ذكرت الشرطة السويسرية أن طائرة من نوع "يونكرز" قد تحطمت في منطقة جبلية بسويسرا ومقتل جميع ركابها العشرين. وهذه الطائرة مصنوعة من الفولاذ عام 1939 في ألمانيا واستخدمت للنقل العسكري وكقاذفة خلال الحرب العالمية الثانية.
إعلان
أعلنت شرطة كانتون غريزون في شرق سويسرا اليوم الأحد (الخامس من أغسطس/أب 2018) أن 20 شخصا هم جميع ركاب الطائرة العسكرية السويسرية القديمة التي تحطمت بعد ظهر أمس السبت في منطقة جبلية، لقوا حتفهم، فيما يتم التحقيق في سبب سقوط الطائرة. وقالت المتحدثة باسم الشرطة أنيتا سنتي في مؤتمر صحافي عقدته في بلدة فليمس عند سفح جبل بيز سيغناس الذي يبلغ ارتفاعه حوالى ثلاثة آلاف متر، "تؤكد الشرطة بحزن أن جميع الركاب العشرين قتلوا".
وأفادت الشرطة أن الطائرة كانت تقل خلال تحطمها طاقتها القصوى، أي 17 راكبا وثلاثة من أفراد الطاقم، هم أحد عشر رجلا وتسع نساء بينهم زوجان من النمسا مع ابنهما. وتشارك خمس مروحيات في عمليات الإنقاذ منذ السبت. وفتحت وزارة العدل السويسرية تحقيقا بالتعاون مع الدائرة السويسرية للتحقيق الأمني ووزارة العدل في كانتون غريزون لتحديد أسباب الحادث.
وقالت وسائل الإعلام السويسرية إن الركاب كانوا عائدين من رحلة سياحية في مدينة لوكارنو في جنوب سويسرا بعدما وصلوا إليها صباح الجمعة، وكانوا متجهين إلى مطار دوبندورف العسكري قرب زوريخ. ونقلت صحيفة "20 مينتس" عن شاهد كان موجودا في منطقة الحادث أن "مسار الطائرة تحول 180 درجة نحو الجنوب وتحطمت على الأرض"، مضيفا أن الحطام تناثر "ضمن منطقة محدودة" ما يجعل فرضية وقوع انفجار أمرأ مستبعدا.
وهذا النوع من الطائرات القديمة ليس مزودا بصندوق أسود أو بصندوق بيانات أو مسجل صوت، ما يعني أن التحقيق سيستند إلى الشهادات وتحليل الحطام. وأوضح دانيال كنيش من دائرة التحقيق الأمني أن طاقم الطائرة لم يتسن له الوقت لطلب المساعدة نافيا أن تكون درجات الحرارة المرتفعة قد تسببت بالحادث، وأن الطائرة سقطت بشكل عمودي تقريباً من السماء عند سرعة كبيرة نسبيا.
توقف حركة الطائرات في مطار بسبب انقطاع التيار الكهربائي
00:25
والطائرة المزودة بثلاثة محركات من نوع "يونكرز جي يو52 اتش بي-اتش او تي"، تم تصنيعها عام 1939 في ألمانيا، وهي ملك شركة "جي يو-إير" التي أسسها عام 1982 أصدقاء لسلاح الجو السويسري. وأكد كورت فالدماير رئيس الشركة أمام وسائل الإعلام أن الطائرة لم تكن تواجه أي مشكلة تقنية وقد أخضعت للصيانة في تموز/يوليو الماضي. وأضاف أن طاقم الطائرة يمتلك خبرة واسعة إذ أن قائد الطائرة ومساعده هما في الستينات من العمر. وقالت الشركة على موقعها أنها تشعر بـ"الحزن العميق" مقدمة التعازي "لعائلات وأصدقاء الطاقم والركاب". وأكدت أنه تم تعليق رحلات الشركة.
وتقول الشركة إنها تستخدم أسطولا صغيراً من أربع طائرات يونكرز صنعت جميعها عام 1939 ويتم تأجيرها. وقادة تلك الطائرات هم من الطيارين العسكريين السابقين والمحترفين وجميعهم متطوعون. وطائرة "يونكرز جي يو52 اتش بي-اتش او تي" مصنوعة من الفولاذ وصنعتها شركة جونكرز الألمانية في ثلاثينات وخمسينات القرن الماضي. واستخدمت للنقل العسكري وكقاذفة خلال الحرب العالمية الثانية. وعلى موقعها تحدثت الشركة عن حادث آخر وقع في 1987 في مطار كوبلينز في ألمانيا، إلا أن أحداً لم يصب بأذى.
ويعتبر هذا أسوأ حادث طيران في سويسرا منذ سنوات ولكنه واحد من ثلاثة حوادث تحطم طائرات شهدها ذلك البلد في ثمانية أيام. ففي السبت تحطمت طائرة سياحية سويسرية كانت تقل زوجين وطفليهما في غابة في كانتون نيفالد واندلعت فيها النيران على الفور. ولم ينج منها أحد. وفي 27 تموز/يوليو قتل أربعة أشخاص في تحطم طائرة صغيرة عند اصطدامها بقمة جبل جليدي في كانتون فاليه الجنوبي.
ز.أ.ب/ط.أ (أ ف ب)
هوجو يونكرز
صورة من: picture-alliance / dpa
150 عام على مولد مصمم الطائرات الشهير يونكرز
تمثال لهوجو يونكرز، وضع في متحف هندسي باسمه في مدينة ديساو في ولاية ساكسونيا أنهالت، وذلك في إطار معرض خاص ينظمه المتحف بمناسبة مرور 150 عاماً على مولد المهندس الشهير. يعتبر يونكرز أحد أهم المهندسين والعلماء والمخترعين في القرن العشرين، وولد في 3 فبراير/شباط عام 1859 وتوفي في عام 1935، واستطاع أن يبتكر الطائرة الأولى التي تصنع بالكامل من المعدن وتثبت أجنحتها بالكامل داخل بنية الطائرة، والتي أطلق عليها اسمه (يونكرز ج-1) وكان لها أثراً كبيراً في مجريات الحرب العالمية الأولى.
صورة من: AP
إيكاروس – الرجل الطائر من ديساو
الرجل الطائر النابع من التراث الإغريقي، إيكاروس، كان الشعار الذي اختاره هوجو يونكرز لطائراته. يونكرز لم يكن مجرد مصمم عبقري، لكنه أحدث ثورة في عالم الطيران وفي تقنياته في بدايات القرن العشرين. وقد قال يوماً عن نفسه "لكل شخص جنونه، وجنوني هو حب البحث". استطاع يونكرز أن يحقق 380 ابتكار حملت اسمه، مما يثبت أنه لم يضيع لحظة من حياته دون بحث!
صورة من: picture-alliance / dpa
يونكرز في كل حمام ألماني
ومع انتشار السخانات التي تعمل بالغاز، انتشر اسم يونكرز في كل حمام ألماني، لتسمح لكل منزل ألماني بالحصول بسهولة على مياه ساخنة. وحقق هذا النجاح المصدر الرئيسي لتمويل أبحاث يونكرز وشركته، حتى اضطر لبيع تقنيته الخاصة عام 1932 لشركة بوش الألمانية تحت تأثير الأزمة المالية العالمية.
صورة من: AP
يونكرز ينشىء شركته الخاصة
ولد يونكرز في 3 فبراير/شباط عام 1859 في مدينة رايدت الواقعة على ضفاف نهر الراين، وكان ابناً لصاحب مصنع نسيج. وبدأ في عام 1878 دراسته في برلين وآخن، وعمل كعامل تركيبات في عدد من المصانع. وفي عام 1888، ذهب إلى ديساو، وأنشأ محطة لتجربة محركات الوقود. وهناك ابتكر جهاز لقياس القيمة الحرارية للوقود في عام 1892 الذي أطلق عليه مسعر يونكرز وكان الأساس لبناء شركته الخاصة والتي أطلق عليها اسمه.
صورة من: AP
أول طائرة في العالم تبنى كاملة من المعدن
وفي عام 1897 أصبح يونكرز أستاذ لعلم الديناميكا الحرارية في معهد التقنية في آخن، وبدأ في الاهتمام بمحركات الديزل، كما بدأ في دراسة مبادىء الطيران. وفي عام 1915، استطاع المبتكر الألماني أن يقوم بإنجاز فريد، إذ قام ببناء أول طائرة في العالم تصنع بالكامل من المعدن والتي أطلق عليها "ج 1".
صورة من: picture-alliance / KPA/TopFoto
يونكرز ف 13
وسرعان ما استبدلت الألواح الحديدية التي صنعت منها الطائرة الأولى بألواح من الألمونيوم شديدة المتانة. وفي عام 1919، افتتحت ورشة يونكرز لصناعة الطائرات، وبدأ ابتكار الطائرة يونكرز اف 13، أول طائرة ركاب تصنع بالكامل من المعدن. وكان من الممكن لهذه الطائرة أن تحمل قائدي طائرة بالإضافة إلى 4 ركاب.
صورة من: AP
الطائرة الأسطورية يو 52
وتطورت الطائرات التي ابتكرها يونكرز، ليتم تصميم عائلة كبيرة من الطائرات، انتهت بالطائرة الأسطورية التي حملت اسم "يو 52"، والتي بدأت في عام 1930 رحلاتها بطرازها ذي المحرك الواحد، ثم تبعها الطراز ذي المحركات الثلاثة في عام 1932. هذه الصورة هي لطائرة من طراز يو 52 من عام 1937 أعيد بناؤها لتوضع في المتحف الهندسي هوجو يونكرز، بمناسة مرور 150 عاماً على مولد المبتكر الألماني والمهندس الذي يطلق اسمه على المتحف.
صورة من: AP
يونكرز يو 52 تشهد وداع مطار تمبلهوف التاريخي
الطائرة يونكرز يو 52 كانت واحدة من الطائرتين اللتين شهدتا لحظات وداع مطار تمبلهوف البرليني. في نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي أسدلت برلين على هذا المطار التاريخي، الذي يعد أحد أقدم مطارات العالم، والذي لعب دوراً هاماً في عمليات الإغاثة الجوية خلال الحرب البارد وظل مركزاً للملاحة الجوية طيلة 85 عاماً.
صورة من: picture-alliance / dpa
طائرة A 50 ذات المحرك الواحد
في العشرينيات من القرن الماضي أنتج يونكرز 60 طائرة من موديل A 50 ذات المحرك الواحد، واليوم لم يتبق من هذا الموديل سوى ثلاث طائرات يملك أحدها ثري من مدينة كمنتس واستعارها متحف التقنية في المدينة حيث تعرض اليوم.