكنه رفض تأكيد شن غارات الجمعة خصوصا ضد معاقل الفصائل المقاتلة قبل سريان الهدنة المقررة في هذا البلد. وصرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن "الطيران الروسي يواصل عمليته في سوريا لدعم القوات المسلحة (السورية) ولاستهداف المنظمات الارهابية"، مضيفا أن معلومات المرصد السوري لحقوق الانسان حول شن غارات مكثقة على معاقل الفصائل المقاتلة "لا تستند إلى أي معطيات".
وكتب عمال إغاثة في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في حسابهم على موقع تويتر إن هناك خسائر مدنية مؤكدة، لكنهم لم يحددوا عددا. ولم يتسن على الفور الوصول إلى مسؤولين عسكريين سوريين للتعقيب. ومن المقرر أن يسري اتفاق "وقف الأعمال القتالية" في منتصف الليل (2200 بتوقيت غرينتش).
في صور: حلب بين الأمس واليوم
بعد 68 شهرا من الحرب السورية التي نالت منها حلب نصيبا كبيرا، اتخذت المدينة وجها آخر مختلفا، فاحتلت الأنقاض وبقايا البنايات مكان الأسواق التاريخية والمباني الأثرية التي اشتهرت بها المدينة، وتحولت صور الأمس إلى ذكريات.
صورة من: Reuterse/Sana
جامع حلب الكبير أو الجامع الأموي أو جامع بني أمية هو أكبر وأحد أقدم المساجد في مدينة حلب السورية. أصبح جزءا من التراث العالمي منذ عام 1986. شيدت مئذنة المسجد في عام 1090 ودمرت في نيسان/ أبريل من العام 2013 نتيجة للمعارك التي اندلعت هناك خلال أحداث الحرب.
صورة من: Imago/imagebroker
تأثر الجامع بالمعارك الدائرة في حلب خلال الحرب السورية سنة 2013 فبالإضافة إلى تدمير مئذنته وسط اتهامات بين المعارضة والنظام، تعرضت مكتبته التاريخية للحرق نتيجة للمعارك الدائرة في محيطه. منذ نيسان/ أبريل 2013 اُعتبر المسجد من أحد مناطق الاشتباكات بين الثوار وقوات الحكومة السورية، التي تتمركز بمنطقة غير بعيدة عن المسجد.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
سوق حلب القديم من أبرز معالمها التاريخية ويسمى أيضا بـ "بازار حلب" ويضم العديد من الأسواق التاريخية باعتبار أنه ينظر إلى حلب كعاصمة اقتصادية لسوريا ومدينة تجارة بامتياز. سوق حلب كان من المواقع التي كان السياح يحرصون على زيارتها.
صورة من: Nünnerich-Asmus Verlag & Media GmbH
شيدت معظم أجزاء السوق في القرن الرابع عشر وسميت حسب أسماء الحرف والمهن المزاولة فيها، مثل سوق الصوف. السوق منح للتجار ولبضائعهم خانات متواجدة حول الأسواق. أخذت الخانات أيضاً أسماءها من مواقعها وحرفة السوق الواقع فيه. كانت هذه الخانات قبل الحرب تتميز بواجهاتها الجميلة المحصنة بالأبواب الخشبية المتينة.
صورة من: picture alliance/CPA Media/D. Henley
أما اليوم فقد تحول السوق الكبير إلى كومة ضخمة من الخراب والدمار والأنقاض بسبب المعارك الشرسة بين قوات الجيش النظامي وقوى المعارضة المسلحة.
صورة من: picture-alliance/AA/K. Bozzdogan
وحتى المحلات والدكاكين، التي لم تدمر بالكامل أغلقت وانتهى النشاط التجاري في هذه المنطقة، وذلك بسبب استمرار الوضع المتردي.
