"سياسية لا مثيل لها".. شتاينماير يقلد ميركل أرفع وسام ألماني
١٧ أبريل ٢٠٢٣
في حفل شارك فيه المستشار شولتس وساسة كبار قلد الرئيس الألماني شتاينماير المستشارة السابقة أنغيلا ميركل إصدارا خاصا من وسام الاستحقاق "الصليب الأكبر"، وهو أعلى تكريم ممكن في ألمانيا. كما وصفها بأنها "سياسية لا مثيل لها".
إعلان
قلد الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير المستشارة السابقة أنغيلا ميركل وسام الاستحقاق "الصليب الأكبر" لجمهورية ألمانيا الاتحادية اليوم الاثنين (17 أبريل/نيسان 2023) في قصر بيليفو الرئاسي ببرلين.
وخلال مراسم تسليمه لميركل إصدارا خاصا من وسام الاستحقاق "الصليب الأكبر" لألمانيا، قال شتاينماير مساء اليوم موجها حديثه لها:"ساعدتم بلادنا على تحقيق نجاح اقتصادي من جديد في ظل تحديات غير مسبوقة على الإطلاق".
وأضاف شتاينماير أنه مسرور لتكريمها على هذا النحو وخاطبها قائلا: "السيدة المستشارة تستحق التكريم على فترة ولايتكم الطويلة بشكل غير معتاد وعلى المسار الاستثنائي لحياتكم السياسية الذي استخدمتم فيه تجربة الديكتاتورية (ميركل عاشت في ألمانيا الشرقية السابقة) من أجل تعزيز الديمقراطية بشكل مقنع".
وأشار شتاينماير إلى أن فترة ولاية ميركل تخللها تتابع أزمات ومواقف استثنائية وأحيانا كانت تتداخل مع بعضها البعض. وأعرب عن اعتقاده بأنه ليس الكثير من الدول تمكنت من اجتياز هذه المرحلة " بالشكل الجيد الذي فعلته جمهورية ألمانيا الاتحادية".
وشارك في حفل الافتتاح المستشار الحالي أولاف شولتس الذي خلف ميركل في منصب المستشارية.
وأمكن لميركل دعوة 20 شخصا لحضور حفل التكريم المحدود الذي تضمن مأدبة عشاء، وتضم قائمة المدعوين - إلى جانب أفراد من عائلة ميركل - العديد من الرفقاء السياسيين، من بينهم رؤساء سابقون لديوان المستشارية؛ توماس دي ميزير ورونالد بوفالا وبيتر ألتماير وهيلغه براون (جميعهم من الحزب المسيحي الديمقراطي).
كما حضر الحفل أول نائب لها خلال توليها المستشارية، فرانتس مونتفيرينغ (الحزب الاشتراكي الديمقراطي)، والمتحدث باسم حكوماتها شتيفن زايبرت، وأوثق موظفيها بياته بومان وإيفا كريستيانزن.
أّشد المعجبين بأنغيلا ميركل
02:15
وشغلت ميركل منصب المستشارة من عام 2005 حتى عام 2021 ولا يعلو وسام الاستحقاق الألماني سوى المستوى الخاص منه، والذي يحصل عليه كل رئيس اتحادي تلقائيا عند توليه منصبه، كما يتم منحه فقط لرؤساء الدول الأجنبية.
وفي تصريحات لشبكة التحرير الصحفي "دويتشلاند" الصادرة اليوم الاثنين قالت رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي زاسكيا إسكين إن دافع ميركل كان يتمثل في "الجدية الشديدة والشعور الكبير بالالتزام"، مشيرة إلى أن هذا هو السبب الذي جعلها تمثل ألمانيا بشكل لائق سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي والسبب في أنها اجتازت العديد من الأزمات بحكمة، وقالت إنها "تجاهلت بطريقتها المتواضعة كل ألوان العداء التي يغذيها ازدراء النساء القويات وكراهيتهن".
وتساءل رئيس حزب اليسار مارتين شيرديفان عما إذا كان منح الجوائز لا يزال أمرا مواكبا للعصر وقال إن تقييم أداء ميركل متباين ويحتاج إلى معالجة نقدية أكثر من التكريم.
وفي ذات السياق، صدرت انتقادات لهذا التكريم من الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تنتمي إليه ميركل حيث أدلى رئيس لجنة القيم الأساسية في الحزب والمؤرخ اندرياس رودر بتصريحات لصحيفة "تاغيس شبيغجل" الجمعة وصف فيها تكريم ميركل بأنه خطأ مشيرا إلى أن الرئيس الألماني يضر بذلك بالديمقراطية ومصداقيتها.
وانتقد رودر سياسية ميركل المتعلقة بروسيا في ضوء الهجوم على أوكرانيا ووصف هذه السياسة بأنها "أكبر خطأ في السياسة الخارجية منذ عام 1945".
