1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سوريا تقاوم الضغوط الدولية من خلال البحث عن مظلة عربية

سوريا تبادر بخطوات تشمل الانسحاب من لبنان، لكن الإدارة الأمريكية غير مقتنعة بجدواها، في وقت تتوالى الاتهامات لسوريا من كل حدب وصوب وبشكل غير مسبوق. النظام السوري يبحث عن مظلة عربية مع أن الواقع يفرض معطيات مغايرة تماما.

متظاهرون لبنانيون يطالبون بانسحاب سورية من بلدهمصورة من: AP

يشهد الضغط الدولي على سوريا مستوى جديداً من التصعيد، بما يوحي بأن شيئاً ما يخص لبنان يوشك على الحدوث. فلقد تصاعدت نغمات التحذير من كافة الاتجاهات وكأنها آلات موسيقية في فريق سيمفوني يعزف لحناً واحداً على نفس الوتر. وحملت وكالات الأنباء في اليومين الماضيين طوفاناً من البيانات المتشابهة أصدرتها مختلف الأطراف الدولية المعنية بشأن الشرق الأوسط، تطالب بالخروج الفوري للقوات السورية من لبنان، ووضع حد للنفوذ السوري فيها. حتى أن الإدارة الأمريكية ألمحت في سابقة ذات مغزى أنها على استعداد لإرسال قوات لسد الفراغ الذي قد ينجم عن انسحاب القوات السورية.

ويبدو أن المناخ أصبح مهيئاً للمزيد من الأصوات المنادية بالخروج السوري بعد نجاح المعارضة اللبنانية في إسقاط الحكومة ويبدو أنها الآن في في طريقها لإسقاط رئيس الجمهورية. ففي حديث له مع إذاعة دويتشه فيله ضم وزير الخارجية اللبناني السابق فارس بويز صوته لصوت الزعيم المعارض وليد جنبلاط والمنادي برحيل رئيس الجمهورية الحالي السيد إميل لحود، قائلاً أنه من الصعب على الحكم الحالي أن ينجح في إدارة حوار وطني، فهو مرتبط بالظروف التي أتت به، وأضاف أن طلب الاستقالة يأتي في سياق مساعي الإصلاح المطلوبة على مستوى البلاد.

ضغوط دولية من كافة الاتجاهات

كوندوليزا رايسصورة من: AP

لم تعد الضغوط الأمريكية على دمشق تتعلق بحادثة اغتيال الحريري بل تعدتها إلى اتهامات بالضلوع غير المباشر في التفجير الانتحاري الأخير في تل أبيب. فقد أشارت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس يوم الثلاثاء إلى قيام اسرائيل بتقديم "أدلة دامغة" تثبت أن جماعة الجهاد الإسلامي تلقت دعماً من سوريا في التخطيط للتفجير الانتحاري في تل أبيب الأسبوع الماضي، الا أنها أضافت: "لا نعرف مدى التورط السوري لكن ما يحدث على أرض سوريا وفي دمشق وحولها يهدد بوضوح نمط الشرق الأوسط المختلف الذي نسعى إلى إيجاده".

وفي مؤتمر صحفي عقدته مع ميشيل بارنييه وزير الخارجية الفرنسي على هامش اجتماع لندن يوم الثلاثاء، قالت رايس رداً على سؤال حول نشر قوات للأمم المتحدة للحيلولة دون حدوث فراغ أمني في لبنان: "ليس هناك محادثات مفصلة في هذا الشأن، لكن من المحتمل ارسال قوات تساعد في حفظ الأمن هناك ". وصرح بارنييه في المؤتمر الصحافي: "لا يمكن أن تكون هناك أية ذرائع أو مبررات للامتناع عن تنفيذ القرار 1559. إن القرار يطالب بسيادة لبنان وانسحاب القوات والأجهزة الأجنبية. على سوريا أن تدرك أننا جادون في طلب تنفيذه".

شرودر أثناء جولته الخليجيةصورة من: dpa

وفي قطر طالب المستشار الألماني شرودر بخروج القوات السورية من لبنان والامتثال لقرار مجلس الأمن رقم 1559. وفي موسكو، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر ياكوفينكو بأهمية تطبيق قرار مجلس الأمن وخروج القوات السورية من لبنان للوصول إلى تسوية عادلة في الشرق الأوسط. ومن ناحيته صرح رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في مقابلة له مع جريدة "جارديان" أن العالم يراقب سوريا عن كثب، وإنه يجب على دمشق أن تفي بالتزامات معينة في وقت يشهد تغييراً في الشرق الأوسط. وأضاف: "أسباب القلق بشأن سوريا معروفة جيداً".

