دعا موفد الأمم المتحدة إلى سوريا إلى وقف جديد لإطلاق النار في سوريا لإعطاء فرصة لمحادثات فيينا وطهران تهدد بالانسحاب منها بسبب "دور سلبي" سعودي. ميدانيا يواصل الطيران الروسي عملياته العسكرية في سوريا ويقصف لأول مرة تدمر.
إعلان
قال موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا اليوم الاثنين (الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني) إن "ما نحتاجه أيضا هو بعض الوقائع على الأرض، بعض وقف إطلاق النار وخفض العنف". وأضاف، للصحافيين في ختام زيارة إلى دمشق وضع خلالها المسؤولين السوريين في أجواء محادثات فيينا، "من شأن ذلك إن يحدث فرقا كبيرا لإعطاء الشعب السوري انطباعا بأن أجواء فيينا لها تأثير عليهم".
وأوضح دي ميستورا أنه ناقش خلال لقاءاته في دمشق "جوانب محادثات فيينا لأن الحكومة السورية لم تكن حاضرة ولا المعارضة"، معتبرا أنه "من المهم جدا أن يكون كل سوري مشاركا ومطلعا على هذا الموضوع".
وقال دي ميستورا عن توجه لإطلاق مجموعات العمل الخاصة التي ستكون أحد جوانب متابعة محادثات فيينا، معربا عن اعتقاده أن الحكومة السورية ستكون جزءا منها.
وفي سياق متصل هددت إيران اليوم بالانسحاب من محادثات السلام الخاصة بسوريا، وقال حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني "في الجولة الأولى من المحادثات لعبت بعض الدول وخاصة السعودية دورا سلبيا وغير بناء...لن تشارك إيران إن لم تكن المحادثات مثمرة"، حسبما أوردت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء
ميدانيا أعلن الجيش الروسي الاثنين أنه قصف للمرة الأولى منطقة مدينة تدمر في سوريا، أحد معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية". وأورد بيان لوزارة الدفاع الروسية أن الطائرات الروسية دمرت "موقعا دفاعيا" و"بطاريات مضادة للطائرات" للتنظيم المتطرف في منطقة تدمر، لافتا أيضا إلى قصف 237 هدفا "إرهابيا" في سوريا في اليومين الأخيرين.
وفيما أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن عمليات القصف الروسية على منطقة تدمر، صرح مدير الآثار والمتاحف في سوريا مأمون عبدالكريم لفرانس برس أنه لا يملك معلومات بشأن هذه الهجمات.
وكان التلفزيون السوري قد أكد مطلع تشرين الأول/أكتوبر أن الطيران الروسي وجه ضربات إلى مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في تدمر وحولها قبل صدور نفي عن وزارة الدفاع الروسية.
الى ذلك قامت الطائرات الروسية بـ131 طلعة خلال يومين وقصفت أهدافا في محافظات حماه وحمص (وسط) واللاذقية (غرب) وحلب (شمال غرب) والرقة (شرق) وفي ريف دمشق بحسب الوزارة.
كما دمرت طائرة سوخوي-34 معسكرا يستخدم لتدريب مقاتلين أتوا من الخارج في ضاحية مدينة حلب، فيما تم قصف مستودع قذائف في حرستا الواقعة على مسافة 10 كلم إلى شمال شرق دمشق بحسب المصدر نفسه.
وفي بلدة سلمى بمحافظة اللاذقية التي سبق وتعرضت لقصف الطيران الروسي مرات عدة، أكدت موسكو أنها أصابت مركز قيادة لجبهة النصرة الفرع السوري لتنظيم القاعدة يستخدم خاصة لتشويش اتصالات الراديو للقوات النظامية. كذلك قصفت طائرة سوخوي-25 موقعا كانت متوقفة فيه آليات عسكرية في كفرنبودة بمحافظة حماة بحسب البيان.
ع.ج.م/ع.ج (أ ف ب، رويترز)
الأسد في سوريا: باقٍ أم راحل؟
مازال قادة العالم منقسمين حول مستقبل الأسد، ففيما تعارض فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج بقاءه، تطالب بذلك روسيا وإيران. أما إدارة اوباما فتريد العمل مع الجميع لإزاحته وألمانيا مستعدة للحوار مع الجميع ومن ضمنهم الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
التقى الرئيسان الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين في الأمم المتحدة للبحث في حلول للأزمة السورية ، لكنهما لم يحققا أي تقدم بخصوص دور الرئيس بشار الأسد. وترى الولايات المتحدة أن الأسد جزء من المشكلة، فيما تصفه روسيا بأنه جزء من الحل.
صورة من: Reuters/M. Segar
ووصف الرئيس أوباما في خطاب أمام الجمعية العام للأمم المتحدة الأسد بأنه "مستبد يقتل الأطفال". وقال إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك سوريا وإيران لتسوية النزاع". وحمل أوباما بعنف على الرئيس السوري لأنه "يلقي البراميل المتفجرة لقتل أطفال أبرياء".
صورة من: Reuters/Mikhail Klimentyev
تبادل الرئيسان الروسي والأميركي الأنخاب وتصافحا على غداء لكن الهوة بين موقفيهما حول مستقبل الأسد مازالت واسعة. وقال الرئيس الروسي إن "عدم التعاون مع الجهة السورية التي تكافح الإرهاب وجها لوجه سيكون خطأ فادحا". وأضاف "علينا أن نعترف أن لا احد سوى القوات المسلحة للرئيس السوري يقاتل فعليا الدولة الإسلامية".
صورة من: Reuters/Mikhail Metzel
أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في المنفى خالد خوجة أن "لا احد يمكنه الصفح" عن ممارسات نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وأضاف خوجة "ما يجري في سوريا هو إبادة تتم تحت أنظار العالم"، وتساءل " أتعتقدون أن النظام يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية؟ الإحصاءات تقول غير ذلك".
صورة من: Reuters/M. Dabbous
أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يشارك في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر في بلاده منذ أكثر من أربع سنوات. فيما دعا وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير إلى إشراك إيران في مساعي حل النزاع باعتبار أنّ: "إيران فاعل إقليمي رئيسي مطلوب لحل الأزمة.... سيمكننا إنجاح الأمر فقط عندما نأتي بكافة الأطراف الفاعلة المهمة على طاولة واحدة الآن".
صورة من: Getty Images/A. Berry
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تشكيل "جبهة موحدة" للتصدي للمتطرفين في الشرق الأوسط. وقال روحاني إن "اخطر واهم تهديد يواجه العالم اليوم هو أن تتحول المنظمات الإرهابية إلى دول إرهابية". ولمح روحاني إلى مستقبل ومصير بشار الأسد عن طريق إجراء انتخابات، وقال "نحن نؤيد دعم السلطة من خلال أصوات الناس بدلا من الأسلحة".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند دعا إلى التعامل مع روسيا وإيران لإنهاء الصراع في سوريا، وقال للصحفيين "روسيا وإيران تقولان إنهما ترغبان في لعب دور أكبر في حل سياسي. نحتاج للعمل مع هذين البلدين ولأن نبلغهما أن ذلك الحل أو الانتقال يجب أن يحدث.. لكن بدون بشار الأسد".
صورة من: Reuters/A. Jocard
أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يتعين الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الاسلامية حتى لو انتهي الأمر بأن يلعب الأسد دورا مؤقتا في أي حكومة انتقالية، مضيفا "نريد سوريا بدون تنظيم الدولة الإسلامية وبدون الأسد.. لأنه بصراحة لا مستقبل للشعب السوري في بلد يوجد فيه أي منهما ".
صورة من: Reuters/Stefan Rousseau
تركيا من جانبها لا زالت تعارض انتقالا سياسيا في سوريا يكون فيه دور لبشار الأسد. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في تصريح لصحيفة حريت التركية: "مقتنعون بأن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية. نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم".
صورة من: Reuters/Umit Bektas
السعودية ودول خليجية أخرى ثابتة على معارضتها لبقاء الأسد. ودعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية "دون أي تدخل أجنبي" فيما اعتبر وزير خارجية قطر إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لكنه حذر من أن خطة الرئيس بوتين لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا وهو الرئيس بشار الأسد.