سوريا ـ قصف قوات معارضة شنت "هجوما كبيرا" في شمال غرب البلاد
٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤
قال الجيش السوري ومصادر معارضة إن غارات روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب البلاد لصد هجوم للمعارضة استولت خلاله على أراض لأول مرة منذ سنوات. وأسفرت المواجهات الأخيرة عن مقتل حوالي 140 من الطرفين.
إعلان
قتل أكثر من 140 جنديا سوريا ومقاتلا من "هيئة تحرير الشام" وفصائل أخرى في اشتباكات عنيفة اندلعت بين الطرفين في شمال غرب البلاد، بحسب حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الخميس (28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024)، في وقت أفادت وزارة الدفاع السورية من جهتها عن التصدي "لهجوم كبير" من تلك الفصائل في ريفي حلب وإدلب.
وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس/ آذار 2020 حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.
وفي أول بيان له منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري "تصدت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمرا حتى الآن وكبدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح". وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و"قوات صديقة" لم يسمها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته، عن ارتفاع عدد القتلى "خلال المعارك المستمرة منذ 24 ساعة" إلى 141، هم 71 من هيئة تحرير الشام، و18 من فصائل الجيش الوطني، و52 عنصرا من قوات الجيش السوري في الاشتباكات التي اندلعت بعد شنّ الهيئة وفصائل متحالفة معها "عملية عسكرية" منذ الأربعاء على مناطق النظام في حلب.
وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا وأصبحوا على مسافة عشرة كيلومترات تقريبا من مشارف مدينة حلب وعلى بعد بضع كيلومترات من بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران. كما هاجموا مطار النيرب شرقي حلب حيث تتمركزفصائل موالية لإيران.
النظام السوري يلجئ لقصف المدنيين لتفادي معركة حلب المرتقبة
01:52
وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء ردا على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقا لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.
ويقولون إن أكثر من 80 شخصا، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة. وتقول دمشق إنها تشن حربا ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.
وتقول قوات المعارضة إن دمشق تستغل الصراع الأوسع في المنطقة في مسعى للسيطرة على آخر الأراضي التي تسيطر عليها في سوريا قرب الحدود مع تركيا حيث يعيش أكثر من ثلاثة ملايين نسمة.
وشهدت جبهات ريف حلب في شمال سوريا هدوءاً لأشهر طويلة قبل هذه المعارك. ويسري في إدلب ومحيطها منذ السادس من آذار/مارس 2020 وقف لإطلاق النار أعلنته كل من موسكو، الداعمة لدمشق، وأنقرة، الداعمة للفصائل، وأعقب هجوما واسعا شنّته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر.
وتشهد المنطقة بين الحين والآخر قصفاً متبادلاً تشنّه أطراف عدة، كما تتعرض لغارات من جانب دمشق وموسكو. لكنّ وقف إطلاق النار لا يزال صامداً إلى حدّ كبير. وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعا داميا تسبّب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
ع.ش/ع.ج.م (رويترز، أ ف ب)
المعارك المحتدمة في شمال غرب سوريا تنذر بكارثة إنسانية
يواصل الجيش السوري تقدمه في شمال غرب البلاد، بعد سيطرته على حلب، وأسفرت المعارك في شمال غرب سوريا عن موجة نزوج كبيرة قاربت المليون نازح، حسب الأمم المتحدة، ما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة سيما في ظل موجة برد قارس.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Said
سيطر الجيش السوري على كامل المناطق المحيطة بمدينة حلب من الجهتين الغربية والشمالية، وتمكن بذلك من إبعاد هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) والفصائل المعارضة الأخرى عنها.
صورة من: picture-alliance/dpa/X. Hua
لم يبق سوى الركام في القرى المجاورة لحلب. الصورة لبلدة كفر حمرة في ريف حلب الشمالي الغربي.
