صرح عدد من السياح المغاربة عن تعرضهم لمعاملة "مهينة" في مطار قرطاج الدولي بتونس، وصلت إلى حد الترحيل رغم استيفاء جميع الشروط القانونية. ورغم تزايد الشكاوى، لم يصدر حتى الآن أي رد رسمي من الجانب التونسي.
مطار قرطاج الدولي بتونس (أرشيف)صورة من: IMAGO/ZUMA Wire/IMAGO
إعلان
أثار عدد من السياح المغاربة موجة من الاستياء بعد تعرضهم، حسب رواياتهم، لمعاملات وصفوها بـ"المهينة" من قبل سلطات مطار قرطاج الدولي في تونس . وأكد المشتكون أنهم واجهوا صعوبات كبيرة عند محاولتهم دخول الأراضي التونسية، وصلت في بعض الحالات إلى الترحيل، رغم استيفائهم جميع الشروط القانونية والمالية المطلوبة للسفر.
وأفاد مصدر جمعوي مغربي مقيم في تونس ، في تصريح لجريدة هسبريس المغربية، بأن "حوادث منع المواطنين المغاربة من الدخول إلى تونس دون مبررات واضحة تكررت في الفترة الأخيرة"، مشيرًا إلى أن سبعة مغاربة تم ترحيلهم مؤخرًا رغم امتلاكهم الوثائق اللازمة، وهو ما خلف استياءً واسعا في صفوف المتضررين. كما انتقد المصدر "غياب أي تدخل ملموس من القنصلية المغربية في تونس"، معتبراً أن هذا الصمت الرسمي يزيد من شعور المسافرين بعدم الحماية.
كأس أمم إفريقيا والجدل المغاربي حول تأشيرة المغرب
23:16
This browser does not support the video element.
"استفزاز وعدم الاحترام"
وقال السائح المغربي آدم، أحد المرحّلين من تونس الأسبوع الماضي، إنهم "تفاجؤوا بمصادرة جوازات سفرهم واحتجازهم لساعات طويلة دون مبرر أو تواصل من السلطات"، مضيفًا أن المعاملة "اتسمت بالاستفزاز وعدم الاحترام".
وأشار آدم إلى أن أحد عناصر الأمن التونسي ألمح إلى أن القرار مرتبط بتوتر دبلوماسي، على خلفية فرض المغرب لتأشيرات إلكترونية على مواطني دول إفريقية، من بينها تونس.
"القضية قيد المتابعة"
من جهتها، أكدت مصادر من القنصلية العامة للمملكة المغربية بتونس أن القضية قيد المتابعة بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية المغربية، في انتظار توضيحات رسمية من الجانب التونسي.
وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر أي رد رسمي من السلطات التونسية حول هذه الاتهامات أو حول الإجراءات المتخذة بحق السياح المغاربة.
تحرير:ع.ج.م
في صور- سيدي بوسعيد جوهرة متوسطية تتطلع لتصنيفها كتراث عالمي
سيدي بوسعيد قرية سياحية تقع في شمال العاصمة تونس وتشتهر بألوانها المتوسطية الساحرة وتراثها المعماري المتميز وتُعد قبلة للسياح وتُلهم الفنانين. بعد حوالي قرنين من الشهرة تتطلع إلى تصنيفها في لائحة اليونسكو للتراث العالمي.
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
تراث حضاري متنوّع
"سيدي بوسعيد" قرية تونسية تتطلع الى الانضمام إلى لائحة التراث العالمي لمنظمة التربية والثقافة والعلم (اليونسكو)، نظرا إلى خصائصها المعمارية الفريدة المستمدة من حضارات حوض البحر المتوسط وإلى ثرائها الثقافي المتنوع.
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
موقع استراتيجي
شيدت النوات الأولى للقرية فوق هضبة صخرية بخليج تونس تطل على ساحل البحر المتوسط وبجوار المدينة التاريخية قرطاج. اكتسب موقعها الاستراتيجي في البداية اهمية عسكرية حيث استخدمها القرطاجيون لتحصين عمليات المراقبة للساحل.
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
طراز معماري أندلسي
تنتشر في القرية اليوم القصور والإقامات الفندقية ذات المعمار التقليدي الجامع بين المعمار الاندلسي والإسلامي والمتوسطي. ويطغى اللونان الأبيض والأزرق على معظم البنايات بقرار من سلطات البلدية التي تأسست منذ العام 1893.
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
سيدي بوسعيد بريشة كما رسمها فناون ألمان
تحتفظ شوارع قرية سيدي بوسعيد بزيارة الرسام الألماني الشهير بول كلي والفنانين اوغوست ماكا ولويس مواياي في شهر أبريل من عام 1914. أطلق الفنانون على الزيارة بـ"الرحلة التونسية" التي تضمنت رسم لوحات خلال اقامتهم في القرية وزيارتهم لعدة مناطق اخرى في تونس.
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
قصر النجمة الزهراء
قصر "النجمة الزهراء" هو تحفة معمارية في قرية سيدي بوسعيد بناه البارون رودولف دير لانجي (1872-1932)، وهو من أصول ألمانية وبريطاني الجنسية وفرنسي المولد. اقترنت شهرته الفنية أثناء إقامته في تونس بولعه بالثقافات الشرقية. كان قصره قبلة للفنانين ومن بينهم الرسام الألماني بول كلي الذي أقام فيه فترة مع مرافقيه.
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
قصة البارون دير لانجي
لوحة تحمل صورة البارون دير لانجي في قصره. تقول الروايات ان قدومه الى سيدي بوسعيد واستقراره بها كان لأسباب صحية بسبب حساسية ملازمة لحنجرته، الأمر الذي دفعه إلى البحث عن مناخ أكثر ملاءمة صحيا في جنوب المتوسط. كان له تأثير كبير على القرية، وهو أول من فرض اللونين الأبيض والأزرق على البنايات.
