سوريا: بدء مهمة المفتشين وسط تكتم شديد
٣ أكتوبر ٢٠١٣ بدأ مفتشو الأمم المتحدة حول الأسلحة الكيميائية اليوم الخميس (03 أكتوبر/ تشرين الأول) مهمتهم في سوريا وسط تكتم تام، في وقت أصدر فيه مجلس الأمن الدولي بياناً بالإجماع طلب فيه من السلطات السورية السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة نتيجة نزاع مستمر منذ أكثر من سنتين أوقع عشرات آلاف القتلى وشرد ملايين الأشخاص.
وخرج صباح اليوم الخميس تسعة مفتشين من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية المكلفين التحقق من الترسانة السورية تمهيداً لتدميرها من الفندق الذي ينزلون فيه في وسط دمشق وتوجهوا إلى جهة مجهولة، بحسب ما أفاد مصور وكالة فرانس برس.
وتعد هذه المرة الأولى التي يتأكد فيها الصحافيون المرابطون في الفندق من خروج المفتشين منذ وصول هؤلاء إلى سوريا الثلاثاء. علما أن التكتم يحيط بمهمتهم في ظل غياب أي تصريحات إعلامية حول تفاصيل عملهم.
#links#
وتأتي مهمة هذا الفريق التاريخية تطبيقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 حول جمع الأسلحة الكيميائية السورية تمهيدا للتخلص منها في مهلة لا تتجاوز حزيران/ يونيو 2014.
وبحسب تقديرات الخبراء، تمتلك سوريا أكثر من ألف طن من الأسلحة الكيميائية، بينها نحو 300 طن من غاز الخردل والسارين، موزعة على نحو 45 موقعاً في مختلف أنحاء البلاد. وقدمت السلطات السورية في 19 أيلول/ سبتمبر الماضي لائحة بمواقع الإنتاج والتخزين إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تتخذ من لاهاي مقراً لها. ومن المقرر أن يزور المفتشون هذه المواقع خلال الأيام الثلاثين المقبلة.
مواجهات بين كتائب مقاتلي المعارضة
ميدانياً، يتسع الشرخ داخل المجموعات المقاتلة ضد النظام مع تكرر المواجهات بين كتائب وألوية مختلفة من جهة ومقاتلي "دولة الإسلام في العراق والشام" الجهاديين من جهة أخرى، ما يزيد من تعقيدات النزاع. ففي سياق متصل، دعت ست كتائب من مقاتلي المعارضة السورية "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) و"لواء عاصفة الشمال" إلى وقف فوري لإطلاق النار بينهما في منطقة أعزاز ذات الأهمية الإستراتيجية القريبة من الحدود مع تركيا.
كما دعت الكتائب في بيان أورده المرصد السوري لحقوق الإنسان، داعش إلى سحب قواتها إلى المناطق التي كانت تتمركز فيها قبل اندلاع الاشتباكات بين الطرفين. وصدر البيان عن حركة أحرار الشام وألوية صقور الشام وجيش الإسلام ولواء التوحيد وألوية الفرقان ولواء الحق. وطالبوا الجانبين بالتحاكم إلى "المحكمة الشرعية المشتركة للفصائل الإسلامية" التي قالوا إنها ستبقى منعقدة لمدة 48 ساعة في مقرها بمدينة حلب.
وفي تطور آخر، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان اليوم الخميس أن مقاتلين من حركة أحرار الشام الإسلامية وجبهة النصرة ولواء الحق وكتيبة المقداد بن الأسود وعدة كتائب مقاتلة سيطروا على قرية كفرنان التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية في حمص.
وأوضح المرصد أن هذا تم بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني الموالية للنظام استمرت من الـ 19 من شهر أيلول/سبتمبر الماضي وسقط خلالها عشرات القتلى من الجانبين. وبدأت العملية الشهر الماضي بتفجير رجل من جبهة النصرة نفسه بسيارة مفخخة على حاجز لقوات الدفاع الوطني في محيط القرية.
من جهته، قال مساعد بالكرملين اليوم الخميس إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي باراك أوباما قد يبحثان الأزمة السورية على هامش قمة دول آسيا والمحيط الهادي التي تعقد في بالي الأسبوع المقبل.
ش.ع/ ع.غ (د ب أ، أ ف ب)