بعد توقف الاجتماعات الرسمية بينهما في أعقاب الأزمة الأوكرانية، يلتقي بوتين وأوباما في نيويورك لعقد مباحثات تتركز على الأزمة السورية. يأتي هذا فيما وردت أنباء حول استخدام سوريا لمقاتلات روسية جديدة ضد "داعش".
إعلان
أعلن الكريملين اليوم الخميس (24 أيلول/سبتمبر 2015) أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي الاثنين القادم نظيره الأمريكي باراك أوباما على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حيث سيلقي كل منهما كلمة. وسيكون هذا اللقاء، هو الاجتماع الرسمي الأول بين الرجلين منذ لقائهما في حزيران/يونيو 2013 على هامش قمة مجموعة الثماني في أيرلندا الشمالية.
ومنذ ذلك الحين، منعت قضية إدوارد سنودن والأزمة الأوكرانية عقد أي قمة بين رئيسي الدولتين. ووفقا لمصادر الكرملين فإن القضية السورية ستتصدر مباحثات أوباما وبوتين، علاوة على إمكانية بحث الأزمة في أوكرانيا "إذا سمح الوقت"، بحسب المصادر.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "اتفقنا على عقد لقاء مع أوباما"، وذلك بينما تتهم واشنطن، موسكو الحليفة الأساسية للنظام السوري، بتعزيز وجودها العسكري في سوريا.
من جانبه قال البيت الأبيض إن محادثات أوباما وبوتين قد تضع أساسا لتنسيق أفضل بين أمريكا وروسيا بشأن سوريا.
على صعيد منفصل قال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم إن قوات الحكومة السورية استخدمت طائرات حربية تسلمتها من روسيا في الآونة الأخيرة في قصف مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بمحافظة حلب في شمال سوريا في محاولة لكسر حصار على قاعدة جوية قريبة.
وتعزز روسيا قوة حليفتها دمشق بمساعدات عسكرية، يقول مسؤولون أمريكيون إنها تشتمل على مقاتلات وطائرات هليكوبتر حربية ومدفعية وقوات برية.
وأضاف المرصد الذي يقع مقره في بريطانيا أن الضربات الجوية التي بدأت في وقت سابق هذا الأسبوع صاحبتها هجمات برية قرب قاعدة كويرس الجوية شرقي محافظة حلب حيث تواجه القوات الحكومية حصارا منذ فترة. وأشار المرصد إلى أن الطائرات الروسية وصلت في الآونة الأخيرة إلى سوريا ويقودها طيارون سوريون. وعبرت دول غربية كثيرة عن قلقها من الدعم العسكري الروسي المتزايد للرئيس السوري بشار الأسد الذي تعارضه، لكن تنامي قوة عدو مشترك متمثل في تنظيم "الدولة الإسلامية" جعل الانقسامات أقل وضوحا.
في الوقت نفسه قالت مصادر مطلعة اليوم إن الأطراف المتحاربة في سوريا توصلت لاتفاق تحت إشراف الأمم المتحدة بشأن مصير قريتين في الشمال الغربي ومدينة على الحدود اللبنانية وذلك مع صمود هدنة في المنطقة.
وقال المصادر القريبة من المحادثات إن الاتفاق اشتمل على سحب مقاتلي المعارضة المتحصنين في المنطقة التي تسيطر قوات الحكومة على معظمها بالقرب من لبنان وإجلاء المدنيين من قريتين شيعيتين تخضعان لحصار مقاتلي المعارضة في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا. وسيتم تنفيذ الاتفاق على مدى ستة أشهر ستراعى خلالها هدنة ممتدة في المناطق وسيبدأ إجلاء الجرحى من الجانبين يوم الجمعة.
توازنات المصالح قد يحسمها الوفاق الإيراني الدولي
بعد سنوات من الجدل والمفاوضات الحثيثة، تتفاوض ايران في فينا عاصمة النمسا مع مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين +ألمانيا) في محادثات يفترض أن تنتهي مهلتها في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2014.
