سوريا ـ تواصل المعارك بين مقاتلين أكراد وفصائل تدعمها تركيا
٣٠ ديسمبر ٢٠٢٤
أسفرت مواجهات مستمرة بين قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد، وفصائل ما يسمى بـ"الجيش الوطني" المدعوم من تركيا عن مقتل 31 مقاتلا من الطرفين على الأقل، حسب المرصد السوري. وكانت الفصائل انتزعت مدينتين من القوات الكردية.
إعلان
تتواصل المعارك الاثنين (30 كانون الأول/ديسمبر 2024) بين فصائل مسلحة مدعومة من تركيا والمقاتلين الأكراد في شمال سوريا والتي أسفرت عن سقوط 31 مقاتلًا من الطرفين منذ الأحد، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقضى سبعة مقاتلين الاثنين من الفصائل الموالية لتركيا في اشتباكات مع الأكراد في منطقة منبج وكذلك في مدينة منبج نفسها والتي باتت بقبضة الفصائل الموالية لتركيا منذ مطلع كانون الأول/ديسمبر، إثر "تسلل" مقاتلين أكراد إليها، وفق المرصد.
وأفاد المرصد عن مقتل 13 عنصرًا من فصائل موالية لتركيا وعنصرين من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يهيمن عليها الأكراد "نتيجة احتدام المعارك بين الطرفين على محاور سد تشرين وجسر قرقوزاق شرق حلب" في منطقة منبج الأحد. وقتل ستة عناصر من الفصائل الموالية لتركيا وثلاثة عناصر من قوات سوريا الديموقراطية في وقت سابق الأحد في ريف منبج كذلك.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية الاثنين عن "تنفيذ عمليات نوعية دمرت خلالها جهازي رادار ونظام تشويش ومدرعة عائدة للاحتلال التركي غربي جسر قرقوزاق".
وبالتوازي مع شنّ هيئة تحرير الشام وفصائل موالية لها هجومًا مباغتًا في 27 تشرين الثاني/نوفمبر من معقلها في شمال غرب سوريا مكّنها في نهاية المطاف من السيطرة على الحكم في دمشق، شنّت فصائل موالية لأنقرة هجومًا ضدّ القوات التي يقودها الأكراد. وانتزعت هذه الفصائل منطقة تل رفعت ومدينة منبج من قوات سوريا الديمقراطية.
ولا تزال قوات سوريا الديمقراطية، بقيادة الأكراد، تسيطر على مناطق واسعة من شمال شرق سوريا وجزء من محافظة دير الزور (شرق)، وخصوصًا المناطق الواقعة شرق نهر الفرات. وتخضع هذه المناطق للإدارة الذاتية التي أنشأها الأكراد في بداية النزاع في سوريا بعد انسحاب القوات الحكومية من جزء كبير منها.
وما بين عامي 2016 و2019، نفّذت تركيا ثلاث عمليات عسكرية في شمال سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، ونجحت بفرض سيطرتها على منطقتين حدوديتين واسعتين داخل الأراضي السورية.
وفي مقابلة الأحد أجرتها معه قناة العربية السعودية، قال قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع إن القوات الكردية ينبغي أن تنضوي تحت لواء الجيش السوري الموحد. وصرّح "ينبغي ان يكون السلاح بيد الدولة فقط ومن كان مسلحًا ومؤهلًا للدخول في وزارة الدفاع سنرحب به في وزارة الدفاع".
م.ع.ح/ع.ج.م (د ب أ ، أ ف ب)
هزائم تاريخية أجهضت حلم "الدولة الكردية"
على مر التاريخ تشبث الأكراد بحلم إنشاء دولة مستقلة لهم، غير أنه السياسة على أرض الواقع كان لها رأي آخر. في ما يلي ملف صور عن أبرز الهزائم التاريخية التي أجهضت حلم إنشاء دولة كردية في الشرق الأوسط.
صورة من: Reuters/K. Ashawi
معاهدة سيفر
بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، جاءت معاهدة سيفر عام 1920 لتمنح الأكراد الأمل في إنشاء دولة مستقلة لهم. غير أن رفض حكومة أتاتورك الاعتراف بالمعاهدة جاء بمعاهدة جديدة، وهي معاهدة لوزان، التي غيرت موازين القوى لصالح تركيا وأجهضت حلم تأسيس الدولة الكردية المستقلة.
صورة من: Imago/United Archives International
جمهورية مهاباد
في الثاني والعشري من يناير/ كانون الثاني من عام 1946، ولدت جمهورية مهاباد الكردية بدعم من الاتحاد السوفييتي. واتخذت الجمهورية الكردية من مدينة ماهاباد في أقصى شمال غرب إيران عاصمة لها. وكان قاضي محمد ومصطفى البارازاني مؤسسي الجمهورية. لكن بسبب تراجع الدعم السوفييتي بسبب ضغوط إيران، سقطت الجمهورية بعد شهور من تأسيسها.
صورة من: Imago/S. Simon
ثورة الشيخ سعيد بيران
في عام 1923 أسس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية الحديثة. وبعد أقل من عامين على تأسيسها، واجهت الدولة الفتية أول انتفاضة كبرى قام بها الأكراد في جنوب شرق تركيا بقيادة الشيخ سعيد بيران. الانتفاضة كانت ضد سياسة القمع التي تتبعها حكومة أتاتورك ضد الأقلية الكردية. لكن سرعان ما تم قمع التمرد، وأُعدم الشيخ بيران.
صورة من: Gemeinfrei
الأزمة مع العراق
في عام 1974 تأزمت العلاقة بين الحكومة العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني بعد مطالبة الملا مصطفي برزاني بالحصول على آبار نفط كركوك ودعا الأكراد إلى ثورة جديدة ضد الحكومة العراقية.
صورة من: picture-alliance/dpa
اتفاقية الجزائر 1975
وقعت هذه الاتفاقية بين الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين وشاه إيران آنذاك محمد رضا بهلوي، وأشرف عليها الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين، وكان الهدف منها هو وقف النزاعات بين الدولتين حول الحدود. لكن بعد إلغاء صدام حسين للاتفاقية، انهارت الانتفاضة الكردية بسبب انقطاع دعم إيران لها.
صورة من: Gemeinfrei
مجزرة حلبجة
في عام 1988، تعرضت مدينة حلبجة الكردية لغارات بالسلاح الكيماوي في إطار ما عُرف بحملة "الأنفال"، التي قام بها النظام السابق برئاسة صدام حسين ضد الأكراد. يذكر أن الهجوم الكيماوي على حلبجة أسفر عن مقتل ما بين 3500 إلى 5000 شخص، وفقاً لمصادر مختلفة، فيما قدر عدد المصابين بحوالي عشرة آلاف شخص.
صورة من: Safin Hamed/AFP/Getty Images
انتفاضة 1991
بدأت قوات من الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي انتفاضة ضد الحكومة العراقية إثر غزو الكويت. لكن سرعان ما أخمدها الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بالقوة، ما تسبب في نزوح أكثر من مليون كردي إلى دول الجوار.
صورة من: picture-alliance/dpa
أزمة الاستفتاء
في سبتمبر/ أيلول عام 2017 أعلن رئيس إقليم كردستان، مسعود برزاني، عن إجراء استفتاء شعبي لاستقلال الإقليم عن العراق. لكن ذلك قوبل برفض شديد من الحكومة في بغداد. كما رفضت الأمم المتحدة الإشراف على عملية الاستفتاء.
صورة من: picture-alliance/Anadolu Agency/Y. Keles
سقوط عفرين
بعد حملة عسكرية استمرت ثمانية أسابيع لإخراج وحدات حماية الشعب الكردية من مدينة عفرين بشمال سوريا، سيطرت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها في الثامن عشر من مارس/ آذار 2018 على مدينة عفرين، التي شكلت أحد "الأقاليم" الثلاثة التي أنشأ الأكراد فيها الإدارة الذاتية. إعداد: إيمان ملوك