سوريا: المقاتلون الأكراد ينسحبون من مناطق حدودية مع تركيا
٢٧ أغسطس ٢٠١٩
يبدو أن الاتفاق التركي الأمريكي حول إنشاء "منطقة آمنة" في شمال سوريا يدخل حيز التنفيذ. فقد أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية أنها ستسحب قواتها وأسلحتها الثقيلة من شريط حدودي بين سوريا وتركيا. فهل ترضي هذه الخطوات أنقرة؟
إعلان
قال مصطفى بالي المتحدث باسم "قوات سوريا الديمقراطية" التي تشكل "وحدات حماية الشعب الكردية" عمودها الفقري، الثلاثاء (27 أغسطس/ آب 2019) إن الأخيرة ستسحب قواتها وأسلحتها الثقيلة من شريط حدودي بين سوريا وتركيا، وذلك بموجب اتفاق بين الولايات المتحدة وتركيا.
وكشف بالي لوكالة رويترز أن عرض الشريط الحدودي على الجانب السوري سيتفاوت وسيشمل مناطق ريفية أو مواقع عسكرية وليس مدناً أو بلدات. وأوضح أن الاتفاق يقضي بتشكيل آلية أمنية وليس منطقة آمنة، مما يهدئ مزاعم تركيا المتعلقة بالخوف على أمنها القومي.
وأضاف بالي أن الوحدات الكردية وقوات سوريا الديمقراطية ستفكك حواجز وصفها بأنها ذات طبيعة دفاعية هناك وستسلم السيطرة للمجالس العسكرية للمقاتلين المحليين. كما أشار إلى أن القوات التركية وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ستحرس القطاع الحدودي لكنها ستتمركز داخل تركيا.
بدء انسحاب المقاتلين الأكراد
وقالت "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا"، في بيان، :"بدأنا في 24 من الشهر الجاري في إزالة بعض السواتر الترابية وسحب مجموعة من وحدات حماية الشعب والأسلحة الثقيلة من (مدينة) رأس العين إلى نقاطها الجديدة، وتسليم النقاط الحدودية إلى القوات المحلية".
وأضافت أن انسحابا مماثلا جرى من منطقة تل أبيض، ولفتت إلى أن الانسحاب يأتي في إطار "التفاهمات الثلاثية فيما يخص أمن الحدود مع تركيا". وأشارت الإدارة إلى أن "هذه الإجراءات التي قمنا بها تؤكد جدية التزامنا بالتفاهمات الجارية وحرصنا على التوصل إلى حل لكافة القضايا عن طريق الحوار السلمي مع دول الجوار".
وبعدما حذرت مراراً من أنها ستتوغل عسكرياً في مناطق شرق الفرات لإبعاد المقاتلين الأكراد عن الحدود، قالت تركيا إنها توافقت مع الولايات المتحدة على المرحلة الأولى لاتفاق أمني على امتداد الحدود يشمل إنشاء "منطقة آمنة". بيد أن الدولتين لم تقدما تفاصيل تذكر بشأن الاتفاق على ما تصفه تركيا بـ"المنطقة الآمنة" داخل سوريا.
دوريات مشتركة
هذا وأفادت مصادر لوكالة رويترز بأن الدوريات الأمريكية التركية المشتركة ستراقب إزالة الأسلحة الثقيلة والتحصينات والأنفاق إلى جانب وجود وحدات حماية الشعب الكردية بين تل أبيض ورأس عيسى، وهما بلدتان حدوديتان سوريتان يفصلهما نحو 100 كيلومتر.
ويبلغ ذلك القطاع تقريبا ربع مجمل الحدود التي يمكن أن تغطي المنطقة، والتي تنادي تركيا بضرورة أن تمتد لمسافة 20 ميلاً (32 كيلومتراً) داخل سوريا. وقال مسؤول تركي للوكالة: "هناك تقارب، لكن إصرارنا على العشرين ميلاً قائم. الولايات المتحدة اتخذت خطوات لتحسين هذا، لكنها ما زالت غير كافية... يستحيل بالنسبة لنا قبول وجود قوات سوريا الديمقراطية هناك".
من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الاثنين إن القوات البرية التركية ستدخل المنطقة المقررة "قريباً جداً" بعد إقامة مركز عسكري مشترك مع واشنطن للإشراف على العملية في مطلع الأسبوع. وأضاف أن الطائرات التركية المسيرة والمروحية حلقت بالفعل فوق المنطقة.
ي.أ/ أ.ح (رويترز، د ب أ)
الغائبون الحاضرون في قمة إسطنبول حول سوريا
تتجه الأنظار خلال اليومين المقبلين إلى إسطنبول، حيث تعقد قمة رباعية بشأن سوريا بين كل من تركيا، ألمانيا، فرنسا وروسيا. غير أن اللاعبين الكبار في الملف غائبون. في ما يلي أبرز الغائبين، مواقفهم و مصالحهم في الملف السوري.
صورة من: picture-alliance/abaca/B. Algaloud
الولايات المتحدة الأمريكية
تغيب الولايات المتحدة عن قمة اسطنبول المرتقبة، لكن دورها يبقى أساسياً في العملية السياسية الرامية لإنهاء الحرب المستمرة في سوريا منذ سبع سنوات. وكان ترامب قد أعلن ان تعليق هجوم نظام الأسد على ادلب، تم بفضله، بعد تحذيره الرئيس السوري بشار الأسد. مصلحة أمريكا تكمن بالأساس في انسحاب إيران من سوريا أو على الأقل إضعاف تأثيرها على الأرض هناك.
إيران - القوة غير المرئية
بالرغم من غيابها عن قمة اسطنبول، إلا أن إيران مازالت حاضرة على الأرض في سوريا. ووفقا لتقارير عديدة لعبت إيران دوراً كبيراً في الانتصارات الاستراتيجية العديدة التي حققها الجيش السوري. إيران غائبة و حاضرة في القمة من خلال روسيا، التي عملت إلى حد الآن بالتعاون معها على ضمان بقاء الأسد. تتطلع إيران إلى تقوية حضورها والمشاركة في عملية إعادة البناء في سوريا لكن مستقبل إدلب قد يُضعف تأثيرها في سوريا.
صورة من: picture alliance/AP/dpa/Uncredited/Iranian Presidency Office
نظام الأسد
إلى جانب تناول الوضع في إدلب، يُفترض أن تفضي قمة اسطنبول إلى حل للنزاع الدائر في سوريا منذ عام 2011، وذلك يعني أن القمة ستناقش مصير الرئيس السوري بشار الأسد، المتمسك بالسلطة. وكانت أمريكا قد هددت نظام الأسد بعقوبات مشددة في حالة عرقلته الحل السياسي. فيما تعول ميركل على روسيا "للعمل على تحقيق الاستقرار في سوريا بصفتها حليفة لنظام الأسد وشريكاً لديه مسؤوليات خاصة".
صورة من: Reuters/M. Djurica
المعارضة السورية
تتناول قمة اسطنبول بالأساس الوضع في محافظة إدلب، آخر معقل للمعارضة السورية بعد سبع سنوات من الحرب، كما تتناول أيضاً تطبيق اتفاق سوتشي الروسي التركي بشأن المحافظة. وكان الهدف من هذا الاتفاق هو وقف هجوم الحكومة السورية. لكن فصائل المعارضة تخشى من أن يشكل تنفيذ هذا الاتفاق مقدمة لعودة قوات النظام إلى إدلب.
صورة من: Getty Images/AFP
مصالح الأكراد
بالرغم من تجنب الطرفين الصراع المباشر، إلا أن هناك تضارباً في المصالح بين كل من الحكومة السورية والإدارة التي يقودها الأكراد في شمال شرق البلاد.وفيما يسعى الأكراد إلى الحصول على حكم ذاتي في دولة لامركزية، ترغب دمشق في استعادة سيطرتها المركزية بالكامل على كل مناطق سوريا.
صورة من: Reuters/R. Said
الدور السعودي
طالما لعبت السعودية دوراً متخبطاً في الملف السوري تماشيا مع مصالحها السياسية. ففي البداية دعمت الثورة السورية، لكن سرعان ما طرأ تحول مفاجئ في موقفها وأقرت بضرورة بقاء الأسد في السلطة. كما سعت للتقارب مع روسيا بهدف منع صعود الحليف الآخر إيران. تركيا كانت تراهن على دور السعودية في إعادة البناء في سوريا، غير أن قضية مقتل الصحفي والكاتب السعودي جمال خاشقجي قد تسلب الرياض هذا الدور. إعداد: إيمان ملوك