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
حيث يحلو السهر !
يضم القصر بهوا مخصص للحفلات الغنائية اليوم. يجري استخدامه خصوصا في ليالي رمضان وخلال المهرجانات الصيفية. كما يضم القصر "مركز الموسيقى العربية والمتوسطية" الذي يهتم بالبحوث الموسيقية وحماية التراث الموسيقي.
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
خلوة سيدي بوسعيد
تضم القرية المئات من الأضرحة للمتصوفين والأولياء الصالحين، أشهرهم مقام "سيدي بوسعيد" الذي تحمل القرية اسمه. وفي الصورة "خلوة سيدي بوسعيد" الذي تمثل مكان تعبده. ويقام في القرية احتفال سنوي يسمى "خرجة سيدي بوسعيد" تشارك فيه فرق دينية وتلقى فيه المدائح والقصائد.
صورة من: Chedly Ben Ibrahim/NurPhoto/picture alliance
"خرجة سيدي بوسعيد الباجي"
في منتصف شهر رمضان تشهد سيدي بوسعيد طقوسا صوفية مميزة ومتوارثة منذ القدم تسمى "خرجة سيدي بوسعيد الباجي"، حيث يتجمع الناس من مختلف الأعمار والأجناس للمشاركة في طقوس "الخرجة" التي تنطلق من مقام "سيدي بوسعيد" بجانب مقهى "القهوة العالية" وسط طقوس ومدائح "العيساوية" والأذكار الصوفية.
صورة من: Chedly Ben Ibrahim/NurPhoto/picture alliance
منتوجات الحرف التقليدية
ينتشر الحرفيون في قرية "سيدي بوسعيد" في عدة مجالات ويعملون في هذه الورشات على مدار العام وتنتعش معاملاتهم اكثر عند توافد الرحلات البحرية السياحية على ميناء "حلق الوادي" القريب بالعاصمة تونس، أو خلال ذروة الموسم السياحي في الصيف.
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
فطائر "البمبلوني" اللذيذة
تشتهر قرية "سيدي بوسعيد" بانتشار محلات الحلوى المتخصصة في صناعة فطائر "البمبلوني" اللذيذة، المغمسة في السكر، حيث يقبل عليها الزائرون والسياح بشراهة. تعمل هذه المحلات دون توقف ويصطف أمامها الوافدون في طوابير.
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
مقهى العالية
تضم قرية سيدي بوسعيد عدة مقاهي وصالونات ثقافية ومتاحف. وفي الصورة مقهى "العالية" وهي الأقدم في القرية. كانت مدخلا لمقام "سيدي بوسعيد" الذي يقع خلفها وكانت موقع استراحة للزائرين قبل ام تتحول تدريجيا الى مقهي. حافظت حتى اليوم على خصائصها المعمارية.
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
إطلالة ساحرة
تضم القرية إطلالة ساحرة على ساحل المتوسط وعلى ميناء "سيدي بوسعيد". وفي الواجهة البحرية يظهر جبل "بوقرنين". يحرص الزائرون لسيدي بوسعيد على القدوم إلى هذا المكان الهادئ للاتقاط الصور والاستمتاع بالمشاهد الطبيعية وتناول المشروبات وتدخين النرجيلة.
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
معلمة شعبية
يستأثر مقهى سيدي الشبعان التاريخي بموقع ساخر في قرية سيدي بوسعيد ويعدّ من أشهر المقاهي وأجملها والأكثر جذبا للسياح، بفضل إطلالته على جبل بوقرنين قرب حمام الأنف ومينائه ويتميّز بأجواء جلساته التقليدية. واستلهم من أجوائه البديعة فنانون أعمالهم الإبداعية مثل الفنان الفرنسي باتريك برويال الذي صوّر أغنيته الشهيرة "Le Café Des Délices" من مشاهد هذا المقهى.
صورة من: John Wreford/Sipa USA/picture alliance
طراز معماري أندلسي
تتميز القرية بأزقتها الضيقة وبالمعمار العربي والإسلامي(الأندلسي) الذي يتصدر الواجهات والنوافذ الخشبية واستخدام الأقواس عند الأبواب. تحرص السلطات البلدية في سيدي بوسعيد على فرض معايير محددة خلال عمليات الترميم والمحافظة على اللونين الابيض والأزرق المميزين للبحر الأبيض المتوسط، عند الطلاء.
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
تاريخ سيدي بوسعيد
يعيش في قرية سيدي بوسعيد حوالي ستة آلاف ساكن لكنها تستقطب على امتداد العام مئات الآلاف من الزوار. ويعتمد اقتصاد القرية بشكل كبير على مداخيل السياحة حيث تعد سيدي بوسعيد من أبرز الوجهات السياحية في تونس وفي حوض البحر الأبيض المتوسط. وأصبحت القرية تسمى رسميا باسم "سيدي بوسعيد" لدى إحداث بلدية في هذا المكان عام 1893، نسبة لاسم الولي الصالح بو سعيد بن خلف بن يحيى التميمي الباجي (1156-1230).
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
قبلة السياح
يقدر عدد السياح الذين يزورون قرية سيدي بوسعيد سنويا بحوالي المليون سائح. وهي غالبا ما تمثل محطة رئيسية للوافدين من الخارج. وتقول السلطات البلدية إن إدراج سيدي بوسعيد على لائحة التراث العالمي سيكون بمثابة تتويج لها وتعزيز لمكانتها على الساحة الوطنية والعالمية ويجعلها تتمتع بمزيد التمويلات والعناية الفنية كموروث للأجيال الإنسانية القادمة. إعداد طارق القيزاني - تونس