1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سوريا.. رفض إسرائيلي حازم لوجود إيراني دائم!

٢٦ يناير ٢٠٢١

عبر ضربات جوية على مواقع موالية لإيران في شرق سوريا، تظهر إسرائيل مجدداً أنها لا تقبل الوجود العسكري الإيراني في أي مكان في سوريا، وسط تشكيك في إمكانية تحقيق إيران أهدافها في سوريا بعد سنوات من التدخل.

دبابات إسرائيلية على الحدود مع سوريا
تظهر إسرائيل من خلال تحركاتها في سوريا رفضها القاطع للوجود العسكري الإيراني فيها. في الصورة: دبابات إسرائيلية على الحدود مع سوريا (أرشيف)صورة من: JALAA MAREY/AFP/Getty Images

عمليات إخلاء مواقع وإزالة أسلحة وتأمين خنادق وحفر أنفاق جديدة. يبدو أن الهجمات التي شنتها القوات الجوية الإسرائيلية على مواقع الحرس الثوري الإيراني وحلفائها المحليين في سوريا في الـ 12 والـ 13 من كانون الثاني/ يناير 2021 قد تركت أثرها على القيادة العسكرية في طهران. فقد تعرض أكثر من 35 من مواقع الإيرانيين في محافظة دير الزور شرقي سوريا، على بعد نحو 100 كيلومتر غرب الحدود العراقية، للهجوم، وقتل نحو 80 شخصاً، بحسب مجلة "المونيتور".

الهجمات، التي نُفذت قبل فترة وجيزة من تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، تنسجم مع الاستراتيجية التي تستخدمها إسرائيل منذ سنوات ضد وجود القوات الإيرانية في سوريا. في البداية بقيت هذه القوات في جنوب البلاد من أجل التقدم في أقرب مكان ممكن من حدود إسرائيل، لكن المحاولة قوبلت بمقاومة حازمة من قبل إسرائيل، الأمر الذي أوضح منذ البداية أنها لن تتسامح مع وجود واسع ودائم للقوات الإيرانية في سوريا.


الهروب إلى الحدود العراقية
وقال أفيف كوخافي، رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، لصحيفة "جيروزاليم بوست" في كانون الأول/ ديسمبر الماضي إن "إنشاء المواقع الإيرانية في سوريا يتباطأ بشكل كبير نتيجة لأنشطة الجيش الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي بذل مرة أخرى جهوداً إضافية ضد المواقع الإيرانية في سوريا عام 2020، من خلال زيادة عدد ونوعية الهجمات. وأضاف كوخافي: "في العام الماضي قصفنا نحو 500 موقع، بالإضافة إلى العديد من المهام السرية". وتحت هذا الضغط، قرر الإيرانيون نقل قواتهم إلى شرق سوريا. ومع ذلك، وبسبب هجمات 12 و 13 كانون الثاني/يناير، وجدوا أنهم لم يكونوا آمنين هناك أيضاً. ومع ذلك، فإن خيار الانسحاب من سوريا لم تتم مناقشته من قبل القيادة الإيرانية، كما جاء في "المونيتور".


كسب الولاء بالمال والمذهب
في نفس الوقت الذي تعرضت فيه قوات الحرس الثوري للهجوم، تمت مهاجمة القوات الحليفة لها في سوريا والتي أتت من دول أخرى، أيضاً، وهي: حزب الله اللبناني، وكتائب "فاطميون" الأفغانية، وكتائب "زينبيون" الباكستانية، وكذلك العديد من الميليشيات السورية الموالية للنظام.

جندت طهران هذه المجموعات باستخدام استراتيجيات مختلفة منذ بداية الحرب السورية عام 2011، إذ تم إغراء الجماعات الشيعية السورية على وجه الخصوص عبر الإشارة إلى الأضرحة الشيعية التي يجب حمايتها من تنظيم "داعش". هذا الدافع الأيديولوجي، يسمح لها (طهران) بدفع مبالغ صغيرة من المال فقط لمن يتم توجيههم، إذ يتلقى معظم الأعضاء رواتب منخفضة جداً، تصل أحياناً إلى 100 دولار أمريكي فقط في الشهر. لكن تعامل الحرس الثوري مع الجماعات الأجنبية يختلف، إذ يتلقى المقاتلون الأجانب ما يصل إلى 700 دولار أمريكي.

ومن أجل ضمان وجود دائم في سوريا، افتتح الحرس الثوري أيضاً عدداً من المدارس في سوريا، حيث تأمل طهران من خلالها ضمان ولاء السوريين. وكذلك هو هدفهم من بناء المراكز الطبية الصغيرة التي تم إنشاؤها بعد تفشي وباء كورونا، حيث يتم توزيع الكمامات وجرعات الفيتامينات. تقول دراسة أجراها مركز الأبحاث الأمريكي "المجلس الأطلسي": "إنها لفتة صغيرة للغاية". ومع ذلك، "رأى مدنيون سوريون أن هذه البادرة مهمة للغاية. بل إن آخرين اعتقدوا أن إيران لن تترك السوريين مرة أخرى"، بحسب المركز.


عدواني أم دفاعي؟
هناك نظريتان متنافستان حول دوافع محاولة إيران إيجاد موطئ قدم لها في سوريا، بحسب ما يقول كليمان ثيرم، خبير الشؤون الإيرانية في "معهد الدراسات السياسية في باريس" لـ DW. ويوضح ثيرم: "النظرية الأولى تقول إن الدولة مهتمة بتصدير الثورة. إيران دولة ثورية منذ عام 1979. وعلى هذا النحو، فهي تنافس الدول المحافظة في شبه الجزيرة العربية. وعلى عكسهم، فهي ترفع شعار معاداة إسرائيل أيضاً".

وبحسب النظرية الأخرى، كما يشرح الخبير، تريد إيران حماية نفسها من الولايات المتحدة وإسرائيل من خلال وجودها العسكري في سوريا، ويضيف: "بمجرد تواجد إيران في سوريا، كما تقول حجتهم، يمكنها مواجهة أي هجوم (عليها) بعيداً عن أراضيها. من وجهة النظر هذه، فإن وجودها في سوريا يخدم الأمن القومي".

وبحسب ثيرم، فإن كلا النموذجين التوضيحيين لسياسة إيران في سوريا ينعكسان في سلوك طهران الدولي، ويوضح: "في حين أن الحكومة معتدلة عادة، فإن المركز حول المرشد الديني علي خامنئي عدواني. وينتج عن ذلك الرسائل المزدوجة التي تأتي من البلاد. هذه الحقيقة تجعل المفاوضات الدبلوماسية صعبة للغاية. لأنه ومن أجل بناء الثقة، يجب على الدولة التحدث بصوت واحد". لكن هذا بالضبط ما لا تفعله إيران.


جدل حول التدخل في سوريا

في الوقت نفسه، يسعى الإيرانيون في سوريا إلى تحقيق مصالح اقتصادية أيضاً. وبحسب تقرير لموقع بلومبرغ الإخباري في أيار/مايو 2020، استثمرت إيران ما بين 20 و 30 مليار دولار أمريكي لدعم الرئيس بشار الأسد ومحاربة تنظيم "داعش". ويقول كليمنت ثيرم: "بالطبع تحاول إيران استعادة هذه الأموال". ويتابع: "بالإضافة إلى ذلك، تأمل طهران في الالتفاف على العقوبات الأمريكية من خلال وجودها في سوريا". ومع ذلك، فإن هذا الأمر مثير للجدل في المجتمع الإيراني، كما يقول ثيرم، والذي يضيف: "كثير من المواطنين يرون أن وجود القوات الإيرانية (في سوريا) لا يخدم إيران على الإطلاق. بالنسبة لهم، من المشكوك فيه تماماً إلى أي مدى يمكن أن تستفيد البلاد من إعادة إعمار سوريا. في الواقع، يتعين على إيران التنافس مع الجهات الفاعلة المهمة الأخرى، وخاصة روسيا".

كيرستن كنيب/م.ع.ح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW