لم تقتصر معارضة اقتراح قيادية بارزة في الحزب الديمقراطي المسيحي الحاكم (CDU) بحضر النقاب في ألمانيا على سياسيين من أحزاب المعارضة، بل صدرت أيضا من وزير داخلية مقاطعة بافاريا، الذي رأى أن الاقتراح "غير ملائم".
إعلان
قوبل اقتراح القيادية البارزة في الحزب الديمقراطي المسيحي الحاكم (CDU) في ألمانيا يوليا كلوكنة بحظر النقاب في ألمانيا، معارضة من داخل الاتحاد المسيحي الاجتماعي (CSU)، الشقيق الأصغر لحزب المستشارة ميركل. وقال وزير داخلية مقاطعة بافاريا التي يحكمها هذا الحزب، يواخيم هيرمان لصحيفة بيلد "إن النقاب لا يمثل بكل تأكيد إشارة للتسامح والانفتاح. بل يمثل صورة من صور الظلم والتمييز ضد المرأة". لكن منعه "لن يكون نسبيا ملائما". وهو "ليس أداة سياسية". لأن "هناك عددا كبيرا من السائحات من دول الخليج في بافاريا ممن يرتدين البرقع".
وكانت يوليا كلوكنة قد قالت في حوار نشرته صحيفة "راينشيه بوست" الصادرة أمس الاثنين (الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2014) إن الدستور الألماني يقوم على المساواة بين الرجل والمرأة، وأكدت أن مجتمعا منفتحا كالمجتمع الألماني يقتضي أن تكون وجوه الناس مكشوفة وبالتالي "فأنا مع منع النقاب الكامل".
المحجبات في ألمانيا: بين التسامح والعنصرية
يعيش عدد كبير من المسلمات المحجبات في ألمانيا، ورغم أن القوانين الألمانية تكفل لهن حقوقهن إلا أنهن قد يحرمن من بعضها بسبب تشدد بعض العقليات، خاصة بالنظر للصور الخاطئة التي ينشرها المتطرفون الإسلاميون عن الدين الإسلامي.
صورة من: Getty Images
سيدة مسلمة في مدينة كولونيا، اختارت ارتداء حجاب بألوان علم ألمانيا خلال مظاهرة في المدينة احتجاجا على التمييز ضد المسلمين.
صورة من: picture-alliance/dpa
تعاني الكثير من النساء المحجبات من أصول أجنبية في ألمانيا من صعوبات الإندماج في المجتمع الألماني، ويزيد ارتداء الحجاب من حدة هذه المشاكل لدى البعض منهن.
صورة من: picture-alliance/dpa
قبل عام رفضت محكمة ألمانية دعوى قضائية قدمتها تلميذة مغربية لإعفائها من حصة السباحة لأسباب دينية، وسمحت لها بارتداء "البوركيني" احتراما لمبدأ "إلزامية التعليم".
صورة من: picture-alliance/dpa
قبل عشرة أعوام أقرت المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية قانون منع الحجاب للمدرسات المسلمات. ورغم ذلك فإن ثماني ولايات ألمانية طبقت هذا القانون في إطار ما يسمى ب"قوانين الحياد" والتي تحظر الرموز الدينية في المدارس العمومية.
صورة من: DW/A.Groß
حجاب النساء ليس وحده المنتشر في ألمانيا وإنما حجاب الطفلات الصغيرات أيضا، خاصة أن القانون الألماني لا يمنع التلاميذ من ارتداء رموز دينية، فأصبح منظرهن بالحجاب مألوفا في المدارس وفضاءات اللعب الخارجية.
صورة من: picture-alliance/dpa
رغم انتشار العنصرية في صفوف بعض الفئات في ألمانيا، إلا أن ذلك لا يمنع السائحات المحجبات من زيارتها، خاصة أن عددا كبيرا ممن يأتون إلى ألمانيا في إطار ما يسمى "السياحة الطبية" ينحدرون من دول الخليج.
صورة من: picture-alliance/Wolfram Stein
إلى جانب الحجاب اختارت مسلمات يعشن في ألمانيا ارتداء النقاب، ويواجهن لهذا السبب تحديات أكبر ترتبط أساسا بالأفكار النمطية حول الإسلام والسمعة التي يخلقها المتطرفون.
صورة من: picture-alliance/dpa/B.Roessler
لم تعد المرأة المحجبة في ألمانيا خاضعة للصورة النمطية حول المهاجرات المسلمات، إذ صارت تنشط هي أيضا في منظمات المجتمع المدني وتدافع عن حقوقها من خلال ندوات وورشات عمل كما تشارك في صنع القرار السياسي الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa
تشتكي بعض المسلمات المحجبات في ألمانيا من إقصائهن في سوق العمل بسبب ارتدائهن الحجاب، فرغم أن القانون الألماني يتيح للمرأة المسلمة العمل إلا أن بعض أربابه يتخذون من الحجاب سببا لرفض توظيفهن.
صورة من: picture-alliance/dpa
تخصص بعض المسابح في مدن ألمانية أياما خاصة بالنساء وذلك حتى يتسنى للمحجبات ممارسة هوايتهن بعيدا عن أعين الرجال، وهي فرصة لا تحظى بها الكثيرات حتى في بلدانهن الأصلية.
صورة من: picture-alliance/dpa
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تحيي طالبة محجبة خلال زيارتها لمدرسة في برلين. الكاتبة: سهام أشطو
صورة من: Getty Images
11 صورة1 | 11
معارضة الموقف جاءت قبل ذلك من قبل سيمونه بيتر زعيمة حزب الخضر المعارض، والتي أكدت في تصريح لقناة "إن.تي.في" أن هناك صورة للمرأة الحداثية في ألمانيا والتي تقوم على أن المرأة لا يجب عليها أن تتحجب، وهناك أيضا نساء يرتدين الحجاب حسب فهمهن لذواتهن. وأعتقد أن علينا تحمل هذا التناقض".