دعت تركيا وشركاؤها في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" روسيا إلى وقف هجماتها على المعارضة السورية والتركيز على قتال التنظيم المتشدد، في حين تقول موسكو إن غاراتها ستدوم أشهرا وستتكثف.
إعلان
في بيان مشترك مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وحلفاء من دول الخليج العربية قالت تركيا اليوم الجمعة (الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2015) إن التحركات الروسية في سوريا تمثل "تصعيدا جديدا" للصراع ولن تسفر إلا عن تأجيج التطرف. وأضاف "نعرب عن قلقنا العميق فيما يتعلق بالحشد العسكري الروسي في سوريا وخاصة هجمات سلاح الجو الروسي في حماة وحمص وإدلب منذ أمس والتي أدت إلى سقوط ضحايا من المدنيين ولم تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية".
في حين قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الروسي (الدوما) اليوم الجمعة إن موسكو تتوقع استمرار حملتها الجوية في سوريا ثلاثة أو أربعة أشهر. وقال أليكسي بوشكوف لإذاعة أوروبا 1 الفرنسية "هناك دائما خطر السقوط في مستنقع، لكن في موسكو نتحدث عن عملية تستغرق ثلاثة أو أربعة أشهر" مضيفا أن الغارات ستتزايد. وكان بوشكوف يتحدث قبل بضع ساعات من اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع زعماء فرنسا وألمانيا وأوكرانيا في باريس.
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقال أمس الخميس إن مزاعم سقوط ضحايا من المدنيين في الضربات الجوية الروسية في سوريا تمثل "هجوما إعلاميا". وقد يمثل قرار روسيا شن ضربات جوية دعما للرئيس السوري بشار الأسد وزيادة المشاركة العسكرية الإيرانية نقطة تحول في صراع أصبحت معظم القوى العسكرية في العالم تشارك فيه.
من جهته أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الجمعة أن سبعة مدنيين على الأقل من بينهم طفلان قتلوا في غارات روسية أمس الخميس على محافظة ادلب. وأوضح المرصد أن "الغارات التي شنتها مقاتلات جوية روسية" في جبل الزاوية الخاضع لسيطرة جبهة النصرة فرع القاعدة في سوريا ومجموعات إسلامية أدت إلى مقتل "أربعة مدنيين من بينهم طفل وإمرأة".
ح.ز/ ع.ج (رويترز، أ.ف.ب)
الأسد في سوريا: باقٍ أم راحل؟
مازال قادة العالم منقسمين حول مستقبل الأسد، ففيما تعارض فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج بقاءه، تطالب بذلك روسيا وإيران. أما إدارة اوباما فتريد العمل مع الجميع لإزاحته وألمانيا مستعدة للحوار مع الجميع ومن ضمنهم الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
التقى الرئيسان الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين في الأمم المتحدة للبحث في حلول للأزمة السورية ، لكنهما لم يحققا أي تقدم بخصوص دور الرئيس بشار الأسد. وترى الولايات المتحدة أن الأسد جزء من المشكلة، فيما تصفه روسيا بأنه جزء من الحل.
صورة من: Reuters/M. Segar
ووصف الرئيس أوباما في خطاب أمام الجمعية العام للأمم المتحدة الأسد بأنه "مستبد يقتل الأطفال". وقال إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك سوريا وإيران لتسوية النزاع". وحمل أوباما بعنف على الرئيس السوري لأنه "يلقي البراميل المتفجرة لقتل أطفال أبرياء".
صورة من: Reuters/Mikhail Klimentyev
تبادل الرئيسان الروسي والأميركي الأنخاب وتصافحا على غداء لكن الهوة بين موقفيهما حول مستقبل الأسد مازالت واسعة. وقال الرئيس الروسي إن "عدم التعاون مع الجهة السورية التي تكافح الإرهاب وجها لوجه سيكون خطأ فادحا". وأضاف "علينا أن نعترف أن لا احد سوى القوات المسلحة للرئيس السوري يقاتل فعليا الدولة الإسلامية".
صورة من: Reuters/Mikhail Metzel
أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في المنفى خالد خوجة أن "لا احد يمكنه الصفح" عن ممارسات نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وأضاف خوجة "ما يجري في سوريا هو إبادة تتم تحت أنظار العالم"، وتساءل " أتعتقدون أن النظام يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية؟ الإحصاءات تقول غير ذلك".
صورة من: Reuters/M. Dabbous
أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يشارك في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر في بلاده منذ أكثر من أربع سنوات. فيما دعا وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير إلى إشراك إيران في مساعي حل النزاع باعتبار أنّ: "إيران فاعل إقليمي رئيسي مطلوب لحل الأزمة.... سيمكننا إنجاح الأمر فقط عندما نأتي بكافة الأطراف الفاعلة المهمة على طاولة واحدة الآن".
صورة من: Getty Images/A. Berry
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تشكيل "جبهة موحدة" للتصدي للمتطرفين في الشرق الأوسط. وقال روحاني إن "اخطر واهم تهديد يواجه العالم اليوم هو أن تتحول المنظمات الإرهابية إلى دول إرهابية". ولمح روحاني إلى مستقبل ومصير بشار الأسد عن طريق إجراء انتخابات، وقال "نحن نؤيد دعم السلطة من خلال أصوات الناس بدلا من الأسلحة".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند دعا إلى التعامل مع روسيا وإيران لإنهاء الصراع في سوريا، وقال للصحفيين "روسيا وإيران تقولان إنهما ترغبان في لعب دور أكبر في حل سياسي. نحتاج للعمل مع هذين البلدين ولأن نبلغهما أن ذلك الحل أو الانتقال يجب أن يحدث.. لكن بدون بشار الأسد".
صورة من: Reuters/A. Jocard
أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يتعين الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الاسلامية حتى لو انتهي الأمر بأن يلعب الأسد دورا مؤقتا في أي حكومة انتقالية، مضيفا "نريد سوريا بدون تنظيم الدولة الإسلامية وبدون الأسد.. لأنه بصراحة لا مستقبل للشعب السوري في بلد يوجد فيه أي منهما ".
صورة من: Reuters/Stefan Rousseau
تركيا من جانبها لا زالت تعارض انتقالا سياسيا في سوريا يكون فيه دور لبشار الأسد. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في تصريح لصحيفة حريت التركية: "مقتنعون بأن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية. نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم".
صورة من: Reuters/Umit Bektas
السعودية ودول خليجية أخرى ثابتة على معارضتها لبقاء الأسد. ودعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية "دون أي تدخل أجنبي" فيما اعتبر وزير خارجية قطر إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لكنه حذر من أن خطة الرئيس بوتين لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا وهو الرئيس بشار الأسد.