بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية عن هدنة لمدة 48 ساعة، دخلت أول قافلة مساعدات إنسانية إلى مدينة داريا المحاصرة من قوات النظام جنوب غرب دمشق منذ العام 2012، وفق ما أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
إعلان
ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الأربعاء (الأول من حزيران/يونيو 2016) في تغريدة على موقع تويتر أن "أول قافلة مساعدات وصلت إلى سكان داريا" وأضافت اللجنة "لقد دخلنا للتو إلى المدينة مع الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري". وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بافل كشيشيك لوكالة فرانس برس إن القافلة لا تتضمن مواد غذائية وتقتصر محتوياتها على مستلزمات النظافة".
وكتب المجلس المحلي لمدينة داريا على صفحته على فيسبوك "دون مساعدات غذائية، دخلت قبل قليل قافلة مساعدات طبية عن طريق الأمم المتحدة إلى مدينة داريا هي الأولى منذ بدء الحصار على المدينة في تشرين الثاني/نوفمبر 2012" موضحا أن القافلة تحتوي على أدوية وبعض المعدات الطبية.
إلا أن وكالة رويترز نقلت عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن القافلة التي وصلت داريا تضمنت أدوية ولقاحات ومواد غذائية وحليب أطفال. وقال متحدثة باسم الأمم المتحدة إن طرودا غذائية ودقيق القمح سترسل إلى المعضمية.
ولم يدخل أي نوع من المساعدات إلى داريا منذ فرض الحصار عليها العام 2012 على رغم مناشدة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية التي تمكنت من إيصال المساعدات في الفترة الأخيرة إلى عدة مدن محاصرة، بعد موافقة الحكومة السورية تحت ضغط من المجتمع الدولي.
وفي 12 أيار/مايو استعد سكان داريا لاستقبال أول قافلة مساعدات تصل إليهم بعد حصول المنظمات الدولية على موافقة الأطراف المعنية، إلا أن القافلة عادت أدراجها محملة بالأدوية وحليب الأطفال من دون أن تفرغ حمولتها عند آخر نقطة تفتيش تابعة لقوات النظام.
وتشكل داريا معقلا يرتدي طابعا رمزيا كبيرا للمعارضة لأنها خارجة عن سلطة النظام منذ أربع سنوات، كما أن لها أهمية إستراتيجية بالنسبة للحكومة لسورية على اعتبار أنها ملاصقة لمطار المزة العسكري ومركز المخابرات الجوية.
#links#وكانت داريا على رأس حركة الاحتجاج على نظام الرئيس بشار الأسد التي بدأت في آذار/مارس 2011، إلا أنه وخلال سنوات الحصار الطويلة خسرت المدينة المدمرة بشكل شبه كامل تسعين بالمائة من سكانها البالغ عددهم 80 ألف نسمة. ويعاني الذين بقوا فيها من نقص خطير في المواد الغذائية ونقص التغذية.
ويأتي إدخال المساعدات إلى داريا الأربعاء بعد ساعات على إعلان وزارة الدفاع الروسية هدنة لمدة 48 ساعة اعتبارا من الأربعاء بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة في مدينة داريا المحاصرة في جنوب غرب دمشق، بمبادرة من روسيا وبالتنسيق مع واشنطن والنظام السوري "لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان بأمان".
وكانت الأمم المتحدة أعلنت السبت أنها تعتزم إلقاء المساعدات الإنسانية جوا بدءا من الأول من حزيران/يونيو بعد رفض الحكومة السورية طلبات عدة للدخول إلى مناطق محاصرة.
ي .ب/ أ.ح (ا ف ب، رويترز)
طفلة سورية تجسد برسوماتها معاناة وآلام اللاجئين
رحلات اللاجئين قصص عذاب وألم لا نهاية لها. البالغون يكبتون مشاعرهم بالتكيف مع الحياة في أماكن اللجوء، أما الأطفال فتمسي أحلامهم كوابيس عن الحرب والأحبة الغائبين ومن ابتلعهم البحر. طفلة سورية وثّقت كل ذلك في رسومها.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
عبرت طفلة سورية عمرها نحو 10 سنوات، خلال تواجدها في مخيم للاجئين في اليونان، عن قصص الخوف والحزن التي عاشتها. بالرسم وبكلمات بسيطة عكست الأوضاع المأساوية للسوريين. رسمت قبرا لوالديها ولسوريين آخرين، ودبابات وطائرات تدك منازل سطعت فوقها "شمس الموت" حسب تعبيرها.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
قبور على شكل جبال تعلوها شواهد على شكل صلبان، يرقد فيها سوريون. ورغم أن والدي الطفلة يعيشان معها في المخيم اليوناني إلا أنها كثيرا ما عاشت لحظات بكى فيها أطفال وهم يودعون أهلهم في قبور منفردة حفرت على عجل أثناء رحلة الهروب بحثا عن الحياة والأمن.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
رسمت صورة لجسد الطفل السوري أيلان كردي، الذي جرفته الأمواج إلى سواحل تركيا على بحر إيجة، فهو باق في كوابيس الطفلة الصغيرة. لقد انتشرت صورة أيلان منبهة إلى مأساة اللاجئين، وأصبح رمزا لمعاناة الأطفال الذين يعبرون البحر أملا في حياة جديدة.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
الأزرق هو مياه البحر. ومن معاني البحر في لغة الرموز: رحلة إلى مستقبل أفضل، وإلى عالم مجهول. لكنه عند الطفلة الصغيرة مقبرة للسورين الهاربين من جحيم الحرب والحرمان. الصورة تروي قصة أسرة لم يبق منها سوى طفل صغير يمسك بذراع أمه الغريقة.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
داخل خيام اللاجئين توقفت أحلام الأطفال. كثيرون منهم كانوا يحلمون بلقاء أبائهم، الذين عبروا البحر قبلهم، أملا في الوصول إلى أوروبا ثم استقدام عائلاتهم. الطفلة الصغيرة لم يبق في ذاكرتها سوى الخيام وبوابة المخيم التي يحرسها عسكري لا يتحدث لغتها غالبا، أما الأحلام فكان مصيرها سلة المهملات.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
في هذه الصورة تتحدث الطفلة عن ضياع الحلم. الأطفال في المخيم اليوناني يحلمون في العيش بسلام في أوروبا. بعضهم قال لـ DW إنهم يريدون أن يصبحوا أطباء أو مهندسين. لكن اللاجئين يقضون أحيانا سنوات في المخيمات ولا يصلون إلى أوروبا، وكل ما على الأطفال الآن هو الانتظار.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
هنا مجتمع المخيمات، الذي يكبر الأطفال فيه وتتشكل شخصياتهم وسط "ظروف صعبه" كما كتبت الطفلة السورية في هذه الصورة، التي رسمتها تسجل فيها اجتماعا لبعض اللاجئين داخل المخيم، وهم يلتقون بين الخيام ويشكون لبعضهم هموما متشابهة.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
كومة عالية من أجساد بشرية، تتربع فوقها علامة الموت، ومعسكرات إيواء وأسلاك شائكة. هذه المشاهد رسمتها الطفلة الصغيرة هنا لتقول لنا إنها شاهدة على ذلك كله. وكتبت في أعلى الصورة إنها "حقيقة في تاريخ أوربا".
صورة من: DW/M.Karakoulaki
كثير من اللاجئين باعوا متعلقاتهم الشخصية من أجل عبور الحدود إلى أوروبا. امرأة تبكي وسط أطفالها، ورجل يخرج جيوب سرواله الفارغة، وعلى الأرض تزحف أفعى ويسير فأر، للدلالة على غياب النظافة عن مخيمات اللاجئين. صورة الحارس خلف القضبان حاضرة دائما في رسومات الطفلة الصغيرة.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
الطفلة السورية، هي واحدة من أطفال كثيرين يعيشون في مخيمات اللاجئين. ينظرون للمستقبل بحيرة وبلا يقين ولا ضمانات. لا أحد يعرف ما يمكن أن يحدث بعد ساعة. وأسرة الطفلة لم تعد تملك فلسا واحدا، وما زالت تنتظر نتيجة طلب اللجوء. فأي مستقبل ينتظر هذه الطفولة؟