بعيد دخول اتفاق التهدئة الأمريكي الروسي حول سوريا حيز التنفيذ، بدا الوزير جون كيري متفائلا بـ "وجود بعض التراجع في العنف". المرصد السوري لحقوق الإنسان تحدث عن هدوء يعم الجبهات السورية مع استثناءات قليلة.
إعلان
صرح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الاثنين (12 أيلول/ سبتمبر 2016) أن المؤشرات الأولية بشأن سريان التهدئة في سوريا اليوم تبعث على الأمل. وقال كيري في مقر وزارة الخارجية الأمريكية بالعاصمة واشنطن: "التقارير المبدئية تشير إلى وجود بعض التراجع في العنف".
بيد أن كيري ذكر من جهة أخرى بأن الوقت "مازال مبكرا للغاية لاستخلاص نتائج نهائية، وأنا لا أستخلص أي نتائج، فهناك بلا شك تقارير عن أعمال عنف هناك وهناك".
لكن كيري حض أطراف النزاع السوري على التزام الهدنة التي توافقت عليها الولايات المتحدة وروسيا منبها إلى أنها "قد تكون الفرصة الأخيرة لإنقاذ" البلاد. وقال كيري للصحافيين "نعتقد أن الحل الواقعي والممكن الوحيد للنزاع هو حل سياسي في نهاية المطاف"، لكنه رأى أن "من المبكر جدا الخروج بخلاصات" حول الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ قبل ساعات.
وأضاف "أحض جميع الأطراف على دعم (الاتفاق) لأنه قد يكون الفرصة الأخيرة المتوافرة لإنقاذ سوريا موحدة".
واليوم عمّ الهدوء للمرة الأولى منذ سبعة أشهر الجبهات السورية مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ مساء اليوم، بموجب الاتفاق الأميركي الروسي، الذي يشكل محاولة جديدة لوضع حد للنزاع المستمر منذ خمس سنوات. وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن "هدوءا يعم المناطق السورية كافة، وخصوصا دمشق، حلب (شمال) وإدلب (شمال غرب)، باستثناء بعض القذائف في القنيطرة ودرعا جنوبا مع بداية التهدئة".
ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عند الساعة السابعة مساء اليوم (الرابعة بتوقيت غرينيتش). وقبل دقائق من بدء سريانه، أعلنت موسكو تعليق ضرباتها الجوية على كل الأراضي السورية، باستثناء "المناطق الإرهابية"، فيما أكد الجيش السوري لاحقا التزامه التهدئة لمدة سبعة أيام.
وفي مدينة حلب في شمال البلاد، أفاد مراسل فرانس برس في الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة أن هدوءا يستمر منذ الساعة الخامسة عصرا. وفي الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، نقل مراسل آخر لفرانس برس مشاهدته لحركة نشطة للسكان في حي الفرقان في أول أيام عيد الأضحى.
ولم يصدر أي قرار رسمي حتى الآن من المعارضة السياسة أو المسلحة بخصوص الاتفاق. بيد أن المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط قال في وقت سابق إن الهيئة تطالب بضمانات حول تطبيق الاتفاق. وشكك المسلط في التزام النظام السوري وروسيا بالاتفاق، مشيرا إلى أنهما يصنفان كل الفصائل التي تقاتل قوات النظام بـ "الإرهابية".
وبموجب الاتفاق، يمتنع النظام السوري عن القيام بأي أعمال قتالية في المناطق التي تتواجد فيها المعارضة المعتدلة والتي سيتم تحديدها بدقة وفصلها عن المناطق التي تتواجد فيها جبهة فتح الشام. كما ينص على وقف كل عمليات القصف الجوي التي يقوم بها النظام في مناطق أساسية تم الاتفاق عليها، ووقف القصف بالبراميل المتفجرة واستهداف المدنيين. ويمتنع الطرفان عن شن هجمات وعن محاولة إحراز تقدم على الأرض.
أ.ح/ح.ع.ح (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
حلب.. بقايا مدينة بين فكي الموت!
بعد أن كانت الحاضرة الاقتصادية لسوريا تحولت حلب إلى شبه صحراء تنتشر فيها راحة الموت ويسمع في جنباتها أنين الأطفال والأرامل، وتغطيها أكوام الحطام. مرت الحرب الضارية من هنا وتركت بصماتها. وللأسف لا تزال مقيمة وتأبى الرحيل.
صورة من: picture-alliance/dpa/WYD Krakow2016
أكوام وأكوام وأكوام...من الحطام
بعد القصف تتسبب الأبنية المتداعية والمتهدمة في سد الشوارع والطرق. يتداعى منقذون إلى البحث عن جثث الضحايا، وربما ناجين محتملين.
صورة من: picture-alliance/AA/I. Ebu Leys
آثار القصف
تسيطر قوات نظام بشار الأسد وحلفائه على الجزء الغربي من المدينة، بينما يسيطر الثوار على الجزء الشرقي منها. وقد تعرض الجزء الشرقي لدمار كبير أكبر من نظيره الغربي. الصورة هنا لحي بني زيد، الذي سيطرت عليه قوات الأسد قبل حوالي أسبوع.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
نبش الحطام...بالأظافر
تقوم الآليات الثقيلة التابعة لفرق الإنقاذ بتعزيل وإزالة آثار قصف قامت به قوات الأسد. غير أنه وفي بعض الأحيان يضطر المنقذون إلى البحث عن الضحايا المدفونين تحت أكوام الركام بأظافرهم وأيديهم، بسبب نقص أبسط المعدات والأدوات اللازمة.
صورة من: picture-alliance/AA/M. Sultan
سُحب الدخان كسلاح
تجري محاولات في الأحياء التي يسيطر الثوار لوقف تقدم قوات النظام بشتى الطرق وبكل الوسائل المتاحة. وهنا في حي مشهد أُحرقت إطارات السيارات للتشويش على الطيران.
صورة من: picture-alliance/AA/B. el Halebi
افتراش السيارات والتحاف السماء
من يفقد منزله، يتعين عليه البحث عن مأوى. لا يأوي المشردين إلى الخيام وحدها؛ إذ أن الحاجة ألجأت البعض إلى الحافلات القديمة والخارجة من الخدمة.
صورة من: picture-alliance/AA/A.H. Ubeyed
بيوت للاجئين
طلب النظام السوري من السكان في مناطق الثوار مغادرتها، ومن ثم أنزلهم في مباني شمال المدينة، كما يبدو في هذه الصورة.
صورة من: picture-alliance/AP-Photo
حتى المساجد لم تنجُ بجلدها (بقبابها)
لم تنجُ الكثير من مساجد حلب من القصف والدمار. هنا تظهر قبة مسجد عمر بن الخطاب في حي كفر حمرة.
صورة من: picture-alliance/AA/T. el Halebi
القصف والانفجارات تخرق صمت الليل
لا تهدأ العمليات الحربية لا ليلاً ولا نهاراً. مراراً وتكراراً تتصاعد أعمدة الدخان خارقة عنان السماء. في الصورة نشاهد انفجار مستودع ذخيرة للقوات الحكومية.
صورة من: picture-alliance/AA/M. Kurab
حديقة لزراعة الخضار وسط الدمار
يتعين على المدنيين تدبر أمر طعامهم. يقوم عبد الله بزراعة الخضار في حديقة صغيرة وأكوام الحطام والدمار تحيط بها من كل الجوانب. وتستمر الحياة!
صورة من: picture-alliance/AA/M. El Halabi
بانتظار...الخبز
يتوجب على الناس انتظار ساعات وساعات للحصول على ما يسد الحد الأدنى من الرمق: بعض أرغفة الخبز. الصور في حي شمال حلب يسيطر عليه الثوار.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Al-Masri
أطفال بعمر الزهور يقتنصون هدنة
حالف الحظ هؤلاء الأطفال بهذه الفسحة من الوقت ليلعبوا قليلاً ويستعيدوا بعضاً من لحظات طفولتهم المسروقة. الصورة مأخوذة في حي الأتارب وعمر الصورة شهر. كبر الكثير من الأطفال قبل أوانهم.
صورة من: picture-alliance/AA/A.H. Ubeyed
لعبة الحرب...للكبار وللأطفال!
هنا لا يلعب الأطفال ألعابهم التقليدية فقط. إذ انخرط بعضهم بشكل غير واعٍ في تقليد الكبار، فشرعوا يطلقون النار على بعضهم البعض من مسدسات بلاستيكية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
استثناء يؤكد القاعدة
لم يحل الدمار في كل مكان. حتى الآن، لم تطل يد الدمار والحرب كنيسة القديسة ماتيلدا للروم الملكيين الكاثوليك. تظهر في الصورة احتفالات الكنيسة بمناسبة "يوم الشباب الدولي" 2016 إذا تجمع في الكنيسة المئات للاحتفال بهذا المهرجان الذي نظمته الكنيسة الكاثوليكية حول العالم في الأيام الأخيرة من الشهر المنصرم.