هـ.د/ع.ج.م/ أ.ح (د ب أ)
كلمات وداع مؤثرة من قادة العالم للمستشارة ميركل
تنهي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مسارها السياسي بعد 16 عامًا في المنصب. وبهذه المناسبة توجه إليها عدد كبير من قادة العالم الحاليين والسابقين بكلمات مؤثرة. في هذه الجولة المصورة نستعرض بعضها.
صورة من: Guido Bergmann/Bundesregierung/Getty Images
أشاد الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن بميركل قائلا إنها "صديقة عظيمة وصديقة شخصية له وللولايات المتحدة الأمريكية"، ووصفها بأنها امرأة "تاريخية". وخلافا لسلفه دونالد ترامب فإن علاقة ميركل ببايدن أفضل بكثير. رغم ذلك ظلت العلاقة هادئة.
صورة من: Guido Bergmann/Bundesregierung/Getty Images
وصف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ميركل بأنها تتمتع "بروح الدعابة والبراغماتية الحكيمة"، مضيفا أنها "بوصلة أخلاقية لا هوادة فيها". ووجه أوباما الخطاب لميركل بالقول "سعيد جدا لأني أصبحت صديقا لك".
صورة من: Reuters/M. Kappeler
رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل أثنى على ميركل ووجه لها خطابا مؤثرا جاء فيه: "أنت نصب تذكاري. المجلس الأوروبي بدون أنغيلا كروما بدون الفاتيكان أو باريس بدون برج إيفل. سنفتقد حكمتك، خاصة في الأوقات الصعبة".
صورة من: Reuters/V. Mayo
رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي السابق جان كلود يونكر هو من الشخصيات التي عملت لسنوات عن قرب مع ميركل. وجمعته بالمستشارة الألمانية عدة قمم أوروبية ودولية. ويقول عن ميركل: "أنا أقدرها كعمل فني كامل. لأنها تتكون من أجزاء كثيرة ... خلال 16 عامًا عملت الكثير على نحو صحيح ولم تقم بأي خطأ جوهري".
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
يعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أقرب شريك لميركل داخل الاتحاد الأوروبي. ورغم أن ميركل لم تستجب للكثير من مطالب ماكرون لإدخال إصلاحات مالية في الاتحاد، إلا أن العلاقة بينهما لم تتأثر سلبا. وغرد ماكرن مخاطبا ميركل: "شكرًا لك عزيزتي أنغيلا على المعارك التي خضتها من أجل أوروبا".
صورة من: John Thys/AFP/dpa/picture alliance
يبقى رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون الشريك الأكثر صعوبة لميركل خصوصا بسبب دوره في إخراج بلاده من الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك فجونسون جامل ميركل خلال زيارتها الوداعية إلى لندن. وشكر المستشارة على "التزامها التاريخي، ليس فقط من أجل العلاقات الألمانية البريطانية، ولكن للدبلوماسية في جميع أنحاء العالم".
صورة من: David Rose/Daily Telegraph/empics/picture alliance
لو كان الأمر بيد توني بلير لبقيت بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. ويقول رئيس الوزراء البريطاني الأسبق عن تعامل ميركل مع مفاوضات خروج لندن من الاتحاد: "كان إنجازا رائعا أن نحافظ على التماسك في أصعب مرحلة مرت بها أوروبا".
صورة من: Gretel Ensignia/AP Photo/picture alliance
علاقة ميركل بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم تكن سهلة. واجهتهما مشاكل عدة في عدة مجالات منها ملف حقوق الإنسان. غير أن أردوغان امتدح ميركل ووصفها بـ "الصديقة" و "المستشارة العزيزة" وبأنها "سياسية متمرسة لديها دائما مقاربة معقولة وموجهة نحو الحل".
صورة من: OZAN KOSE/AFP
في ولايتها الأولى والثانية كانت ميركل من بين المعجبين بصعود الصين. لكن الوضع تغير في نهاية منصبها كمستشارة حيث صارت أكثر تشككًا. وودعها الرئيس الصيني شي جين بينغ بشريط فيديو وصفها فيه بـ "الصديقة القديمة للصين".
صورة من: Liu Bin/XinHua/dpa/picture alliance
تهرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تقييم ميركل. وسئل مؤخراً عما إذا كان سيفتقدها فكان رده: "كانت في السلطة لمدة 16 عامًا، وهو أمر رائع". وأضاف أنه كان بإمكانها الترشح مرة اخرى. والتقطت هذه الصورة للسياسيين عام 2007 عندما سمح بوتين بدخول كلبه رغم علمه أن ميركل تخشى الكلاب، الأمر الذي لم تظهره خلال اللقاء.
صورة من: ITAR-TASS/imago images
يقضي الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن وقت فراغه بشكل أساسي في الرسم. من بين اللوحات التي رسمها بريشته لوحة لأنغيلا ميركل التي زارته مرة في مزرعته في تكساس. وفي حديث لدويتشه فيله (DW) قال بوش الابن "أنغيلا ميركل شغلت منصبها المهم للغاية بإتقان وكرامة. لقد فعلت الأفضل لألمانيا، وهي فعلت ذلك على أساس المبادئ".