صورة من: picture alliance/dpa/BERNAMA/H. Mohamed
رغم سيطرة القوات الحكومية على كامل مدينة حلب عام 2016 إثر معارك وحصار استمر أشهرا عدة للفصائل المعارضة في أحيائها الشرقية، بقيت المدينة هدفاً لقذائف هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل المعارضة الأخرى المنتشرة عند أطرافها والتي أودت بحياة مئات المدنيين.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Mohammad
لم تمر ساعات على إعلان استعادة الجيش السوري كافة المناطق بمدينة حلب حتى توجه سكانها الأصليين إلى مدينتهم التي غادروها قبل سنوات بسبب المعارك المحتدمة حينذاك وسيطرة الفصائل المعارضة على المدينة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Watad
تحذيرات من الأمم المتحدة بأن حجم الأزمة الإنسانية أصبح يفوق طاقة وكالات الإغاثة مع فرار ما يقرب من مليون مدني، أغلبهم نساء وأطفال، هربا من المعارك في شمال غرب سوريا، متجهين صوب الحدود التركية في ظل أحوال جوية شتوية بالغة القسوة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Watad
خلال أسابيع، سيطرت قوات النظام على مناطق واسعة، وتمكنت من تحقيق هدف طال انتظاره بسيطرتها على كامل الطريق الدولي "إم 5" الذي يصل مدينة حلب بدمشق، ويعبر مدناً رئيسية عدة من حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/D. Vinogradov
حصيلة القتلى في محافظة إدلب منذ أول يناير/كانون الثاني الماضي بلغت 299 قتيلا، حوالي 93 في المائة من القتلى لقوا حتفهم على أيدي قوات الحكومة السورية وحلفائها، وذلك إستنمادا إلى تقارير الأمم المتحدة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Watad
بقايا الحرب الدامية في سوريا. ألغام جمعتها القوات الحكومية من الطريق الدولي "إم 5".
صورة من: picture-alliance/dpa
بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فقد فرّ حوالي 43 ألف شخص خلال الأيام الأربعة الأخيرة فقط من غرب حلب. وتزداد معاناة النازحين مع انخفاض حاد في درجات الحرارة. ولجأ الجزء الأكبر منهم إلى مناطق مكتظة أساساً بالمخيمات قرب الحدود التركية في شمال إدلب، لم يجد كثر خيما تؤويهم أو حتى منازل للإيجار، واضطروا إلى البقاء في العراء.
صورة من: picture-alliance/AA/M. Said
منزل فخم يشرف على الطريق الدولي "إم 5" تحول في يوم ما إلى حلاقة. والآن أصبح نقطة تفتيش تحرسها آلية عسكرية تابعة للجيش التركي ورفع فوق المبنى العلم التركي أيضاً. وجهت أنقرة إنذارات عدة لدمشق، وهددت بضرب قواتها "في كل مكان" في حال كررت اعتداءاتها على القوات التركية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Vinogradov
"معركة تحرير ريف حلب وإدلب مستمرة بغض النظر عن بعض الفقاعات الصوتية الفارغة الآتية من الشمال"، هكذا يرى الرئيس السوري بشار الأسد ردا على التحذيرات التركية لقوات النظام بوقف تقدمها. في الصورة مؤيدون للأسد في احتفال لعودة القوات الحكومية.
صورة من: picture-alliance/dpa
القتال لم يتوقف..قوات النظام "تتقدم باتجاه جبل الشيخ بركات" الذي يطل على ما تبقى من مناطق تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام" والفصائل في غرب حلب، بحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن.
صورة من: picture-alliance/dpa
"المخيمات تضيق بالنازحين. الأمهات يشعلن البلاستيك لتدفئة أطفالهن ويموت رضع وأطفال من شدة البرد"، مشاهد عن أوضاع اللاجئين والنازحين كما يصفها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكو، الذي قال إن العنف في شمال غرب سوريا لا يفرق "بين منشآت صحية أو سكنية أو مدارس وجوامع وأسواق"، معتبرا أن الحل الوحيد هو وقف اطلاق النار. إعداد: زمن البدري/(أ ف ب، رويترز)