بعد عقود من الديكتاتورية والحرب الأهلية، تُجري سوريا أول انتخابات لها هذا الشهر. لكن لن يُصوّت جميع السوريين، ولن تكون هناك أحزاب سياسية أو حملات انتخابية. فكيف ستُجرى هذه الانتخابات التاريخية؟ وما أهميتها لمستقبل سوريا.
بعد أكثر من عقد من الحرب الأهلية، أطاحت قوات سورية بعائلة الأسد في سوريا، التي قادت نظاما دكتاتوريا هناك منذ عام 1971.صورة من: Chris McGrath/Getty Images
لن يذهب كل السوريين إلى صناديق الاقتراع، ولن تكون هناك أحزاب سياسية أو ملصقات انتخابية. عوض ذلك، ستُدلي مُختلف اللجان بأصواتها، ولهذا السبب تُوصف أول انتخابات في البلاد بعد الديكتاتورية بأنها "غير مباشرة".
في بيانٍ لها نهاية يونيو/حزيران، أوضحت الحكومة السورية المؤقتة أن "الواقع في سوريا لا يسمح بإجراء انتخابات تقليدية، نظرًا لوجود ملايين النازحين داخليا وخارجيا، وفي ظل غياب الوثائق الرسمية، وهشاشة البنية القانونية". ولهذا السبب، ستُجرى عملية انتخاب مجلس الشعب الجديد على عدة مراحل.
عيّنت الحكومة السورية المؤقتة لجنة عليا لانتخابات مجلس الشعب، مؤلفة من 11 عضوا، للإشراف على الانتخابات منذ يونيو/حزيران.
وبدورها، عيّنت اللجنة العليا ما يُعرف باللجان الفرعية للانتخابات في الدوائر الانتخابية الـ 62 في سوريا. يُفترض أن تُوزّع الدوائر حسب عدد السكان، ولذلك يضم بعضها أكثر من مقعد واحد.
في الخطوة التالية، تُعيّن اللجان الفرعية في الدوائر المختلفة ما بين 30 و50 شخصا بشكل مباشر لتمثيل كل مقعد في دائرتها. سيشكل هؤلاء الأشخاص "هيئة انتخابية"، أي مجموعة من الناخبين المكلفين باختيار أعضاء البرلمان.
عند تعيين هؤلاء الأفراد، يُفترض أن تراعي اللجان الفرعية خصائص مختلفة، بما في ذلك المؤهلات مثل الشهادات الجامعية والمهن، و"النفوذ الاجتماعي"، أي الأشخاص النشطين والمعروفين في مجتمعاتهم، كما سيراعى التنوع، بالإضافة إلى ضمان أن تشمل المجموعة النازحين وذوي الإعاقة والسجناء السابقين.
تعرضت العديد من مبادرات الحكومة الجديدة، بما في ذلك الحوار الوطني في فبراير/شباط، لانتقادات بسبب تنظيمها بسرعة كبيرة وعدم تمثيلها بشكل كاف.صورة من: Omar Albam/AP Photo/picture alliance
إلى جانب صفات أخرى مثل السن والجنسية، يجب ألا يكون أعضاء الهيئة الانتخابية منتمين للنظام السابق، إلا إذا انشقوا خلال الحرب الأهلية، وألا يكونوا في قوات الأمن، أو لديهم سجل جنائي. يجب أن تكون نسبة 20% من أعضاء الهيئة الانتخابية من النساء.
بمجرد اختيارهم، من المفترض أن يبلغ عدد أعضاء الهيئة الانتخابية بأكملها، في جميع أنحاء سوريا، ما بين 6000 و7000 شخص.
إعلان
مخاوف بشأن هيمنة السلطة الرئاسية
بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، نُشرت القوائم النهائية للمرشحين في 18 سبتمبر/أيلول. وأمام أي فرد من الجمهور الآن ثلاثة أيام للطعن في أي من المرشحين الذين لا يرى ضرورة لتواجدهم.
بعد فحص ملفات أعضاء الهيئة الانتخابية، سيخوض البعض منهم حملات انتخابية لمقاعد مجلس الشعب. لا توجد أحزاب سياسية، والحملات الانتخابية غير علنية، إذ من المفترض أن تستغرق أسبوعا وتجري فقط بين أعضاء الهيئة الانتخابية.
شهدت الأشهر الأخيرة أعمال عنف شديدة في بعض المناطق التي يهيمن عليها الأقليات، مما أسفر عن مقتل الآلاف.صورة من: Karam Almasri/REUTERS
وفي يوم الانتخابات، ستصوت الهيئة الانتخابية بأكملها لاختيار 121 عضوا في البرلمان السوري الجديد من بين أعضائها. وقد تم تأجيل العملية الانتخابية بالفعل، حيث أوضح المسؤولون أن عددا كبيرا من المرشحين كانوا حريصين على الانضمام إلى الهيئة الانتخابية، لكنهم يقولون إن عملية التصويت من المقرر أن تكتمل بحلول نهاية سبتمبر/أيلول.
في البداية، كان هناك 140 مقعدا مطروحا للانتخابات، لكن التصويت أُجّل في عدة مناطق من سوريا مثل محافظة السويداء، التي تهيمن عليها الأقلية الدرزية، وفي أجزاء من الرقة والحسكة، التي تسيطر عليها الأقلية الكردية. هذا يعني أن حوالي 19 مقعدا، لن يتم التصويت عليها هذا الشهر.
أعلنت الحكومة الانتقالية السورية تأجيل الانتخابات في تلك المناطق لأسباب أمنية، ففي الأشهر الأخيرة، شهدت هذه المناطق عنفا طائفيا بين الطوائف، قُتل خلاله المئات، حسب منظمات حقوقية. لكن في الواقع، أُجّلت الانتخابات لأن الحكومة السورية لا تسيطر فعليا على تلك المناطق، الدروز والأكراد هم من يسيطرون عليها.
بعد انتهاء العملية الانتخابية، سيُضاف 70 مقعدا آخر إلى البرلمان الجديد. لكن هؤلاء البرلمانيين سيُنتخبون مباشرة من قِبل الرئيس الانتقالي للبلاد، أحمد الشرع، وهو قائد ميليشيات إسلاموية سابق تولى المنصب بعد أن قادت ميليشياته، هيئة تحرير الشام ، حملة الإطاحة بالديكتاتور بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
من المقرر أن يلقي الرئيس السوري الشرع كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل ومن المرجح أن يبذل المزيد من الجهود لرفع العقوبات عن البلاد.صورة من: Syrian Presidency/AFP
الخلافات والصراعات
هناك جوانب إيجابية للعملية الانتخابية، كما كتب المحلل السوري حايد حايد، الذي أشار إلى أن "العملية الانتخابية تُدخل تحسينات متواضعة لكنها ذات مغزى، فمن خلال مراحل تشاورية متعددة، وآليات للاستئناف، وخطوات لزيادة مشاركة المرأة". كما دُعي مراقبون دوليون لمراقبة العملية.
وأضاف حايد أن اللجنة العليا أكثر تنوعا من المبادرات الأخرى، ولا تخضع لسيطرة أعضاء هيئة تحرير الشام. لكن العملية أيضا "يطغى عليها غموض هيكلي وتساؤلات عالقة"، حسب المتحدث الذي يرى أن هذا قد يؤدي إلى فقدان ثقة المجتمع.
وتشير التقارير الإعلامية من داخل سوريا إلى أن العديد من السوريين يُقرون باستحالة إجراء انتخابات مباشرة في الوقت الحالي. وأظهر استطلاع رأي حديث أجراه المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات، ومقره قطر، بين منتصف يوليو ومنتصف أغسطس، أن 57% من حوالي 4000 سوري شملهم الاستطلاع يرون أن الوضع السياسي إيجابي.
لكن سوريين آخرين كانوا أكثر انتقادا للأوضاع، قائلين إن العملية المُدارة بشكل مكثف هي مجرد "مسرحية" سطحية، ووسيلة لإضفاء الشرعية على الحكومة الانتقالية دون السعي إلى توافق حقيقي أو ديمقراطية حقيقية.
وكان من أشد منتقدي هذه الانتخابات أفراد من الأقليات السورية. ففي الأسابيع الأخيرة، نشر ممثلون عن مختلف الأقليات رسائل أو بيانات تنتقد العملية، واصفين إياها بغير الشرعية.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، نشرت 14 منظمة مجتمع مدني سورية مختلفة ورقة موقف توصي بإجراء تغييرات على العملية، بحجة أن جوانب مختلفة من الانتخابات تمنح الرئيس الشرع سيطرة مفرطة على كل من العملية الانتخابية ومجلس الشعب الناتج عنها.
بموجب الدستور السوري المؤقت، لا يمكن نقض المراسيم الرئاسية إلا بأغلبية الثلثين في مجلس الشعب. ولهذا السبب، يكتسب المسؤولون السبعون المنتخبون الذين اختارهم الشرع مباشرة أهمية بالغة، فإذا كانوا يمثلون مصالحه فقط، فسيكون من الصعب جدا الحصول على أغلبية الثلثين للتحرك ضده في البرلمان.
وُجهت انتقادات أيضا لدور مجلس الشعب الجديد عند انتخابه، الذي ستكون مهمته الرئيسية إصلاح مجموعة من القوانين القديمة، وإصدار قوانين جديدة، وصياغة دستور جديد، بالإضافة إلى التحضير لانتخابات مباشرة خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة.
ترجمته للعربية: ماجدة بوعزة
تحرير: عبده جميل المخلافي
سوريا.. سقوط حكم عائلة الأسد بعد أكثر من خمسة عقود من السلطة
فر بشار الأسد من سوريا في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول عام 2024. وكتب هذا الفرار نهاية حكم عائلة الأسد الذي استمر خمس عقود ونصف. هنا لمحة عن أبرز المحطات التي مرت بها سوريا منذ بدء حكم عائلة الأسد وحتى نهايته.
صورة من: Hussein Malla/AP/dpa/picture alliance
نهاية حقبة حكم بيت الأسد
8 ديسمبر/ كانون الأول، 2024 نقطة فاصلة في تاريخ سوريا.. فقد أسقطت المعارضة المسلحة نظام الرئيس بشار الأسد، الذي أضطر لترك منصبه وغادر دمشق إلى مكان مجهول، وذلك على وقع الأحداث المتسارعة التي بدأت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
صورة من: Iranian Presidency Office/ZUMAPRESS/picture alliance
هجوم المعارضة المسلحة
في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2024، اعتبر الأسد هجوم المعارضة المسلحة، الذي بدأ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، "محاولة لتقسيم المنطقة وتفتيت دولها، وإعادة رسم الخرائط من جديد"، بيد أن هذه المزاعم لم تجد هذه المرة.
صورة من: Bakr Alkasem/AFP/Getty Images
حرب أهلية دموية مدمرة
أتى سقوط نظام بشار الأسد بعد أكثر من 13 عاما على بدء انتفاضة شعبية في خضم "الربيع العربي"، والتي تحولت إلى حرب أهلية دموية أسفرت عن مقتل أكثر 300 شخص ما بين 2013 و2021، بحسب الأمم المتحدة، وفرار الملايين إلى خارج البلاد أو نزوجهم داخل البلاد.
صورة من: Bulent Kilic/AFP/Getty Images
تهاوي سلطة بشار
تمسك بشار الأسد بالسلطة وقاوم بشرسة الاحتجاجات الشعبية والدعوات الدولية للتنحي عن السلطة، مستعينا بدعم عسكري من روسيا وإيران وحزب الله. لكن عندما تخلت عنه هذه الأطراف لم يكن أمامه سوى الفرار.
صورة من: Orhan Qereman/REUTERS
تراجع الدعم العسكري الروسي
كان للدعم العسكري الروسي المباشر لبشار ألأسد دورا في صموده خلال الحرب الأهلية، لكن بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجنب مواصلة دعم الأسد أمام هجوم المعارضة المسلحة، كونه بوتين لديه جبهة حرب أخرى مفتوحة في أوكرانيا.
