1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سوريا: حصيلة ثقيلة في "جمعة التحدي" والاتحاد الأوروبي يشدد عقوباته

٦ مايو ٢٠١١

تحدى المحتجون السوريون قرار وزارة الداخلية وخرجوا للتظاهر في ما أسموه بجمعة التحدي، واعتقل المعارض رياض سيف وهو من موقعي إعلان دمشق في وقت يلوح فيه النظام بالورقة الطائفية كفزاعة ضد مطالب التغيير التي يرفعها المتظاهرون

اتساع حجم الاحتجاجات في سوريا رغم تهديدات قوات الأمن.صورة من: AP

واصل معارضو النظام السوري التظاهر في إطار جمعة التحدي مطالبين بالحرية وبإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. وفي حوار مع دويتشه فيله أكد رضوان زيادة، مدير مركز دمشق لحقوق الإنسان المقيم في واشنطن، نبأ اعتقال المعارض البارز رياض سيف، وقال بهذا الصدد "لقد تحدثت معي زوجته وأكدت لي اعتقاله في مظاهرة الميدان أمام جامع الحسن في دمشق". ويذكر أن سيف يلعب دورا أساسيا في التنسيق بين قوى المعارضة في إطار "المبادرة الوطنية للتغيير". ويعتبر رياض سيف من أبرز الشخصيات المناهضة للنظام السوري ومن الموقعين على إعلان دمشق. كما قضى سنوات من السجن خصوصا بعد كشفه لفضيحة فساد تورط فيها رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد كما أوضح لنا ذلك رضوان زيادة.

ازدياد زخم المظاهرات رغم تهديدات النظام

رغم الانسحاب الجزئي لقوات الأمن من درعا فإن الحصار لا يزال مستمرا في العديد من المدن السورية. كما زاد زخم المظاهرات عدديا ولكن أيضا من حيث الشعارات. فقد رفع المحتجون من سقف مطالبهم، فبعدما كانوا يطالبون في البداية بإلغاء حالة الطوارئ والإفراج عن المعتقلين وإنهاء هيمنة حزب البعث، أصبحوا اليوم يصرون على إسقاط النظام. ولم تنجح حملات التخويف من تني المتظاهرين عن الخروج إلى الشارع كما أوضح ذلك رضوان زيادة بقوله "هذا اليوم (جمعة التحدي) دليل على أن الحملة الأمنية التي شنتها السلطات في درعا وغيرها، لم تنجح في وقف المظاهرات. الحشود خرجت بالآلاف رغم تهديدات النظام بالعقاب الجماعي".

ميدانيا بدأ الجيش السوري الانسحاب من مدينة درعا، غير أن قوات الأمن واصلت حملة اعتقالاتها خصوصا في سقبا قرب دمشق حيث تم توقيف 300 شخص، من بينهم مشايخ بحسب ناشط وشاهد عيان. من جهته أكد عمار القربي رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان لوكالة الأنباء الفرنسية أن 21 محتجا على الأقل قتلوا اليوم، 15 منهم في مدينة حمص بوسط البلاد.

رضوان زيادة: النظام السوري يلوح بفزاعة الطائفية لتخويف الناس من التغيير.صورة من: AP

وقد نشر موقع "الثورة السورية 2011" الذي أنشأه ناشطون شبان بيانا تحت عنوان "جمعة التحدي 6 أيار/مايو 2011، سوريا، الحرية قريبة، الشعب يريد إسقاط النظام". وأجمعت منظمات غير حكومية على أن قمع الحركة الاحتجاجية أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 600 شخص غالبيتهم في درعا معقل الحركة الاحتجاجية. فيما وصل عدد المعتقلين إلى ثمانية ألف شخص منذ بداية الاحتجاجات حسب ما أكده رضوان زياده لدويتشه فيله.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد رفع في 21 نيسان /أبريل حالة الطوارئ التي كانت سارية في سوريا منذ نحو خمسين عاما، غير أن القمع تواصل فارتفع معه سقف مطالب المتظاهرين الذين يشككون في إرادة الإصلاح لدى النظام كما أوضح ذلك رضوان زياده بقوله "في البداية ووجهت المطالبة بالإصلاح ورفع حالة الطوارئ بقتل الناس، فالإصلاحات في حاجة إلى إرادة جادة وهذا ما لا يمتلكه النظام السوري".

عقوبات أوروبية وتساؤلات حول دور الجيش

رضوان زيادة مدير مركز دمشق لحقوق الإنسان.صورة من: Radwan Ziadeh

أمام تفاقم الأوضاع الأمنية في سوريا والاستهداف المنهجي للمتظاهرين السلميين هناك، وافق الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة على فرض عقوبات على 14 قياديا سوريا لدورهم في "قمع حكومي عنيف للمحتجين". ويتعلق الأمر بتجميد أرصدتهم المالية وحظر السفر عليهم، غير أن الرئيس السوري بشار الأسد لم يكن من بينهم عكس ما كان متوقعا، ولم تشمل القائمة أيضا اسم وزير الدفاع السوري. ويأتي هذا الإجراء من جانب الاتحاد بعد قرار أوروبي صدر الأسبوع الماضي بفرض حظر على تصدير السلاح إلى سوريا. ويذكر أن الولايات المتحدة ذهبت بدورها في نفس الاتجاه ودعت إلى وقف العنف والعودة إلى الحوار. وبهذا الصدد اعتبر رضوان هذه الخطوات ايجابية وطالب بـ "موقف دولي موحد لفرض عقوبات على المسؤولين عن قمع المتظاهرين" وأضاف زيادة أن "الرئيس مسؤول أيضا عن الوضع".

صورة من: picture alliance/abaca

من جهة أخرى يتساءل المراقبون عن دور الجيش السوري، وحول ما إذا كان بإمكانه لعب نفس الدور الذي لعبه الجيشان التونسي والمصري خلال الثورة التي تمت في البلدين. فقد صرح اليوم اللواء رياض حداد مدير الإدارة السياسية في الجيش السوري لوكالة الأنباء الفرنسية أن "الجيش لم يتصد للتظاهرات على الإطلاق ولم يتم استخدام أسلحة ثقيلة إطلاقا، فقط الأسلحة الفردية". وبغض النظر عن صحة هذه المعلومات فإن المعارضة السورية تنتظر من مؤسسة الجيش قيادة التغيير كما أوضح ذلك رضوان زيادة بقوله "الجيش السوري له دور تاريخي في حماية المتظاهرين وقيادة مرحلة التحول بعد فقدان الثقة في الرئيس والنظام. وذكر زيادة بالانشقاقات في صفوف الجيش ورفض الكثير من الجنود إطلاق النار على المتظاهرين.

وفي سياق متصل حذر رضوان زيادة من تلويح النظام بالورقة الطائفية وتوظيفها كفزاعة ضد إرادة التغيير وقال بهذا الصدد "في الحقيقة، النظام السوري ليس علويا، فهو يستند بشكل أو بآخر على شبكة مافيوية من المصالح". وذكر زيادة بوجود الكثير من المعارضين الذين ينتمون إلى الطائفة العلوية محذرا من تحريض النظام على الطائفية، فالمظاهرات تشجب في غالبها الطائفية وتدعو إلى سوريا واحدة بكل أطيافها.

حسن زنيند

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW