بعد عام على سقوط الأسد، تجتاح سوريا موجة عنف انتقامي خطيرة، حيث يطارد المنتقمون "شبيحة" وعملاء النظام المخلوع. غياب العدالة الانتقالية ينشر الفوضى ويزرع الخوف بين "الفلول"، ويزيد غضب وإحباط أهالي ضحايا بشار الأسد.
تقدر جماعات حقوق الإنسان أن ما يصل إلى 620 ألف شخص قتلوا في سوريا قبل نهاية الحرب في البلاد والإطاحة بالديكتاتور بشار الأسد.صورة من: Chris McGrath/Getty Images
إعلان
بعد عام من الإطاحة بالديكتاتور السوري بشار الأسد، تُثير التقارير المتزايدة عن عنف جماعات أهلية في سوريا القلق والحيرة. على سبيل المثال، في أكتوبر/تشرين الأول، قُتل رجلان بالرصاص في قرية عناز ذات الأغلبية المسيحية بمحافظة حمص على يد مهاجمين كانوا يرتدون ملابس سوداء ويركبون دراجة نارية.
وصف بعض المعلقين جرائم القتل أنها ناجمة عن الكراهية الطائفية، وأنحوا باللائمة على الحكومة السورية الجديدة. في المقابل ألقى آخرون باللوم على فلول نظام الأسد، معتبرين أنهم يسعون إلى تأجيج التوترات المجتمعية.
لكن تحقيقاً كشف في وقت لاحق أن أحد القتيلين كان معروفاً بارتباطه بميليشيا تابعة للأسد، مسؤولة عن مقتل ما يصل إلى 700 شخص خلال الحرب التي شهدتها البلاد على مدار 14 عاماً.
وكما ذكرت صحيفة "عنب بلدي" السورية آنذاك، كان العديد من شباب عناز في صف نظام الأسد في الحرب، بينما كانت قرية أخرى مجاورة، وهي قلعة الحصن، في صف الثوار المناهضين للحكومة السورية. ومن المرجح جداً أن تكون جريمة القتل المزدوجة اغتيالاً بدافع الانتقام.
تصاعد أعمال الانتقام
من غير المرجح أن يكشف اللثام عما حدث بالضبط في الوقت القريب. لكن المؤكد أن تلك الحادثة ليست الوحيدة من نوعها في سوريا مؤخراً، ولن تكون الأخيرة حسب ما تؤشر عليه التطورات.
تتصاعد أعمال الانتقام في سوريا. خلال الأسبوعين الأخيرين من أغسطس/آب، قدّر أحد المراقبين أن 36% من أكثر من 70 حالة وفاة عنيفة سُجِّلت كانت نتيجة عمليات قتل مستهدف، أو أعمال انتقام. وقد وصل هذا الرقم مؤخراً إلى 60%.
لا تُشبه عمليات القتل الانتقامية أعمال العنف الطائفي الجماعي الأخيرة في سوريا، حيث قُتل المئات دفعةً واحدة في الساحل والسويداء؛ فهي عادةً هجمات موجهة ضد أفراد.
يقول غريغوري وترز، الباحث البارز في المجلس الأطلسي Atlantic Council، الذي زار سوريا كثيراً ويتابع الأحداث عبر موقعه "سوريا ريفيزيتد" Syria Revisited: "عندما نتحدث عن العنف الانتقامي الحقيقي— وأقصد به العنف الذي يستهدف المتعاونين مع النظام، أو جنوده، أو أي شخص كان جزءاً منه — فإن هذا النوع من العنف في تزايد".
ويضيف الباحث في حديثه إلى DW: "يتفاوت ذلك من أسبوع لآخر، لكنه يزداد سوءاً بالتأكيد، ويزيد غياب العدالة الانتقالية من حدة التوتر والضغط".
اختطاف النساء في سوريا .. عنف طائفي أم فوضى أمنية؟
30:03
This browser does not support the video element.