صورة من: Reuters
تصاعدت حدة التوتر في فيينا خلال المفاوضات حول الملف النووي الإيراني . روسيا ومنذ بداية التسعينات أمدت إيران عبر شركاتها بمكونات مفاعلاتها النووية، موظفة كل الملف لتحقيق مكاسب على حساب الغرب .
صورة من: tabnak
مع تراجع شعبيته إلى أدنى مستوياتها في استطلاعات الرأي، وتحقيق خصومه الجمهوريين فوزا واضحا، في مجلس الشيوخ، بات الرئيس الأمريكي باراك أوباما يبحث عن انطلاقة جديدة، وهو يأمل في تحقيق نتائج ملموسة حول الملف النووي الإيراني فيما توعدت المعارضة الجمهورية بإفشال أي اتفاق قد يكون "ضعيفا وخطيرا".
صورة من: Reuters/Bourg
مفاعل أراك النووي الذي يعمل بالماء الثقيل ، والذي لايزال قيد الإنشاء. تسعى إيران من خلال امكاناته الى الحد من كمية البلوتونيوم المستخدم في التخصيب النووي، بينما يريد الغربيون أن تتخلى إيران عن المشروع بشكل كامل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Forutan
التوصل لاتفاق يعد تأكيدا للدور الألماني الذي دعا مرارا إلى التفاوض لإنهاء الأزمة، وتأكيدا للبيان الذي أطلقته ألمانيا والدول الخمس دائمة العضوية، والذي ينص على السعي لحل القضية النووية الإيرانية من خلال المفاوضات داعيا دائما إيران إلى قبول "حزمة الحوافز" المقدمة دوليا.
صورة من: picture alliance/dpa
إبرام اتفاق بين ايران والمجموعة الدولية و رفع الحظر عن النفط الإيراني سيؤدي إلى إنعاش اقتصاد هذا البلد وسيفتح الطريق أمام تطبيع العلاقات بين إيران والغرب ويتيح لإيران إمكانية الوصول إلى مبالغ ضخمة من الأرصدة المجمدة وإمكانية ممارسة التجارة بحرية مع العالم.
صورة من: Reuters/Leonhard Foeger
احتمالية الوصول إلى اتفاق قد توجه ضربة شديدة الى السياسة السعودية الإقليمية، فالسعودية تخشى كما يرى بعض المحللين أن الاتفاق سيكون مقدمة لرفع الضغوط السياسية والاقتصادية عن إيران، وإعادة تأهيلها إقليمياً، ما يعني اختلالا في التوازن السياسي لصالح إيران، وإطلاقا ليدها في كل من العراق وسوريا ولبنان.
صورة من: STR/AFP/Getty Images
يرجّح المراقبون أن انتخاب حسن روحاني رئيسا لإيران، قد عزز من فرص انهاء المفاوضات ايجابيا ،كما أن حجم الأعباء التي ألقتها العقوبات الغربية بانكماش الاقتصاد وارتفاع معدلات البطالة، ساهمت في تليين مواقف الجانب المتشدد في إيران والذي رفض باستمرار أي تسوية سياسية.
صورة من: jamnews
حذرت الحكومة الإسرائيلية من "اتفاق سيئ" مع إيران وأكدت الاحتفاظ "بجميع الخيارات" للدفاع عن نفسها إزاء تهديدات القدرات النووية الإيرانية. والواضح أن نتنياهو يستهدف الضغط باتجاه تجريد إيران من قدرات التخصيب في الاتفاق النهائي بشكل كلي.
صورة من: AFP/Getty Images/G. Tibbon
يبقى الباب مفتوحا أمام تعاون إيراني - صيني متجدد بسبب الحاجة الصينية المستمرة للطاقة، وتتعزز هنا أهمية إيران كونها رابع أكبر منتج للنفط وثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم، من هنا دابت الصين على الاعلان عن تأييدها لحق إيران في الحصول على مفاعل نووي لأغراض سلمية. الكاتب: علاء جمعة