1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سوريا: "تسخين" جبهة الجولان- مناورة أم تهديد حقيقي؟

ابتسام فوزي٢٩ أغسطس ٢٠١٤

الجولان من المناطق الحساسة التي يمكن أن يؤدي تصاعد الموقف فيها لردود فعل سريعة وغير متوقعة. يرفض الغرب التعاون مع الأسد بهدف التصدي للجماعات المتشددة فهل يتغير الوضع إذا صارت إسرائيل في مرمى نيران هذه الجماعات؟

Blick von Golanhöhen auf Israel Syrien Rauch Kämpfe Grenzübergang 28.08.2014
صورة من: AFP/Getty Images

رغم حرص العديد من قادة الدول الغربية التشديد على أن اتساع نطاق مخاطر ما يعرف بـ"تنظيم الدولة الإسلامية" لن يضطرهم للتعامل مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلا أن الأمور ربما تأخذ منعطفا جديدا بعد سيطرة جبهة النصرة على معبر القنيطرة على الشريط الفاصل مع الجولان السوري وبالتالي دخول عنصر آخر لدائرة المواجهات وهو إسرائيل الأمر الذي قد يتطلب إعادة لبعض الحسابات.

وتمثل سيطرة جبهة النصرة على معبر القنيطرة، تطورا جديدا لاسيما وأن مرتفعات الجولان لم تشهد حوادث كبيرة منذ بداية الأزمة السورية عام 2011 إذ لم يخرج الأمر غالبا عن نطاق حوادث محدودة استخدمت فيه أسلحة خفيفة.

وبالرغم من أن إسرائيل، التي تستحوذ على نحو ثلثي مساحتها منذ عام 1967، لا تحتاج لفتح جبهة جديدة عليها خاصة في الوقت الحالي إلا أن التجارب السابقة للتوترات التي شهدتها هذه المنطقة الاستراتيجية تؤكد أن إسرائيل لن تتورع في الرد حال تم استهدافها من الأراضي السورية، كما يقول المحلل الإسرائيلي إيلي نيسان لـDW:"لن تسمح إسرائيل بإطلاق النار تجاهها سواء من قبل الجيش السوري أو جبهة النصرة أو أي فصائل أخرى..سترد إسرائيل بصرامة على أي اعتداء على امتداد الحدود".

مشاركة العديد من الجهات في السيطرة على معبر القنيطرة ومن بينها الجيش الحر مسألة تجعل الباحث الألماني مينو برويشافت، من مركز العلوم الإسلامية بمدينة مونستر، يستبعد تصاعد حدة الوضع بين جبهة النصرة أو غيرها من الجماعات المتشددة وبين الجيش الإسرائيلي في الوقت الراهن لا سيما وأن هذه الجماعات تركز بشكل أكبر على فرض سيطرتها داخل الأراضي السورية كما أن الجيش الحر غير معني في المقام الأول بتحدي إسرائيل إذ يرى أن عدوه الأول موجود على الأراضي السورية.

أطلق الأسد قبل عامين سراح مئات الإسلاميين ومن بينهم قيادات سلفيةصورة من: Reuters/Syria TV

أخف الشرور؟

عندما أطلق الأسد في عام 2012 سراح مئات الإسلاميين ومن بينهم قيادات جماعات سلفية، اعتبر بعض المحللين هذه الخطوة بمثابة رسالة من نظام الأسد يقول من خلالها للسوريين وللعالم كله إن البديل عنه سيكون أسوأ. دموية جرائم ما يعرف بـتنظيم "الدولة الإسلامية"جذبت اهتمام الإعلام العالمي بعيدا عما يحدث في سوريا وهو أمر يصب بشكل أو بآخر في مصلحة الأسد كما يرى برويشافت أن الأسد هو "الفائز" من تحول الاهتمام إلى جرائم أطراف أخرى في حين يواصل هو جرائمه. لكن برويشافت يرى أن هذه التطورات لا تعني أن الأسد لن يدفع ثمن أفعاله وأضاف لـ DW:"السؤال هو كيف ستكون نهايته، مثل القذافي أم مثل حسني مبارك؟ الأيام هي التي ستجيب عن هذا السؤال".

ويرفض برويشافت التعامل مع الأسد كـ"أخف الشرور" مقارنة بجرائم تنظيم "الدولة الإسلامية" ويعتبر الأسد "أساس كل الشرور" منبها إلى أن المجتمع الدولي أدرك أن التعامل السلبي مع الملف السوري لن يحل شيئا.

أما بالنسبة لإسرائيل والتي كانت تنتقد دوما تعاون دمشق مع حزب الله اللبناني، فإنها ترى أن النظام السوري بالرغم من ذلك حافظ على استقرار الحدود بين إسرائيل وسوريا عبر السنوات الماضية وفقا لنيسان الذي أضاف:"استمرار النظام السوري أفضل بالنسبة لإسرائيل من داعش وغيرها من الفصائل المتشددة".

جرائم داعش جذبت اهتمام الإعلام العالمي وحولته عن متابعة الوضع السوري الداخليصورة من: Reuters

خيارات التعاون

الموقف الغربي تجاه ما يحدث في سوريا تغير كثيرا على ضوء التغيرات التي شهدتها الأحداث ويمكن لمن يراقب الوضع الراهن ملاحظة أن عبارات مطالبة الأسد بالرحيل بدأت تختفي، وهو ما يبرره المحلل الإسرائيلي إيلي نيسان بأن الغرب أدرك مع هذه التطورات أن النظام السوري أفضل من تنظيم الدولة الإسلامية.

وبالرغم من أن استبعاد فرنسا وبريطانيا التعاون مع الأسد وتصريحات الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند المؤكدة أنه لا يمكن "الاختيار بين نظامين همجيين"، إلا أن الخبير إيلي نيسان يرى أن خيار التدخل في سوريا غير مستبعد لكن دون أي اتصال مباشر مع الأسد.

ويوضح نيسان أن ثمة تعاون غير مباشر ودون التعاطي مع نظام الأسد الذي فقد شرعيته في عين الغرب ويضيف المحلل:"ثمة طلعات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية سواء في العراق أوسوريا دون تنسيق مع النظام السوري".

وفي الوقت الذي يؤكد الساسة الأوروبيون دوما أن نظام الأسد هو من يتحمل مسؤولية ما يحدث في سوريا ويرون فيه نظاما فقد شرعيته ولا يمكن التعاون معه، لكن هذا لا يمنع وجود خيارات محدودة للتعاون كما يرى الخبير برويشافت الذي يقول:" ثمة خيارات ممكنة للتعاون لأنه سبق وحدث بالفعل أثناء التفاوض مع الأسد بشأن تدمير ترسانة الاسلحة الكيماوية السورية". ويرى الخبير الألماني أن التعاون المستبعد تماما هو التعاون المادي أو دعم نظام الأسد بالسلاح أو ما شابه.

هل يلجأ الغرب لأشكال تعاون غيرمباشرة مع النظام السوري رغم استبعاده التام مسألة التعاون مع الأسد؟صورة من: Reuters

المخرج المناسب؟

أما السياسي اللبناني القريب من دمشق، ناصر قنديل فيرى أن اقتراح وزير الخارجية السوري ونظيره الروسي بشأن تشكيل جبهة دولية إقليمية لمواجهة الإرهاب مع ترك الشؤون الداخلية للدول، يمكن أن يكون مخرجا مناسبا من الوضع الراهن.

وأضاف قنديل في تصريحات لـ DW:"سوريا مستعدة لأن تكون جزءا من معادلة دولية إقليمية لها شرعية واحدة لحمل السلاح وهي التصدي للإرهاب..من يعتقد أن بوسعه مواجهة الدولة والإرهاب في آن واحد فهو واهم وعليه الانتظار لإدراك خطأ هذا التفكير".

من ناحية أخرى، لا يمكن للغرب التفكير في مخاطر تنظيم "الدولة الإسلامية" دون الوضع في الاعتبار المخاطر المحتملة للعناصر الغربية العديدة التي انضمت للتنظيم والتي جاءت من دول غربية مثل بريطانيا وأستراليا وهو أمر يثير قلق حكومات الغرب حال عودة هذه العناصر مرة أخرى لبلادها الأصلية.

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW