سوريا: روسيا تكثف جهودها الدبلوماسية ومصرع قائد "لواء التوحيد"
١٨ نوفمبر ٢٠١٣استضافت روسيا وفدين، أحدهما سوري والآخر إيراني، في جولتي محادثات منفصلتين الاثنين (18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013) في إطار مساعي دبلوماسية جديدة لمناقشة مؤتمر السلام الدولي المقترح بخصوص سوريا، الذي تطالب موسكو بأن يكون لطهران دور فيه.
ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي كثف جهوده الشخصية بشأن القضية السورية، الرئيس الإيراني لمناقشة الصراع. كما نقلت وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف قوله في بداية المحادثات مع نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد الهيان: "نعتبر إيران شريكاً مهماً جداً في جميع الشؤون الشرق أوسطية".
وأعلنت روسيا – التي تدعم بقوة الرئيس السوري بشار الأسد – والولايات المتحدة في مايو/ أيار أنهما سيحاولان الإعداد لمؤتمر سلام يضم الحكومة السورية والمعارضة. لكن لم يتم الاتفاق حتى الآن على موعد انعقاده. ونقل عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله الاثنين أن المؤتمر قد يعقد قبل نهاية العام.
لكن لافروف أضاف أن توقيت انعقاد المؤتمر "سيعتمد على مدى نجاح شركائنا الغربيين في إقناع المعارضة بنبذ أي شروط مسبقة".
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للصحفيين الاثنين إنه يأمل أن يُعقد مؤتمر لإنهاء الحرب في سوريا في غضون شهر. وأضاف، في مؤتمر صحفي مع رئيسة ليتوانيا داليا غريباوسكايتي، خلال زيارة للعاصمة الليتوانية فيلنيوس: "أنا غير قادر على إعلان أي موعد الآن. هدفنا أن يكون ذلك في منتصف ديسمبر".
وفي سياق متصل، أشاد وزراء الخارجية الأوروبيون الاثنين بـ"السخاء الكبير" للدول المجاورة لسوريا، خصوصاً لبنان والأردن، في استقبال ملايين اللاجئين الفارين من النزاع في هذا البلد. ودعا الوزراء في ختام اجتماعهم الشهري ببروكسل "إلى الحفاظ على سياسة الحدود المفتوحة"، مع مغادرة أكثر من مليوني سوري بلادهم.
وأشار الوزراء إلى أن الاتحاد الأوروبي مستعد "لزيادة تعهداته" بمساعدة ضحايا النزاع، ودعوا باقي الأسرة الدولية إلى القيام بالمثل. وخصص الاتحاد الأوروبي، الذي يؤكد أنه الجهة المانحة الرئيسية، 500 مليون يورو منذ اندلاع النزاع في 2011 لمساعدة اللاجئين السوريين.
مقتل "حج مارع"
ميدانياً، أعلن عن وفاة قائد لواء التوحيد عبد القادر صالح، الذي يعتبر من أبرز القادة العسكريين في المعارضة المسلحة، الاثنين متأثراً بجروح كان قد أصيب بها جراء غارة نفذتها طائرات النظام في منطقة حلب، فيما يعتبر ضربة للمعارضة التي خسرت خلال الأسابيع الماضية الكثير من المواقع الاستراتيجية في مواجهة النظام بحلب.
وأصدر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي انتقده صالح بشدة خلال الفترة الأخيرة، بياناً نعى فيه صالح، مضيفاً أنه "أول موقدي المظاهرات السلمية في ريف حلب وأول المقتحمين لمعاقل عصابات الأسد في حلب ومؤسس لواء التوحيد".
وكان عبد القادر صالح، البالغ من العمر 33 عاماً والمعروف بـ"حج مارع" نسبة إلى بلدة مارع في ريف حلب التي ينحدر منها، قد أصيب بجروح بالغة الخميس خلال للطيران الحربي السوري استهدفت قياديي لواء التوحيد في مدرسة المشاة (شرق حلب). وقتل في الغارة أيضاً يوسف العباس، المعروف بأبي الطيب، المسؤول الأمني في اللواء، بينما أصيب القائد العام للواء، عبد العزيز سلامة، بجروح طفيفة.
وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس أنه "تم نقل صالح إلى مستشفى في تركيا حيث توفي، وسيتم نقل جثمانه إلى سوريا لمواراته الثرى". من جهته، اعتبر الخبير السويدي في الشؤون السورية آرون لوند مقتل صالح "في وقت يتقدم فيه النظام السوري في حلب هو خبر سيء جداً للمعارضة".
وقال لوند في مدونة يصدرها على الإنترنت إن صالح كان يتمتع بـ"الكاريزما"، مشيراً إلى وجوده الدائم مع عناصره على الجبهة وظهوره باستمرار على شاشات التلفزيون، معتبراً أنه كان "وجهاً مهماً جداً من وجوه الثورة في حلب".
يشار إلى أن عبد القادر صالح ينتمي إلى التيار الإسلامي في سوريا من دون أن يكون متطرفاً. وكانت علاقته متوترة مع تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام المرتبط بتنظيم القاعدة. كما تحدث مراراً عن "اختلاف لا خلاف" مع جبهة النصرة المرتبطة أيضاً بتنظيم القاعدة. لكنه كان ينسق مع النصرة في العمليات على الأرض.
ويتكون لواء التوحيد الذي أنشأه صالح حالياً من حوالي ثمانية آلاف مقاتل وهو يتلقى الدعم من جهات عدة أبرزها دولة قطر ويحسب إجمالاً على جماعة الإخوان المسلمين.
مصرع لاعب ألماني سابق ذهب إلى سوريا للقتال
على صعيد آخر، ذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية في عددها الاثنين أن لاعب كرة القدم الدولي الألماني السابق في منتخبي تحت 16 و17 عاماً، براق قاران، الذي ذهب إلى سوريا ليقاتل ضد نظام الأسد، قد قتل في الحادي عشر من أكتوبر/ تشرين الأول جراء غارة جوية في سوريا.
ونقلت الصحيفة واسعة الانتشار عن متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية قوله: "نحن نحقق في هذا الأمر. لكن لا يوجد تأكيد حتى اللحظة". وأشارت الصحيفة إلى أن براق قتل في قرية قرب مدينة اعزاز التي تبعد نحو كيلومترين عن الحدود التركية. كما أوضح شقيقه مصطفى قاران للصحيفة أن براق ذهب مع زوجته وابنيه إلى سوريا للالتحاق بالجهاديين الإسلاميين، وأنه ينوي بدوره الذهاب للبحث عن العائلة المفقودة.
ولعب براق سبع مباريات دولية مع منتخبي 16 و17 عاماً إلى جانب لاعبين معروفين مثل سامي خضيرة وكيفن برينس بواتنغ. ويروي مصطفى عن شقيقه: "قال لي إن المال والشهرة ليسا مهمين بالنسبة له"، مشيراً إلى أنه عندما اندلعت الحرب في سوريا في ربيع 2011 "أرسل أموالاً وأدوية" إلى المقاتلين.
ونشرت "بيلد" صورة لبراق وهو يمسك ببندقية كلاشنيكوف ظهرت في شريط فيديو بث على موقع "يوتيوب".
ي.أ/ ع.غ (د ب أ، أ ف ب، رويترز)