صورة من: Valeriy Sharifulin/IMAGO/SNA
احتجاجات تحولت إلى نزاع دامٍ!
في العام 2011، لحقت سوريا بركب الثورات في دول عربية عدة، أبرزها مصر وتونس، في ما عُرف بـ"الربيع العربي". ومع اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظامه، قمع الأسد المتظاهرين السلميين بالقوة، وتحولت الاحتجاجات نزاعاً دامياً، سرعان ما تعددت جبهاته والضالعين فيه. وأودى النزاع المستمر بأكثر من 388 ألف شخص وهجّر وشرّد الملايين داخل البلاد وخارجها، وسوّى مناطق كاملة بالأرض.
صورة من: AFP/O. H. Kadour
بقاء على رأس السلطة بدعم روسي
في سنوات النزاع الأولى، فقدت قوات الحكومة السورية سيطرتها على مساحات واسعة من سوريا بينها مدن رئيسية. لكن وبدعم عسكري من حلفائها، إيران ثم روسيا، استعادت القوات الحكومية تدريجيًا نحو ثلثي مساحة البلاد، إثر سياسة حصار خانقة وعمليات عسكرية واسعة ضد الفصائل المعارضة والتنظيمات الجهادية. ولعب التدخل الجوي الروسي منذ خريف 2015 دوراً حاسماً في تغيير موازين القوى لصالح دمشق.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
الوصول إلى الحكم عبر التوريث
2000، ورث بشار الأسد الحكم عن والده الراحل، حافظ الأسد، الذي حكم سوريا من خلال زعامة حزب البعث الموجود في السلطة منذ أكثر من خمسين عاما. أصبح بشار الأسد، وهو في الرابعة والثلاثين من العمر، رئيسا عن طريق استفتاء لم يشهد أي معارضة.
صورة من: Louai Beshara/AFP
تولي الحكم بعد انقلاب "الحركة التصحيحية"
في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 1970، نفّذ حافظ الأسد الذي كان يتولّى منصب وزير الدفاع انقلاباً عسكرياً عُرف بـ"الحركة التصحيحية" وأطاح برئيس الجمهورية حينها نور الدين الأتاسي. في 12 آذار/مارس 1971، انتخب الأسد الذي كان يترأس حزب البعث العربي الاشتراكي، رئيساً للجمهورية ضمن انتخابات لم ينافسه فيها أي مرشح آخر. وكان أول رئيس للبلاد من الطائفة العلوية التي تشكل عشرة في المئة من تعداد السكان.
صورة من: AP
"حرب تشرين"
في السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1973، شنّت مصر وسوريا هجوماً مفاجئاً على إسرائيل من جهة قناة السويس غرباً، ومرتفعات الجولان شرقاً، في محاولة لاستعادة ما خسره العرب من أراض خلال حزيران/يونيو 1967، لكن تمّ صدهما. في أيار/مايو 1974، انتهت الحرب رسمياً بتوقيع اتفاقية فضّ الاشتباك في مرتفعات الجولان.
صورة من: Getty Images/AFP/GPO/David Rubinger
علاقات دبلوماسية بين واشنطن ودمشق!
في حزيران/يونيو 1974، زار الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون دمشق، معلناً إعادة إرساء العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، بعدما كانت مجمّدة منذ العام 1967. في الصورة الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون مع وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأمريكي وقتها هنري كيسينجر.
صورة من: AFP/Getty Images
هيمنة على لبنان
في 1976 تدخّلت القوات السورية في الحرب الأهلية اللبنانية بموافقة أمريكية، وبناء على طلب من قوى مسيحية لبنانية. وفي 1977، بدأت المواجهات بين القوات السورية، التي انتشرت في معظم أجزاء البلاد ما عدا المنطقة الحدودية مع إسرائيل، وقوات مسيحية احتجت على الوجود السوري. وطيلة ثلاثة عقود، بقيت سوريا قوة مهيمنة على المستوى العسكري في لبنان وتحكمت بكل مفاصل الحياة السياسية حتى انسحابها في العام 2005.
صورة من: AP
قطيعة بين دمشق وبغداد!
في العام 1979، تدهورت العلاقات بين سوريا والعراق، اللذين حكمهما فرعان متنافسان من حزب البعث العربي الاشتراكي، بعد اتهام الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين الوافد حديثاً إلى السلطة، دمشق بالتآمر. وقطعت بغداد علاقتها الدبلوماسية مع دمشق في تشرين الأول/أكتوبر 1980، بعدما دعمت الأخيرة طهران في حربها مع العراق. في الصورة يظهر الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين (يسار) مع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد (وسط).
صورة من: The Online Museum of Syrian History
"مجزرة حماه"
في شباط/فبراير 1982، تصدّى النظام السوري لانتفاضة مسلّحة قادها الإخوان المسلمون في مدينة حماه (وسط)، وذهب ضحية ما يعرف بـ"مجزرة حماه" بين عشرة آلاف وأربعين ألف شخص. وجاء ذلك بعد قرابة ثلاث سنوات من هجوم بالرصاص والقنابل اليدوية على الكلية الحربية في مدينة حلب، أسفر عن مقتل ثمانين جندياً سورياً من الطائفة العلوية. وتوجّهت حينها أصابع الاتهام إلى الإخوان المسلمين بالوقوف خلف الهجوم.
صورة من: picture alliance /AA/M.Misto
محاولة انقلاب فاشلة
في تشرين الثاني/نوفمبر 1983، أصيب الأسد بأزمة قلبية نقل على إثرها إلى أحد مشافي دمشق. ودخل في غيبوبة لساعات عدّة، حاول خلالها شقيقه الأصغر رفعت الاستيلاء على السلطة عبر انقلاب فاشل، قبل أن يستعيد الأسد عافيته. وبعد عام، أُجبر رفعت على مغادرة سوريا. الصورة لحافظ الأسد (يمين) مع أخيه رفعت.
صورة من: Getty Images/AFP
تقارب مع الغرب!
بدأ الجليد الذي شاب علاقات سوريا مع أمريكا والغرب بالذوبان، عقب انهيار الاتحاد السوفياتي. انضمت سوريا إلى القوات متعددة الجنسيات في التحالف الذي قادته أمريكا ضد صدام حسين بعد غزو العراق للكويت. وفي تشرين الأول/أكتوبر 1994، زار الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الأسد في دمشق. بعد أربع سنوات، زار الأسد فرنسا في أول زيارة له إلى بلد غربي منذ 22 عاماً، واستقبل بحفاوة من نظيره الفرنسي جاك شيراك.
صورة من: Remy de la Mauviniere/AP Photo/picture alliance
الابن يخلف أباه في الرئاسة!
توفي الأسد في 10 حزيران/يونيو 2000، عن عمر ناهز 69 عاماً، وكان شيراك الرئيس الغربي الوحيد الذي حضر جنازته.
وبعد شهر، تولّى نجله بشار السلطة، بعد تعديل دستوري سمح له بالترشّح. وحاز في استفتاء لم يضم أي مرشح آخر سواه على 97 في المئة من الأصوات.
صورة من: picture-alliance/dpa
انفتاح نسبي ولكن..!
بين أيلول/سبتمبر 2000 وشباط/فبراير 2001، شهدت سوريا فترة انفتاح وسمحت السلطات نسبياً بحرية التعبير. في 26 أيلول/سبتمبر 2000، دعا نحو مئة مثقّف وفنان سوري مقيمين في سوريا السلطات إلى "العفو" عن سجناء سياسيين وإلغاء حالة الطوارئ السارية منذ العام 1963. لكنّ هذه الفسحة الصغيرة من الحرية سرعان ما أقفلت بعدما عمدت السلطات إلى اعتقال مفكرين ومثقفين مشاركين في ما عُرف وقتها بـ"ربيع دمشق". م.ع.ح/م.ع/ع.ج.م