1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سوريا ـ عرجوم الزيتون والحمأة كبدائل لتوليد الطاقة

٢ ديسمبر ٢٠١٠

كيف يمكن الاستفادة من النفايات المحلية الصلبة مثل عرجوم الزيتون في توليد طاقات متجددة؟ سؤال شكل أحد محاور الأسبوع السوري الألماني الخامس للبيئة الذي أقيم في العاصمة السورية دمشق بمشاركة خبراء ألمان وسوريين.

شعار وعنوان الفعالية السورية الألمانيةصورة من: DW

شكلت "الأنظمة المستدامة لإدارة النفايات الصلبة وتدويرها" أحد المحاور الرئيسية لفعاليات الأسبوع السوري الألماني الخامس للبيئة الذي انعقد خلال الفترة من 28/11/2010 ولغاية 2/12/2010 في العاصمة السورية دمشق تحت عنوان "أنظمة الطاقة والبيئة المستدامة". وفي هذا الإطار دارت ندوة ساخنة حول إمكانية توليد الكهرباء والحرارة من عرجوم الزيتون (بذار وبقايا الزيتون بعد عصره) المتوفر في سوريا بكثرة كونها من أوائل الدول المنتجة للزيتون. وقد شهدت الندوة وجهات نظر مختلفة بين المشاركين، ففي حين يرى بعضهم بأن العرجوم يمكن أن يكون أحد بدائل الوقود الأحفوري ووسيلة للتخلص البيئي السليم من النفايات الصلبة، عارض البعض الآخر فكرة استخدامه لتوليد الطاقة بسبب استخدامه الحالي لأغراض متعددة، ولأن طاقة الرياح والطاقة الشمسية متوفرة أكثر من توفر العرجوم على مدار السنة.

عرجوم الزيتون كبديل عن الوقود الأحفوري

جانب من الفعاليةصورة من: DW

البروفسور ديتير شتاينبريشت، أستاذ الطاقة في جامعة "روستوك"، الألمانية يرى بأنه يمكن توفير الطاقة من عرجوم الزيتون بنسبة 5 بالمائة على مستوى سوريا، إذا تم حرقها بطريقة "السرير المميع" أو بطريقة "التوهج دون لهب"، وهي من أنظف طرق الحرق المتبعة حتى الآن. غير أن المشكلة في عدم توفر معمل أو فرن في سوريا حتى الآن لحرقها بهذه الطريقة كما يقول شتاينبريشت في حديث خاص بـ"دويتشه فيله"، ويضيف: "يجب أن يشغل الفرن يومياً 22 ساعة كي يصبح ذو جدوى اقتصادية، ومن هنا تأتي المشكلة برأيه حيث يعتقد بأنه لا يوجد حتى الآن كميات متوفرة من عرجوم الزيتون يمكن تشغيل الفرن بها هذه المدة يوميا. من جهته يرى المهندس طلال العلي، رئيس دائرة البيئة والصحة والزراعة في محافظة حمص السورية، أن توليد الكهرباء والحرارة من عرجوم الزيتون "سيعني توفير أحد بدائل الوقود الأحفوري مستقبلا، كما أنه يمكن استخدام المخلفات الصلبة للزيتون في تسخين المياه اللازمة للتدفئة المركزية كبديل عن الوقود العادي" كما يقول المهندس طلال، في حديث خص به "دويتشه فيله".

المشكلة في عدم توفر العرجوم بالشكل الكافي

ديتير شتاينبريشت، أستاذ الطاقة في جامعة "روستوك"، الألمانيةصورة من: DW

غير أن المهندس كمال الشحاف، مدير دائرة الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة السورية، يعارض فكرة استخدام العرجوم في توليد الطاقة، ويقول " لا يوجد لدينا في سوريا كميات وفيرة منه، وعلى العكس يوجد لدينا مخلفات أخرى تصلح لتوليد طاقة وحرارة، وما نحتاجه هو معمل يمكن حرق مختلف المخلفات فيه". وفي السياق ذاته ذكر بشار إسماعيل، مهندس مسؤول في المنطقة الصناعية بعدرا - دمشق بأن سوريا تستفيد من عرجوم الزيتون لأغراض أخرى كرصف الأرضية وصنع السماد والصابون، في حين أن تحويله إلى طاقة مكلف جداً، وربما يكون أقل جدوى مقارنة باستخداماته الحالية، ناهيك عن عدم توفر الكميات الكافية منه. ولذا فمن الأفضل برأيه الاستفادة من طاقة الرياح والشمس المتوفرة في سوريا لتوليد الطاقة.

"السرير المميع" الحل الأمثل لتأمين طاقة أنظف

المهندس طلال العلي، رئيس دائرة البيئة والصحة والزراعة في محافظة حمص السوريةصورة من: DW

عدد من الباحثين السوريين تحدث في الندوة باستفاضة عن فرص وإمكانيات الاستفادة من الخيرات الألمانية فيما يخص حرق المخلفات الصلبة وتوليد الطاقة منها، "على سبيل المثال هناك حمأة ناتجة عن مصافي النفط السورية، وفي مقدمتها مصفاة حمص حيث تتوفر كميات كبيرة من هذه الحمأة وتحرق في سوريا ولا يستفاد منها في توليد الحرارة والكهرباء بسبب عدم توفر التجهيزات اللازمة لذلك"، كما يقول بشار إسماعيل. ولكن المشكلة برأي بشار تتعلق ليس فقط بالجانبي الطاقوي وإنما بالبيئي أيضاً. وفي السياق ذاته يرى الدكتور نايف عبود، خبير في مجال الطاقة أن " طريقة السرير المميع" الذي يمكن الاعتماد على الخبرات الألمانية في تطبيقها لا تتعلق فقط بتوفير الطاقة من مخلفات المواد المختلفة، وإنما بموضوع البيئة بحيث لا ينجم انبعاثات أو غازات ضارة".

حلول يصعب تطبيقها على أرض الواقع

بشار إسماعيل، مهندس مسؤول في المنطقة الصناعية بعدرا - دمشقصورة من: DW

باحثون آخرون رأوا بأن الحديث حول الاستفادة من النفايات الصلبة ركز على حلول عالية التكلفة بالنسبة للبلدان النامية التي تتوافر فيها هذه النفايات بكثرة؛ "المشكلة أن الحلول المطروحة تحتاج لسنوات من أجل تطبيقها على أرض الواقع"، على حد قول عبير محمود، باحثة في مجال البيئة والطاقة. ويرى الباحث عمر زيدان، أن الدراسات والحلول المعروضة لا تأخذ بعين الاعتبار إمكانيات التطبيق في بلد مثل سوريا، "ما يهمنا هو التطبيق الفعلي وليس عرض النتائج أو عرض تجهيزات ذات كلفة مادية مرتفعة ومردود اقتصادي قليل، فهذا قد يعني انه قد لا تتوفر جهة تتكفل بإنشاء محطات لمعالجة مشكلة النفايات الصلبة والاستفادة منها".

الجدير ذكره أن الأسبوع السوري الألماني الخامس للبيئة يناقش قضايا متعددة لا تتعلق بإدارة النفايات الصلبة وتدويرها فقط، وإنما يتطرق أيضاً لمواضيع تتناول أمكانية توفير الطاقات الجديدة والمتجددة والأنظمة المستدامة لمياه الشرب والصرف الصحي. وقد تم التوقيع خلال فعاليات الأسبوع على مشروع تعاون بين محافظة حلب وشركة ISFM الألمانية في مجال توفير الطاقة في الأبنية الحكومية"الإدارية".

عفراء محمد – دمشق

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW