سياسيون ألمان يدعون لوقف ترحيل السودانيين من ألمانيا
١٢ يونيو ٢٠١٩
الوضع السياسي والأمني في السودان بات غامضا منذ سقوط البشير. ويطالب سياسيون ألمان، حكوميون ومعارضون، بوقف ترحيل اللاجئين السودانيين. وهذا ما يناقشه مؤتمر وزراء الداخلية الألمان بناء على طلب ولاية ساكسونيا السفلى.
إعلان
جدل حول ترحيل السودانيين من أوروبا إلى بلدهم
01:47
طالبت الكتلة البرلمانية لحزب الخضر المعارض بالبرلمان الألماني (بوندستاغ) وزير الداخلية الألماني ووزراء داخلية الولايات الست عشرة بوقف الترحيل إلى أفغانستان والسودان.
ويلتقي في مدينة كيل بشمال ألمانيا مساء اليوم الأربعاء (12 يونيو/ حزيران 2019) وزراء الداخلية في مؤتمر يستمر حتى يوم الجمعة. ويناقش هذا المؤتمر عدة قضايا من بينها جرائم العصابات العائلية وتأمين مباريات كرة القدم، والتعامل مع العائدين من مناطق كانت خاضعة لتنظيم "داعش"، كما سيتم مناقشة مسألة ترحيل اللاجئين المرفوضين إلى أفغانستان والسودان وسوريا.
وقالت لويزا أمتسبرغ، المتحدثة باسم كتلة الخضر، والمختصة بسياسة اللجوء: "يجب أخيراً على وزير الداخلية الاتحادي هورست زيهوفر وعلى الحكومة الألمانية التوقف عن مواصلة زيادة الضغوط للترحيل، مدفوعين بسياسة داخلية، إلى بلاد شديدة الخطورة، بدون النظر إلى الوضع الحقيقي لتلك البلاد. وأضافت أمتسبرغ أن هذا الكلام ينطبق على سوريا وأفغانستان، "وبسبب التصعيد في السودان نناشد مؤتمر وزراء الداخلية هنا أيضًا بإصدار قرار بتأجيل" الترحيل للسودان.
مبادرة من ساكسونيا السفلى
وكانت ولاية ساكسونيا السفلى قد طالبت الأسبوع الماضي بالتشاور خلال مؤتمر وزراء الداخلية حول مسألة الترحيل إلى السودان، ووضعها على جدول الأعمال، بعد الانقلاب العسكري هناك، حسبما صرح متحدث بوزارة داخلية الولاية في هانوفر.
من جهته، كان مجلس اللاجئين في هانوفر الحكومة الألمانية قد طالب "بوقف فوري للترحيل إلى السودان" نظراً للتصعيد العسكري هناك، منذ الإطاحة بعمر البشير قبل شهرين. وقال متحدث إن "الترحيل إلى السودان في الوقت الحالي يعتبر عديم المسؤولية تماما".
وقالت وزارة داخلية ساكسونيا السفلى إن وزير داخلية الولاية بوريس بيستوريوس توجه إلى وزارة الداخلية الاتحادية من أجل الحصول على تقرير بشأن التغيرات السياسية في السودان. وأضافت الوزارة أنه حتى يتم الحصول على هذا التقرير ستقتصر حالات الترحيل إلى السودان في هذه الولاية على حالات خاصة متعلقة فقط بمرتكبي الجرائم، والأشخاص المصنفين خطيرين، وذلك بناء على مراجعة فاحصة.
ووفق معلومات موقع "فيلت" الألماني تقدم 982 سودانياً بطلبات للحصول على اللجوء في ألمانيا في عام 2018، من بينهم 776 منهم طلبا قدموا لأول مرة، ورفض من هذه الأخيرة 431 طلباً.
وفي عام 2017، تم تقديم ما مجموعه 1635 طلب لجوء من قبل سودانيين، بينهم 1475 طلبا لأول مرة، ورفض منها 743 طلباً. وكان مجلس اللاجئين في ولاية ساكسونيا السفلى قد طالب في مارس/ آذار من هذا العام، بوقف الترحيل إلى السودان.
