1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سياسة ميركل الخارجية تبدأ من حيث انتهت سابقتها

الخطوات الأولى للحكومة الألمانية الجديدة تشير الى ان علاقة ألمانيا بمحيطها الأوروبي تحكمها عوامل جيوـ سياسة وتاريخية لا تتغير كثيرا بتغير الحكومات في برلين. وميركل تسير على نهج أسلافها انطلاقا من هذه الحقيقة.

ميركل مع رئيس الوزراء البريطاني بليرصورة من: AP

بعد يوم من توليها منصب المستشارية، أرسلت مستشارة ألمانيا الجديدة انجيلا ميركل رسالة واضحة المعنى الى جيرانها الأوروبيين مفادها انها لا تعتزم إجراء تغييرات جذرية في السياسة الخارجية. وهو ما أكده أحد مساعدي ميركل المقربين بان ان السياسة الخارجية الألمانية لن تشهد أي تغير جذري في ظل حكومة ميركل الجديدة.

ولعل المراقب يلاحظ الفارق بين ما كانت ميركل تتعهد به اثناء حملتها الانتخابية، ربما لأغراض انتخابية، وبين ما بدأت تنتهجه في الواقع العملي بعد وصولها الى سدة الحكم. وهنا لا يجب إغفال حقيقة ان ميركل المرشحة غير ميركل المستشارة التي يحكمها اتفاق مع حليف كبير كان حتى الأمس القريب في السلطة، هو الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي ينتمي إليه مهندس السياسة الخارجية الألمانية الجديد فرانك فالتر شتاينماير، وزير الخارجية واحد المقربين من المستشار السابق جيرهارد شرودر.

"محور برلين ـ باريس"....

محور برلين ـ باريس نحو اوروباصورة من: AP

بعد يوم على أدائها اليمين الدستورية باشرت المستشارة الألمانية الجديدة أول جولة لها الى الخارج، الى أوروبا، استهلتها بزيارة باريس، وهو تقليد بدأه المستشار الأسبق هلموت كول وتبعه إليه المستشار السبق جيرهارد شرود. وكان كل منهما قد عمل على تعزيز المحور الفرنسي ـ الألماني الذي استندت إليه السياسة الخارجية لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. وتمثل العلاقة الفرنسية ـ الألمانية نموذجا للعلاقة بين دولتين استطاعت تجاوز أثار الماضي الذي شهدت فيه فرنسا وألمانيا تاريخ طويل من الصراع والحروب بينهما لاسيما خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية. كما ان ثقل الدولتين وعلاقتهما الخاصة يشكلان قوة محركه للإتحاد الأوربي عموما. زيارة ميركل لباريس سمحت للاخيرة بالتأكيد على ان فرنسا وألمانيا تريدان "أوروبا سياسية واجتماعية" وان على الاتحاد الأوروبي ان يقوم على"محور فرنسي ألماني متين فعلا"، حسب تعبير الرئيس الفرنسي جاك شيراك.

....من اجل أوربا قوية

دور المانيا في الاتحاد الاوروبي محوريصورة من: AP

وعززت ميركل من أهمية هذا الدور الفرنسي ـ الألماني بالنسبة لأوروبا من خلال انطلاقها عبر بوابة باريس الى بروكسل، مقر مؤسستي الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، حيث التقت مسؤلي هاتين المؤسستين. وكانت هذه هي الرسالة الثانية التي حاولت ميركل ان تؤكد من خلالها دور ألمانيا في الاتحاد الأوروبي وفي حلف شمال الأطلسي. وقد عبرت ميركل عن ذلك صراحة عند ما وصفت زيارتها للمفوضية الاوروبية في بروكسل بأنها دليل على ان الحكومة الجديدة تؤيد الاندماج الأوروبي.

محاولة اعادة الحياة الى العلاقاتصورة من: AP

في هذا الاطار تأتي زيارة ميركل للندن، محطتها الثالثة، التي وان كانت تهدف الى إعادة الحياة للعلاقة بين البلدين، فإنها تأتي ايضا في إطار التأكيد على اهتمام ألمانيا بالمشكلات التي يواجهها الاتحاد الأوربي التي برزت أكثر في القمة الأوروبية الأخيرة التي انعقدت في أكتوبر الماضي في بريطانيا وشهدت خلافات بين الأعضاء.

و رسالة الى واشنطن

بهذه الجولة الأوروبية تكون ميركل قد بددت المخاوف من إنها قد تراهن على أولوية العلاقات مع واشنطن على حساب علاقاتها مع محيطها الأوروبي بل ان العلاقة عبر الأطلسي، كما أشارت وثيقة الائتلاف ضمنيا، تمر عبر بوابة الاتحاد الأوروبي ومن خلال حلف شمال الأطلسي.

مبركل مع السكرتير العام لحلف الاطلسيصورة من: AP

لذلك حرصت ميركل على الإعلان، من بروكسل وليس من اي مكان اخر، عن عدم نية بلادها تعديل موقفها بشان العراق أو المشاركة في مهمة تدريب داخل هذا البلد، في رسالة أخرى الى ما وراء المحيط الأطلسي، أي الى واشنطن، مفادها لا تنتظروا منا ذلك، رغم حرص ألمانيا على إعادة الحميمة للعلاقات بين برلين وواشنطن، وإن كانت ميركل قد دعت في نفس الوقت ومن نفس المكان الى تعميق العلاقات مع واشنطن التي تعتقد، حسب تعبيرها، بأنه يمكن تطويرها، غير انها تركت التمهيد لهذه المهمة لوزير خارجيتها الذي من المتوقع، حسبما ما أعلن في برلين اليوم، ان يقوم بزيارة واشنطن في الأيام القليلة القادمة.

د. عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW