سوريا ـ ضربة نسبت لإسرائيل وأخرى لروسيا تسببت بقتلى وجرحى
١٧ أكتوبر ٢٠٢٤
قالت مصادر سورية إن "قصفا إسرائيليا استهدف اللاذقية، مخلفا إصابات وتضرر مبان"، بينما تسببت ضربات جوية روسية على ريف إدلب في مقتل عشرة مدنيين بينهم طفل، كما أصيب عشرات آخرون.
إعلان
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس (17 أكتوبر/ تشرين الأول)، بأن إسرائيل شنت غارة جوية على مستودع للسلاح في مدينة اللاذقية شمال غرب سوريا.
وقالت مصادر محلية في اللاذقية، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن "قصفا إسرائيليا استهدف موقعا خلف مديرية النقل عند مدخل مدينة اللاذقية الجنوبي الشرقي"، وإن انفجارات عنيفة سمعت في المكان، مضيفة أن حريقا شب هناك. وأضافت المصادر "أصيب شخصان على الأقل في المكان المستهدف وتضرر عدد من المنازل جراء تطاير شظايا".
وكانت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) قد ذكرت قبل ذلك أن ضربة إسرائيلية استهدفت مدينة اللاذقية الساحلية على البحر المتوسط في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس أسفرت عن اندلاع حرائق وأن فرق الإطفاء تعمل على إخمادها. ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله إن الضربة أدت إلى "إصابة مدنيين اثنين بجروح وإلحاق أضرار مادية بالممتلكات الخاصة المحيطة".
وذكر التلفزيون السوري أن الدفاعات الجوية تصدت لأهداف إسرائيلية في أجواء اللاذقية.
ومن جانبها، ذكرت وكالة أنباء أسوشيتد برس (أ ب) ، نقلا عن بيان للجيش السوري، أن الغارة أسفرت عن إصابة مدنيين اثنين وإلحاق أضرار بموقع عسكري. ولم يذكر البيان الذي نشرته وسائل إعلام حكومية المزيد من التفاصيل.
وينسب لإسرائيل استهداف مواقع في سوريا مرتبطة بإيران وجماعة حزب الله اللبنانية. وغالبا لا تعلق إسرائيل على الضربات التي تنسب لها في سوريا، لكنها تؤكد بأنها لن تسمح لإيران وحزب الله أن يتخذ من سوريا مواقعا لمهاجمتها.و
قتلى وجرحى في ضربة روسية قرب إدلب
وفي سياق آخر، أوقعت ضربات روسية قرب مدينة إدلب بشمال غرب سوريا عشرة قتلى و30 جريحا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد (الأربعاء) ومقره في بريطانيا إن عدد الأشخاص الذين قتلوا في إدلب بلغ عشرة مدنيين بينهم طفل بسبب ضربات جوية روسية على ريف إدلب. وأضاف المرصد أن بين الجرحى 14 طفلا موضحا أن روسيا قصفت منشرة أخشاب ومشغلا لتصنيع الأثاث ومعصرة زيتون على أطراف مدينة إدلب.
ومن جهته أعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) أن الضربات استهدفت مشغلا لصنع الأثاث فيما كان هناك عمال في الداخل ما أدى الى مقتل عشرة مدنيين وإصابة 32 آخرين بجروح. وأوضح انه انتشل جثث القتلى.
ولم يعلق الجيش الروسي على القصف. وتتدخل روسيا، الداعمة الرئيسية لنظام الرئيس بشار الأسد، منذ 2015 عسكريا وتشن بانتظام ضربات على فصائل المعارضة في شمال غرب البلاد.
وتسيطر "هيئة تحرير الشام" مع فصائل معارضة أقل نفوذا على نحو نصف مساحة إدلب ومحيطها، وعلى مناطق متاخمة في محافظات حلب واللاذقية وحماة المجاورة. وتؤوي المنطقة أكثر من خمسة ملايين نسمة، الجزء الأكبر منهم نازحون، بحسب الأمم المتحدة.
ص.ش/ع.ج.م (رويترز، د ب أ، أ ف ب)
إدلب... مدن أثرية "منسية" تتحول لمخيمات للاجئين
لم يجد بعض من فرّ من نيران المعارك في سوريا إلا اللجوء لمواقع أثرية بائدة. في إدلب، التي يعيش فيها حوالي ثلاثة ملايين نازح، اتخذ البعض من "المدن المنسية" المهجورة التي تعود للعهد البيزنطي منزلاً لا يتطلب دفع أجار.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
ذكريات الرحلات المدرسية إلى المواقع الأثرية السورية لا تزال حية في ذاكرة محمد عثمان. لم يخطر على باله بالمطلق أن أحد تلك المواقع سيصبح بيته يوماً ما. خيمة العائلة مثبتة بحجارة يفوح منها عبق التاريخ وحبل الغسيل مشدود إلى رواق حجري في منطقة أثرية تعود للعهد البيزنطي.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
منذ سنتين ونصف يعيش محمد وزوجته وأربعة أطفال في "سرجبلة"، التي تقع قرب الحدود التركية. في هذا الموقع البيزنطي القديم تعيش حوالي 50 عائلة أخرى. لم يبق أمام محمد وعائلته إلا الفرار بجلودهم بعد تعرض مدينته معرة النعمان لقصف قوات النظام السوري.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
يطعم محمد عائلته مما يجنيه من بعض الأعمال الموسمية. ويضطر في بعض الأحيان للاستدانة ليسد رمق أطفاله. تعيش العائلة وغيرها من العائلات في هذا الموقع الأثري الذي يعود للقرن الخامس الميلادي لأنه لا يترتب عليها دفع أي إيجار لمجرد نصب الخيمة على الأرض. "لم نترك ديارنا بمحض إرادتنا لنعيش في هذا المكان المهجور منذ آلاف السنين"، يبرر محمد عثمان.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
لا يرتاد الأطفال المدارس. وتحولت الأوابد الأثرية لملعب لهم، رغم المخاطر المترتبة على ذلك. يقول محمد عثمان لمصور رويترز: "في الصيف نواجه خطر الأفاعي والعقارب. وفي الشتاء يحاصرنا البرد والثلوج". وقد كان شتاء هذا العام قاسياً جداً في إدلب، ما أدى لموت بعض اللاجئين تجمداً.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
غير بعيد عن "سرجبلة" تعيش 80 عائلة أخرى في موقع "بابسقا" الأثري، المصنف على قائمة اليونسكو للتراث الإنساني. يعيش محمود أبو خليفة وأسرته هنا. يقول إنه كان يملك أرضاَ قبل لجوئه إلى هنا: "كانت غلال الأرض والماشية تؤمن لنا حياة كريمة. اليوم نعيش بين الأحجار المهجورة والطين".
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
تمكنت بعض العوائل من أخذ مواشيها معها عند فرارها من نار الحرب. وهذا ما فعله محمود أبو خليفة. ترعى الأغنام والماعز كل النهار بين أطلال المدينة المهجورة. ويبحث الدجاج في الأرض عن كل ما يؤكل. صنع محمود أبو خليفة حظيرة لمواشيه وقن لدجاجه من حجارة الموقع التاريخي. ويستخدم أحد الكهوف لتخزين علف المواشي وممتلكات بسيطة للعائلة.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
في السنوات الأولى للحرب اتخذت المعارضة المسلحة من "بابسقا" الأثرية موقعاً لها تشن منه هجمات على قوات النظام. وحتى اليوم يمكن العثور على بعض بقايا تلك المرحلة.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
لدى محمود أبو خليفة وزوجته زهرة سبعة أطفال. يسمي محمد وزوجته مخيم بابسقا "مخيم الخرابة". الوضع في إدلب لم يستقر؛ إذ أنها ما تزال تتعرض لقصف قوات النظام. يتمنى محمود أبو خليفة بأن يحيى أطفاله حياة أفضل ومطلبه الوحيد "العودة إلى قريتنا".
إعداد: ديانا هودالي/خ.س