ص.ش/و.ب (د ب أ، ي ب د)
السودان.. هل انتهى حلم الديمقراطية؟
بعد فشل المحادثات بين المجلس العسكري والمعارضة حول تشكيل حكومة انتقالية في السودان، قام الجيش بفض الاعتصام بالقوة فقتل وجرح العشرات وأعلن المجلس إلغاء كل ما اتفق عليه مع المعارضة. فهل انتهى حلم السودانيين بالديمقراطية؟
صورة من: Reuters/M. Nureldin Abdallah
العنف وسط الخرطوم
مع بزوغ الفجر وساعات الصباح الأولى، اقتحم الجيش وقوات الأمن السودانية ساحة الاعتصام في العاصمة الخرطوم، حيث يعتصم المحتجون منذ أسابيع. وقد تم استخدام القوة والرصاص الحي ما أدى إلى مقتل وإصابة الكثير من المحتجين، الذين أشعل بعضهم الإطارت محاولين إقامة حواجز لإعاقة فض الاعتصام.
صورة من: Reuters
عشرات القتلى والجرحى
هذه المحتجة لا تزال مستعدة للاعتصام والصمود، رغم هرب أغلب المحتجين من الساحة نتيجة استخدام الجيش وقوات الأمن القوة المفرطة ضدهم. وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، كيف يركض الناس في الشوارع محاولين الاختباء وحماية أنفسهم من الرصاص. وحسب مصادر طبية سودانية قتل أكثر من 35 وأصيب مئات آخرون.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
قلق دولي
حاول المعتصمون استخدام كل ما وقع تحت أيديهم، لحماية أنقسهم من هجوم الجيش، الذي انتقد المجتمع الدولي تصرفه بشدة، ودعت ألمانيا وبريطانيا إلى اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في السودان. وردا على ذلك تعهد رئيس المجلس العسكري، الفريق أول عبد الفتاح برهان، بالتحقيق فيما جرى، حسب ما أشارت إليه وسائل إعلام.
صورة من: Reuters
الدعوة إلى انتخابات مبكرة
عبر مؤيدون للمجلس العسكري عن دعمهم له برفع لافتة عليها صورة رئيس المجلس الفريق أول عبد الفتاح برهان ونائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي". بعد فض الاعتصام بشكل دموي، أعلن برهان عن إلغاء كل ما تم الاتفاق عليه مع المعارضة، وإجراء انتخابات خلال تسعة أشهر بإشراف مراقبين إقليميين ودوليين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
تلاشي الأمل بحدوث تغيير سياسي!
رسم الغرافيتي هذا على الجدار، وكلمة "الحرية- Freedeom" يعبر عن تفاؤل وأمل السودانيين بحدوث تغيير سياسي ديمقراطي بعد الإطاحة بالبشير. وكاد أن يتحقق ذلك الأمل، بعد التقارب وتقدم المحادثات بين المجلس العسكري والمعارضة. لكن بعد فض الاعتصام بالقوة ووقوع ضحايا، تلاشى الأمل وتحول إلى أضغاث أحلام.
صورة من: picture-alliance/AA
الاستمرار في الاحتجاج
واصل المحتجون اعتصامهم لأسابيع أمام مقر قيادة الجيش حتى أسقطوا البشير، لكنهم واصلوا اعتصامهم بعد ذلك وقالوا بأنهم لن يبرحوا مكانهم حتى تتحقق كل مطالبهم، لكن الجيش لم يحتمل صمود المعتصمين فقام بتفريقهم بالقوة. وقد برر الجيش ذلك بأنه استهدف "منطقة مجاورة له (مكان الاعتصام) باتت تشكل خطرا على أمن المواطنين". لكن المعارضة قالت إنها لن تستسلم ودعت إلى إضراب عام وعصيان مدني. إعداد: إنيس آزيله/ ع.ج