سيارات الشراكة: خدمة حسب الطلب بأسعار مغرية
رغم عدم امتلاك هيلين غروماس ( 36 عاما) سيارة خاصة بها، فإنها تتمتع بخدماتها عن طريق ما يطلق عليه خدمة سيارة الشراكة، وهذه الخدمة تتيح لها لقاء مبلغ متواضع استخدام سيارة لمدة تتراوح بين ساعتين إلى ثلاثة ساعات من أجل قضاء حاجاتها اليومية، وعن هذه الخدمة تقول هيلين أنها لم تشتر سيارة لأن المواصلات العامة في مكان سكنها بمدينة كولونيا ومكان عملها في مدينة بون ممتازة. غير أنها تحتاج إلى وسيلة نقل من وقت إلى آخر من أجل التسوق مثلاً. وهذا ما دفعها إلى الاشتراك في خدمة اشتراك توفر لها السيارة المطلوبة في الوقت المناسب. وبذلك فهي توفر على نفسها نفقات تشغيل السيارة بمفردها.
أسعار المحروقات زادت أعداد المشتركين
وفي الواقع فان هذه الخدمة ليست جديدة في ألمانيا، فهي موجودة منذ الثمانينيات إلا ان الارتفاع الحاد في سعر المحروقات جعلها أكثر جاذبية وخاصة لأولئك الذين ليسوا بحاجة للسيارة دائماً. ولا تقتصر مزايا سيارة الشراكة على التوفير فالقائمون على المشروع يأكدون انها قد تكون الحل للحد من انطلاق عوادم السيارات والتقليل من مشاكل البيئة.
أكثر من 80 ألف مشترك
يقدر عدد المستفيدين فبي ألمانيا بحوالي 80 ألف مستفيد موزعين على كافة المناطق الألمانية. وتختلف الأسعار من شركة لأخرى إلا أنها تظل دائما في متناول الجميع. ففي حدود ثلاث ساعات يدفع المشترك 3 يورو يضاف إليها 10 سنتات (اليورو يتكون من 100 سنت) لقاء كل كيلو متر. ويزيد المبلغ في حال عدم إرجاع السيارة في الوقت المحدد. هذا النظام ساهم في تقليل الفوارق بين الطبقات فالجميع أصبح بمكانه اقتناء سيارة وقت الحاجة، ومن الأمور الشائعة أيضا أن تقوم مجموعة من الأصدقاء أو الجيران بشراء سيارة ووضعها لتكون في متصرف جميع المشاركين، فالسيارة تسجل باسم الجميع كما أن الجميع يقومون بتحديد الأوقات والمواعيد التي تناسبهم ويقومون بتقاسم النفقات بناء على ذلك.
مواكبة التكنولوجيا
وبالرغم من الإقبال الكبير الذي تلاقيه هذه الخدمة فان الشركات القائمة عانت فترات صعبة بسبب قلة عدد المشتركين. لكن الآن وبعد الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات والضرائب بدأت هذه الخدمة تتحسن، كما أن الشركات القائمة تحاول مواكبة التكنولوجيا وعصر السرعة من خلال شبكة الإنترنت. فمن خلال الشبكة يمكن طلب الخدمة في الاوقات المناسبة هذه الأيام.
سيارة الشراكة والبيئة
تلاقي هذه الخدمة استحسانا من جمعيات الحفاظ على البيئة، فانتشارها يعني تقليل عدد السيارات المستخدمة مما يساهم في تقليل التلوث البيئي واستخدام الوقود الاحفوري، وتؤكد هذه الجمعيات أن كل خطوة صغيرة يمكن أن تساعد في تحسين البيئة المحيطة وتقليل التلوث، وهي تذكر الجميع بان هذا ليس ترفا بل ضرورة في ظل ارتفاع درجات الحرارة والتقلبات المناخية التي تعاني منها الأرض.
كيل جيمس/ إعداد علاء الدين جمعة