"لماذا تطلبون منا الصبر؟ إلى متى علينا الانتظار؟"
منذ الإطاحة بنظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، وعدت الحكومة المؤقتة بمحاسبة عتاة رموز النظام، بمن فيهم مرتكبي جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان. ويقول غريغوري وترز إن الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع، كان قد التقى بقادة المجتمع المحلي، داعياً إياهم إلى الصبر. ويضيف وترز: "لكنني سمعت أيضاً أن البعض قال في تلك الاجتماعات: ′لقد سقط مليون شهيد، ودُمر مليون منزل، وشُرّد ملايين. لماذا تطلبون منا الصبر؟ إلى متى علينا الانتظار؟'".
أصدرت الحكومة السورية عفواً عاماً عن الكثير من الذين خدموا في الجيش السوري السابق، مؤكدة أن من تلطخت أيديهم بـ"دماء السوريين" فقط هم من سيواجهون الملاحقة الجنائية.
حتى الآن، تبدو الجهود المبذولة لاعتقال المشتبه في ارتكابهم جرائم "غير متسقة، وغامضة، وضعيفة التواصل"، وفق ما كتبه غريغوري وترز في تقرير صدر في حزيران/يونيو عن "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" WINEP. أما أولئك الذين شغلوا مناصب رفيعة أو ارتبطت أسماؤهم بمجازر بارزة، فقد تم احتجازهم وتعميم أخبار اعتقالهم على نطاق واسع، لكن لم يُعامل جميع المشتبه بهم بالطريقة نفسها.
ويشرح الباحث البارز في المجلس الأطلسي Atlantic Council، غريغوري وترز: "العديد من المخبرين السابقين والعاملين ذوي الرتب الدنيا لا يزالون يتجولون في الشوارع بحرية. وغالباً ما يبلغ السكان المحليون عن هؤلاء للمسؤولين الأمنيين، لكن في كثير من الأحيان يُفرج عنهم بعد بضعة أيام فقط من احتجازهم".
التحريض على العنف على مواقع التواصل الاجتماعي
يرغب بعض السوريين في فضح من يعتقدون أنه يجب تقديمهم للعدالة. يشير ووترز إلى صفحة باللغة العربية على مواقع التواصل الاجتماعي تحظى بشعبية كبيرة لأنها تنشر صوراً لأشخاص مرتبطين بالنظام.
يوضح غريغوري وترز: "ينشرون صوراً قائلين: 'هذا الرجل كان جندياً في صفوف النظام، وهو الآن حر، وهو من هذه القرية، لذا من المحتمل أنه موجود هناك'". وتابع: "قد يعتبر البعض ذلك دعوة للعنف". ويرى الخبراء أن سيل المعلومات المضللة يزيد الوضع سوءاً.
معظم ضحايا عنف جماعات العدالة الأهلية كانوا من الأغلبية السنية في سوريا. يوضح غريغوري وترز: "المتعاونون السنة [مع النظام] مكروهون من مجتمعاتهم، لذا يسهل استهدافهم". ولكن إذا تعرض أحد أفراد الأقليات للهجوم، فستكون هناك دائماً اتهامات بالطائفية، كما يقول المراقبون - حتى لو ثبت لاحقاً تورط الضحية في جرائم حرب.
ما الذي يمكن فعله لوقف أعمال العنف الانتقامية؟
في الوقت الحالي، لا يبدو أن الحكومة السورية المؤقتة تبذل الكثير من الجهود للتصدي لأعمال الانتقام التي تستهدف المرتبطين بنظام الأسد. وليس من الواضح ما إذا كان ذلك نابعاً من عدم الرغبة في التدخل أو من ضعف الإمكانيات المتاحة.
يقدم مثالًا على مجموعة انتقامية قديمة في حلب كانت قد اغتالت ضباطاً من نظام الأسد خلال الحرب، ولا تزال تواصل نشاطها حتى اليوم. ويشرح غريغوري وترز قائلاً: "إنه من الصعب جداً على الحكومة ملاحقة هذه المجموعة، فهي في الأساس خلية متمردة. في الوقت الحالي، هم يهاجمون عناصر النظام السابق بدلاً من قوات الحكومة، لكن لو تم اعتقال اثنين أو ثلاثة منهم، فربما يبدؤون بمهاجمة الحكومة نفسها". ويضيف ووترز أن استراتيجية الحكومة الحالية تبدو وكأنها تهدف إلى اعتقال جنود النظام السابقين قبل أن يتمكن المنتقمون من الوصول إليهم.
إعلان
"سوء سير عملية العدالة الانتقالية"
يقول آرون زيلين، الزميل البارز في "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" WINEP، إنه يعتقد أن نشر مزيد من المعلومات حول الهيئة الوطنية للعدالة الحكومية، التي أُعلن عنها في ربيع 2025، يمكن أن يُسهم في تحسين الوضع. وأضاف في حديثه إلى DW: "سمعت أنهم يقومون بعمل جيد خلف الكواليس، لكنهم يخشون أن يؤدي الحديث العلني عن ذلك إلى إضعاف جهودهم. لكني أعتقد أن الصمت قد يُضعف الثقة والشفافية لغياب المعلومات عن الجدول الزمني أو كيفية سير الأمور بالضبط".
ويرى محمد العبد الله، مدير "المركز السوري للعدالة والمساءلة" SJAC ومقره واشنطن، أن تصاعد أعمال العنف الانتقامية هو في الواقع دليل على سوء سير عملية العدالة الانتقالية حتى الآن. ويضيف الحقوقي في حديثه مع DW: "السلطات لم تحتجز المتورطين في الانتهاكات، وهم الآن يتجولون في الشوارع. الناس يرونهم ويفكرون: ‘لقد اعتقلتم والدي، أو أعدمتم شقيقي، أو قتلتم ابني'. وفي النهاية، يلجأ هؤلاء إلى 'أخذ حقهم بأيديهم‘ لأنهم لا يملكون أي معلومات إضافية عن خطة الدولة لمحاسبة هؤلاء الأفراد". ويختم بالقول: "الوضع فوضوي للغاية؛ إنه يثير الخوف، ويتسبب في نزوح الناس، ويدفعهم إلى التفكير في تحقيق العدالة بأنفسهم".
سوريا.. سقوط حكم عائلة الأسد بعد أكثر من خمسة عقود من السلطة
فر بشار الأسد من سوريا في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول عام 2024. وكتب هذا الفرار نهاية حكم عائلة الأسد الذي استمر خمس عقود ونصف. هنا لمحة عن أبرز المحطات التي مرت بها سوريا منذ بدء حكم عائلة الأسد وحتى نهايته.
صورة من: Hussein Malla/AP/dpa/picture alliance
نهاية حقبة حكم بيت الأسد
8 ديسمبر/ كانون الأول، 2024 نقطة فاصلة في تاريخ سوريا.. فقد أسقطت المعارضة المسلحة نظام الرئيس بشار الأسد، الذي أضطر لترك منصبه وغادر دمشق إلى مكان مجهول، وذلك على وقع الأحداث المتسارعة التي بدأت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
صورة من: Iranian Presidency Office/ZUMAPRESS/picture alliance
هجوم المعارضة المسلحة
في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2024، اعتبر الأسد هجوم المعارضة المسلحة، الذي بدأ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، "محاولة لتقسيم المنطقة وتفتيت دولها، وإعادة رسم الخرائط من جديد"، بيد أن هذه المزاعم لم تجد هذه المرة.
صورة من: Bakr Alkasem/AFP/Getty Images
حرب أهلية دموية مدمرة
أتى سقوط نظام بشار الأسد بعد أكثر من 13 عاما على بدء انتفاضة شعبية في خضم "الربيع العربي"، والتي تحولت إلى حرب أهلية دموية أسفرت عن مقتل أكثر 300 شخص ما بين 2013 و2021، بحسب الأمم المتحدة، وفرار الملايين إلى خارج البلاد أو نزوجهم داخل البلاد.
صورة من: Bulent Kilic/AFP/Getty Images
تهاوي سلطة بشار
تمسك بشار الأسد بالسلطة وقاوم بشرسة الاحتجاجات الشعبية والدعوات الدولية للتنحي عن السلطة، مستعينا بدعم عسكري من روسيا وإيران وحزب الله. لكن عندما تخلت عنه هذه الأطراف لم يكن أمامه سوى الفرار.