صورة من: AFP/Getty Images
قلعة حلب الأثرية التي تعتبر أيضا من أبرز معالم المدينة السياحية وهي مدرجة ضمن التراث العالمي. لم تتأثر بشكل كبير من الحرب لكن في أغسطس 2012 تعرضت بوابتها الخارجية لأضرار نتيجة قصفها إثر اشتباكات دارت بين الجيش السوري الحر والجيش السوري النظامي في محاولة السيطرة على القلعة.
صورة من: picture-alliance/dpa
صورة من فوق تظهر الفرق بين محيط قلعة حلب التاريخية قبل الأحداث وبعدها. دمار كبير غير ملامح المنطقة نتيجة المعارك القوية.
صورة من: US Department of State, Humanitarian Information Unit, NextView License (DigitalGlobe)
صورة شاملة لحلب من فوق تعود لسنة 2007، أي قبل أربع سنوات من بداية الصراع السوري.
صورة من: Imago/A.Schmidhuber
حلب التي تعتبر من أقدم مدن العالم، ومحجا للسياح والمهتمين بالتاريخ تحولت اليوم إلى منطقة إستراتيجية تخضع لحسابات الحرب والتحالفات العسكرية.
صورة من: Nünnerich-Asmus Verlag & Media GmbH
باتت قوات الأسد والميليشيات الموالية لها تسيطر على أكثر من 85 في المائة من مساحة الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة منذ العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين. وبات مقاتلو المعارضة محصورين داخل عدد من الاحياء في جنوب شرق المدينة، وسط مساعي لخروجهم عبر ممرات آمنة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
حلب الشرقية ما تزال تحت القصف..مقاتلو المعارضة ما يزالون يتحصنون في بعض الجيوب، بعد تقدم كاسح لقوات نظام الأسد فيما تبقى من أحياء المدينة.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Karwashan
المدنيون يحاولون الفرار من مناطق القصف في شرق حلب...منذ بدء هجوم قوات الأسد على شرق حلب في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، أحصى المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 384 مدنيا بينهم 45 طفلا في حلب الشرقية جراء القصف والغارات والمعارك، فيما قتل 105 مدنيين في غرب حلب نتيجة قصف من مقاتلي المعارضة.
صورة من: Reuters/Sana
الأمم المتحدة أبدت قلقها ازاء معلومات حول فقدان المئات من الرجال بعد هروبهم من شرق حلب إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام، وكذلك منع آخرين من الفرار من مناطق المعارضة.
صورة من: Reuterse/Sana
14 صورة1 | 14
ووافقت الحكومة على خطة وقف إطلاق النار. وقال التحالف الرئيسي للمعارضة، الذي عبر عن تحفظات شديدة تجاه شروط الاتفاق، إنه على استعداد لهدنة مدتها أسبوعان لاختبار نوايا الحكومة وداعميها الروس والإيرانيين. وأوضحت دمشق أنها ستواصل قصف تنظيم "الدولة الإسلامية" وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة اللذين لا يشملهما الاتفاق. وتخشى المعارضة من أن تواصل الحكومة استهداف مقاتليها بحجة أنهم جهاديون. وتقول الحكومة إن الاتفاق قد يفشل إذا أمدت دول أجنبية مقاتلي معارضة بالسلاح أو استغل مقاتلون الاتفاق لإعادة التزود بالسلاح. وعادة ما يستهدف الجيش السوري وحلفاؤه الغوطة الشرقية وهي معقل لجماعة جيش الإسلام إحدى الجماعات الممثلة في الهيئة العليا للمفاوضات. وتحولت الغوطة الشرقية إلى منصة لشن هجمات بالصواريخ وقذائف المورتر على دمشق. ونشر المرصد أيضا تقارير عن قصف مدفعي حكومي وضربات جوية خلال الليل في محافظة حماة بالإضافة إلى قصف مدفعي من القوات الحكومية في محافظة حمص.
واستؤنفت المعارك أيضا في الفجر بين مقاتلي معارضة وقوات الحكومة في محافظة اللاذقية بشمال غرب سوريا حيث يحاول الجيش السوري وحلفاؤه أن يستعيدوا مزيدا من الأراضي من المقاتلين على الحدود مع تركيا.