بوادر سورية في مقدمتها الانسحاب

يبدو أن الانسحاب السوري من لبنان غدا وشيكاً، فقد أعلن الرئيس بشار الأسد أثناء مقابلة له أجرتها مجلة "تايمز" أن سوريا ستسحب قواتها خلال الشهور القادمة. لكنه رفض أن يحدد جدولاً زمنياً لانسحاب القوات السورية قائلاً إنه يتوقف على اعتبارات فنية لا سياسية، وأضاف: "إعادة الجيش إلى بلاده يحتاج إلى إعداد. ينبغي أن تجهز أماكن لمرابطة القوات". يذكر أن لسوريا 14 ألف جندي في لبنان يرابطون هناك منذ اندلاع الحرب الأهلية، وقد أوضح الأسد في المقابلة أهمية الوجود السوري في لبنان قائلاً: "بعد اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982 اقتربت قواتها جداً من دمشق الأمر الذي أجبر سوريا على تعزيز قواتها على امتداد الحدود مع لبنان. فهناك عاملان ينبغي أخذهما في الاعتبار عند الانسحاب: الأول هو الأمن في لبنان، والثاني هو حماية الحدود السورية".

جانب من الاعتصامات اللبنانيةصورة من: AP

وقد سبق المقابلة اجتماع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع مع كبار المسئولين المصريين والسعوديين في مطلع الأسبوع فيما يبدو محاولة لتخفيف الضغط الأمريكي والحصول على مظلة عربية للمطالب السورية. ثم قام وزير الخارجية السوري بزيارة قصيرة إلى الرياض الاثنين حيث ابلغ المسئولين السعوديين بعزم بلاده جدولة انسحابها من لبنان. وصرح أن سوريا ستعمل على جدولة انسحاب قواتها من لبنان في إطار اتفاق الطائف بالاتفاق والتنسيق مع السلطات اللبنانية. وفي الأسبوع الماضي أعلنت سوريا عن رغبتها في التعاون مع الأمم المتحدة لإيجاد سبيل لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1559 الداعي لانسحاب القوات الأجنبية من لبنان. كما وافقت أمس الاثنين على إعادة شريط كبير من الأراضي الواقعة على الحدود للأردن لتبدأ عهدا جديدا مع عمان بعد عقود من التوغلات داخل أراضيها. وقال محللون إنها قد تساعد أيضا واشنطن على الجبهة العراقية مقابل تخفيف الضغط الأمريكي بشان لبنان. وأضافوا أن سوريا تبدو أكثر اقتناعا بتنفيذ القرار 1559 ولكنها تريد منحه غطاءا عربيا.

تصلب أمريكي

يبدو أن الضغوط الدولية وخاصة الأمريكية لا تتوقف فقط عند الشأن السوري - اللبناني ولكنها تتجاوزه إلى وضع علامات استفهام حول النظام السوري والرغبة في إدخال تعديلات جذرية في النظام الحاكم هناك. فرغم الإشارات المتلاحقة من الجانب السوري، لم تتوقف حملة الضغط الأمريكية على سوريا، فلقد سارع السناتور الجمهوري النافذ رتشارد لوجار رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الى الاعلان أن المجتمع الدولي سيصر على تسريع وتيرة ذلك الجدول الزمني. كذلك قدر السناتور الديمقراطي البارز بلجنة العلاقات الخارجية جوزيف بايدن أن لسوريا 500 من رجال الأمن في لبنان وقال أنهم يديرون في واقع الأمر الحكومة اللبنانية، وأضاف قائلا: "يجب أن يخرجوا هم أيضاً".

بيروت والمستقبل المجهولصورة من: laif/Sasse

وفي هذا السياق طالبت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس سوريا في تصريحات نشرت اليوم الأربعاء بألا تظل عامل عدم استقرار في المنطقة. وقالت رايس في مقابلة مع صحفيين عرب في لندن ونشرتها صحيفة الحياة إنه لا توجد مشكلة ثنائية بين الولايات المتحدة وسوريا إنما بين سوريا وشعوب المنطقة التي بدأت خطوات على طريق الديمقراطية. وتابعت قائلة: "على سوريا أن تأخذ خيارا استراتيجيا. وهذا الخيار الاستراتيجي هو: هل تريد أن تبقى عامل عدم استقرار وعاملا سلبيا في شرق أوسط يتغير بشكل سريع؟"

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW