استولى معارضون على قرية علوية غرب سوريا وخطفوا مدنيين من سكانها، فيما سيطرت قوات موالية للحكومة على مواقع لمعارضين شمالي حلب مع انتهاء أجل التهدئة في المدينة. وطالب رياض حجاب الدول الداعمة للمعارضة بـ"بأفعال وليس أقوال".
إعلان
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن معارضين مسلحين استولوا على قرية علوية كانت خاضعة لسيطرة الحكومة في غرب سوريا الخميس (12 أيار/ مايو 2016) وخطفوا مدنيين من سكانها.
وأضاف المرصد، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، أن القوات الحكومية وحلفاءها ما زالوا يقاتلون المعارضة المسلحة في منطقة قريبة بعد سيطرة المعارضة على قرية الزارة التي تقع قرب طريق سريع رئيسي يربط بين مدينتي حمص وحماة الغربيتين.
وتابع المرصد أن عدداً من مقاتلي الحكومة ومقاتلي المعارضة، التي تضم جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، قتلوا، فيما تنفذ طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر حكومية غارات جوية على الزارة وحولها. واحتجز المعارضون كذلك أفراداً من القوات الحكومية.
وقال المرصد إن هجوم المعارضين جاء في إطار هجوم أشمل يطلقون عليه "الانتقام لحلب"، في إشارة إلى المدينة الشمالية التي قتل فيها العشرات في الأسابيع الماضية في تصاعد لأعمال العنف بين قوات متحالفة مع الحكومة والمعارضين.
في سياق ذي صلة، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات موالية للحكومة السورية سيطرت على مواقع لمقاتلين معارضين شمالي حلب الخميس مع انتهاء أجل تهدئة في المدينة. وتركز القتال في منطقة حندرات التي تسيطر عليها المعارضة، وهي منطقة مهمة لقربها من آخر طريق يصل إلى مناطق المعارضة في حلب. وقال معارض للمرصد إنه أمكن استعادة بعض المواقع التي سيطرت عليها القوات الموالية للحكومة.
سياسياً، دعا المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية، رياض حجاب، الدول الداعمة للمعارضة إلى تقديم "أفعال وليس أقوال"، مطالباً بأسلحة مضادة للطيران للتصدي للغارات، وبتدابير ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يحظى على حد قوله بـ"ضوء أخضر للمضي بتجاوزاته".
وقال حجاب في مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس: "ما نطلبه إجراءات عملية وفعالة على الأرض. لسنا بحاجة إلى بيانات أو كلام جميل في الإعلام، لأن هذا لا يعطي نتائج".
وأعرب حجاب، الذي حضر اجتماعاً لممثلي نحو عشر دول عربية وغربية داعمة للمعارضة السورية الاثنين في باريس، عن أسفه لعدم اتخاذ تدابير ملموسة ضد النظام، الذي اتهم بارتكاب "أكثر من 2300 انتهاك للهدنة" منذ دخولها حيز التنفيذ في السابع والعشرين من شباط/ فبراير.
سوريا: للحرب وجوه متناقضة.. دمار وتشرد وحياة ليل
في بلد راح ضحية الحرب فيه أكثر من ربع مليون شخص منذ اندلاعها قبل أكثر من خمسة أعوام، تختلف صوَر الناس وحياتهم بين مدينة وأخرى: بدءا من الحرب والدماء مرورا بالتشرد والضياع، وحتى البحث عن حياة الليل في أحياء دمشق القديمة.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
فيروز على جدار بار صغير... وأبيات لقصيدة جبران خليل جبران : أعطني الناي وغَنِّ فالغنا سر الخلود.. وشربت الفجر خمراً في كؤوس من أثير... صوت فيروز يصدح بين جدران بار صغير في جادةٍ بدمشق القديمة ... لم تبقَ من صوفية جبران في دمشق سوى كلمات على جدار ...
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
حلب.. سيدةٌ خرجت من بين أنقاض البناء بعد قصف مستشفى بالطائرات. الروس قالوا إنهم لم يفعلوها، والأميركان نددوا كعادتهم والاتهامات موجهة للنظام في دمشق. والسيدة لا تعلم سوى أنها حية، مصدومة تمشي على قدميها بين ركام الموت الذي خطف العشرات في نفس المكان.
صورة من: Reuters/A. Ismail
مئات الكيلومترات شمال شرق دمشق. سيدة منقبة في إحدى جادات الرقة، حيث أعلنها تنظيم "الدولة الإسلامية" عاصمة لـ"خلافته". تقول السيدة في مقال على DW: "عشت كامل حياتي في الرقة ودرست في جامعتها، ارتبطت بهذه المدينة كما ترتبط روحي بجسدي، لم أكن تلك المرأة المتحررة لكني كنت أملك هامشاً من الحرية، لا ضوابط سوى الضوابط الأخلاقية والمجتمعية على لباسي وكيفية معيشتي، ولم أكن محجبة ولم يكن هناك ضير في ذلك".
صورة من: DW/A.Mohammed
شابة تقف أمام فندق "بيت زمان" في دمشق، حيث يقع مرقص تعزف فيه موسيقى الثمانينات. الشارع هنا نظيف، والجدران قديمة، قِدم دمشق ربما. الفتاة العصرية ترقص أمام أبيات شعراء قالوها بحق دمشق.. كأيليا أبي ماضي: ليست قبابا ما رأيت وإنّما عزم تمرّد فاستطال قبابا فالْثِمْ بروحك أرضها تلثم عصورا للعلى سكنت حصى وترابا
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
سيدة عجوز حلبية تجلس قرب أنقاض الحرب... حلب ثاني أكبر المدن السورية ، دمرتها الحرب وقضت على معالم تاريخية فيها..
صورة من: Reuters/A. Abdullah
دانا دقاق تعمل ساقية في ملهى الشرق في دمشق. عالمان مختلفان خلقتهما الحرب في سوريا بين سيدة الرقة وبين دانا. جنوب البار حيث عمل دانا يقع مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، الذي احتدمت فيه المعارك عام 2015 بين القوات السورية النظامية وبين بعض الفصائل الفلسطينية في المخيم، كما حدثت مواجهات بين البعض الآخر من هذه الفصائل وتنظيم الدولة الإسلامية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
في يوم عيد الحب "فالانتين داي". معلقة هدايا عيد الحب في أكشاك بجادة قديمة بدمشق. البحث عن الحب في شوارع العاصمة السورية، حتى وإن كان برموز الحب..لون القلوب أحمر والثياب سوداء..
صورة من: Getty Images/AFP/J.Eid
خمسة ملايين سورية وسوري تركوا البلاد خلال الحرب التي مازالت مستمرة. سيدات في مخيم لاجئين بلبنان الذي استقبل أكثر من مليون لاجئ سوري. ينظرن إلى الكاميرا، بعضهن أخفين وجوههن وبعضهن يبتسمن للكاميرا..
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Rassloff
سورية على أرض جزيرة يونانية تريد اللجوء إلى وسط أوروبا. الوطن بعيد والبحر قريب والحرب خلفها.. أكثر من مليون لاجئ من الشرق الأوسط، وصلوا إلى ألمانيا، جلهم من السوريين.
صورة من: Reuters/Yannis Behrakis
أطفال يغتنمون الفرصة بعد أن سكتت أصوات المدافع والبنادق ويلعبون في حي قرب دمشق. لم تقتل الحرب الكبار ولم تدمر البناء فحسب، بل سرقت من الأطفال طفولتهم، لكنها لم تسرق منهم براءة ابتساماتهم بعد...
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Badra
سورية من أصول أرمنية تحمل شمعة وتمشي في حي قديم بدمشق في ذكرى مذابح الأرمن التي حدثت في نهاية عهد الدولة العثمانية والتي يقول الأرمن إنها كانت أعمال "قتل متعمد وممنهج". الحرب قتلت أسلافها قبل مائة عام واليوم وصلت إلى أبواب دمشق. فلمن تحمل الشمعة؟
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
مقاتل من المعارضة قرب حلب ثاني أكبر المدن السورية وعاصمة البلاد الاقتصادية سابقا. حلب اليوم محاصرة اليوم بالمعارك التي تدور بين أطراف عدة في معظم أنحاء المحافظة الواقعة في شمال سوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Maysun
بعض أحياء دمشق، بل حتى مركز المدينة وصلته قنابل أطلقها مسلحون. على أرض سوريا يقاتل الروس والأميركان ومقاتلون من جنسيات مختلفة وجماعات أكثر اختلافا.. وحصيلة الموت والدمار ثقيلة بيد أن الحياة مازالت مستمرة..
صورة من: Reuters/B. Khabieh
حانةٌ فتحت أبوابها حديثا في أحد أحياء دمشق القديمة. دخانٌ وجعةٌ وحديثٌ حول الحب والحياة، لكن لا حديث عن الحرب التي تُقرع طبولها منذ خمسة أعوام. رائحة الموت لا تبعد ربما سوى بضعة كيلومترات شمالا، جنوبا، شرقا..
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
14 صورة1 | 14
وفيما تعهدت واشنطن الداعمة للمعارضة وموسكو الداعمة لدمشق الاثنين بـ"مضاعفة جهودهما" من أجل ترسيخ الهدنة وتوسيع نطاقها، علق حجاب باستياء: "هذا غير كاف إطلاقاً. البيان الروسي الأمريكي المشترك يتحدث عن الحد قدر الإمكان من عمليات القصف على المدنيين والمناطق المدنية. وكأنهم يعطون النظام ضوءاً أخضر لمواصلة تجاوزاته، وكأنهم يقولون له كنتم تقتلون مائة سوري في اليوم، حسناً، اليوم عليكم ألا تقتلوا أكثر من عشرة".
وأوضح حجاب: "خمس سنوات مضت والشعب السوري يموت. لم نعد نريد أقوالاً، بل أفعالاً من أصدقائنا. نأمل من الولايات المتحدة والفرنسيين والبريطانيين والألمان وغيرهم أن يتحركوا على الأرض"، مطالباً بمزيد من الأسلحة، وهو ما تطالب به المعارضة منذ بدء النزاع عام 2011.