صورة من: Orhan Qereman/REUTERS
تراجع الدعم العسكري الروسي
كان للدعم العسكري الروسي المباشر لبشار ألأسد دورا في صموده خلال الحرب الأهلية، لكن بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجنب مواصلة دعم الأسد أمام هجوم المعارضة المسلحة، كونه بوتين لديه جبهة حرب أخرى مفتوحة في أوكرانيا.
صورة من: Valeriy Sharifulin/IMAGO/SNA
احتجاجات تحولت إلى نزاع دامٍ!
في العام 2011، لحقت سوريا بركب الثورات في دول عربية عدة، أبرزها مصر وتونس، في ما عُرف بـ"الربيع العربي". ومع اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظامه، قمع الأسد المتظاهرين السلميين بالقوة، وتحولت الاحتجاجات نزاعاً دامياً، سرعان ما تعددت جبهاته والضالعين فيه. وأودى النزاع المستمر بأكثر من 388 ألف شخص وهجّر وشرّد الملايين داخل البلاد وخارجها، وسوّى مناطق كاملة بالأرض.
صورة من: AFP/O. H. Kadour
بقاء على رأس السلطة بدعم روسي
في سنوات النزاع الأولى، فقدت قوات الحكومة السورية سيطرتها على مساحات واسعة من سوريا بينها مدن رئيسية. لكن وبدعم عسكري من حلفائها، إيران ثم روسيا، استعادت القوات الحكومية تدريجيًا نحو ثلثي مساحة البلاد، إثر سياسة حصار خانقة وعمليات عسكرية واسعة ضد الفصائل المعارضة والتنظيمات الجهادية. ولعب التدخل الجوي الروسي منذ خريف 2015 دوراً حاسماً في تغيير موازين القوى لصالح دمشق.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
الوصول إلى الحكم عبر التوريث
2000، ورث بشار الأسد الحكم عن والده الراحل، حافظ الأسد، الذي حكم سوريا من خلال زعامة حزب البعث الموجود في السلطة منذ أكثر من خمسين عاما. أصبح بشار الأسد، وهو في الرابعة والثلاثين من العمر، رئيسا عن طريق استفتاء لم يشهد أي معارضة.
صورة من: Louai Beshara/AFP
تولي الحكم بعد انقلاب "الحركة التصحيحية"
في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 1970، نفّذ حافظ الأسد الذي كان يتولّى منصب وزير الدفاع انقلاباً عسكرياً عُرف بـ"الحركة التصحيحية" وأطاح برئيس الجمهورية حينها نور الدين الأتاسي. في 12 آذار/مارس 1971، انتخب الأسد الذي كان يترأس حزب البعث العربي الاشتراكي، رئيساً للجمهورية ضمن انتخابات لم ينافسه فيها أي مرشح آخر. وكان أول رئيس للبلاد من الطائفة العلوية التي تشكل عشرة في المئة من تعداد السكان.
صورة من: AP
"حرب تشرين"
في السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1973، شنّت مصر وسوريا هجوماً مفاجئاً على إسرائيل من جهة قناة السويس غرباً، ومرتفعات الجولان شرقاً، في محاولة لاستعادة ما خسره العرب من أراض خلال حزيران/يونيو 1967، لكن تمّ صدهما. في أيار/مايو 1974، انتهت الحرب رسمياً بتوقيع اتفاقية فضّ الاشتباك في مرتفعات الجولان.
صورة من: Getty Images/AFP/GPO/David Rubinger
علاقات دبلوماسية بين واشنطن ودمشق!
في حزيران/يونيو 1974، زار الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون دمشق، معلناً إعادة إرساء العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، بعدما كانت مجمّدة منذ العام 1967. في الصورة الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون مع وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأمريكي وقتها هنري كيسينجر.
صورة من: AFP/Getty Images
هيمنة على لبنان
في 1976 تدخّلت القوات السورية في الحرب الأهلية اللبنانية بموافقة أمريكية، وبناء على طلب من قوى مسيحية لبنانية. وفي 1977، بدأت المواجهات بين القوات السورية، التي انتشرت في معظم أجزاء البلاد ما عدا المنطقة الحدودية مع إسرائيل، وقوات مسيحية احتجت على الوجود السوري. وطيلة ثلاثة عقود، بقيت سوريا قوة مهيمنة على المستوى العسكري في لبنان وتحكمت بكل مفاصل الحياة السياسية حتى انسحابها في العام 2005.
صورة من: AP
قطيعة بين دمشق وبغداد!
في العام 1979، تدهورت العلاقات بين سوريا والعراق، اللذين حكمهما فرعان متنافسان من حزب البعث العربي الاشتراكي، بعد اتهام الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين الوافد حديثاً إلى السلطة، دمشق بالتآمر. وقطعت بغداد علاقتها الدبلوماسية مع دمشق في تشرين الأول/أكتوبر 1980، بعدما دعمت الأخيرة طهران في حربها مع العراق. في الصورة يظهر الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين (يسار) مع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد (وسط).
صورة من: The Online Museum of Syrian History
"مجزرة حماه"
في شباط/فبراير 1982، تصدّى النظام السوري لانتفاضة مسلّحة قادها الإخوان المسلمون في مدينة حماه (وسط)، وذهب ضحية ما يعرف بـ"مجزرة حماه" بين عشرة آلاف وأربعين ألف شخص. وجاء ذلك بعد قرابة ثلاث سنوات من هجوم بالرصاص والقنابل اليدوية على الكلية الحربية في مدينة حلب، أسفر عن مقتل ثمانين جندياً سورياً من الطائفة العلوية. وتوجّهت حينها أصابع الاتهام إلى الإخوان المسلمين بالوقوف خلف الهجوم.
صورة من: picture alliance /AA/M.Misto
محاولة انقلاب فاشلة
في تشرين الثاني/نوفمبر 1983، أصيب الأسد بأزمة قلبية نقل على إثرها إلى أحد مشافي دمشق. ودخل في غيبوبة لساعات عدّة، حاول خلالها شقيقه الأصغر رفعت الاستيلاء على السلطة عبر انقلاب فاشل، قبل أن يستعيد الأسد عافيته. وبعد عام، أُجبر رفعت على مغادرة سوريا. الصورة لحافظ الأسد (يمين) مع أخيه رفعت.
صورة من: Getty Images/AFP
تقارب مع الغرب!
بدأ الجليد الذي شاب علاقات سوريا مع أمريكا والغرب بالذوبان، عقب انهيار الاتحاد السوفياتي. انضمت سوريا إلى القوات متعددة الجنسيات في التحالف الذي قادته أمريكا ضد صدام حسين بعد غزو العراق للكويت. وفي تشرين الأول/أكتوبر 1994، زار الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الأسد في دمشق. بعد أربع سنوات، زار الأسد فرنسا في أول زيارة له إلى بلد غربي منذ 22 عاماً، واستقبل بحفاوة من نظيره الفرنسي جاك شيراك.
صورة من: Remy de la Mauviniere/AP Photo/picture alliance
الابن يخلف أباه في الرئاسة!
توفي الأسد في 10 حزيران/يونيو 2000، عن عمر ناهز 69 عاماً، وكان شيراك الرئيس الغربي الوحيد الذي حضر جنازته.
وبعد شهر، تولّى نجله بشار السلطة، بعد تعديل دستوري سمح له بالترشّح. وحاز في استفتاء لم يضم أي مرشح آخر سواه على 97 في المئة من الأصوات.
صورة من: picture-alliance/dpa
انفتاح نسبي ولكن..!
بين أيلول/سبتمبر 2000 وشباط/فبراير 2001، شهدت سوريا فترة انفتاح وسمحت السلطات نسبياً بحرية التعبير. في 26 أيلول/سبتمبر 2000، دعا نحو مئة مثقّف وفنان سوري مقيمين في سوريا السلطات إلى "العفو" عن سجناء سياسيين وإلغاء حالة الطوارئ السارية منذ العام 1963. لكنّ هذه الفسحة الصغيرة من الحرية سرعان ما أقفلت بعدما عمدت السلطات إلى اعتقال مفكرين ومثقفين مشاركين في ما عُرف وقتها بـ"ربيع دمشق". م.ع.ح/م.ع/ع.ج.م