سياسي ألماني بارز: تقدم حزب البديل في شرقي البلاد مشكلة كبرى
٢ سبتمبر ٢٠١٩
أعرب الرئيس الأسبق للكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي، الشريك بالائتلاف الحاكم بألمانيا، عن قلقه من نتائج حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المعارض في الانتخابات المحلية في ولايتي سكسونيا وبراندنبورغ شرقي ألمانيا.
إعلان
قال فريدريش مرتس المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تنتمي إليه أيضا المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "أرى نتيجة حزب البديل مقلقة للغاية". وأضاف قائلا "الأمر كذلك حاليا، والحزب المسيحي الديمقراطي في ولاية سكسونيا والحزب الاشتراكي الديمقراطي في ولاية براندنبورغ تجاوزا الأمر دون خسائر كبرى. ولكن سيكون هناك تأثير في غضون وقت قصير للغاية. إننا نتعامل مع مشكلة كبرى في جميع أنحاء ألمانيا".
تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد المسيحي يتكون من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا، ويشكل الاتحاد مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي ما يسمى بالائتلاف الحاكم في ألمانيا. وبحسب النتائج الرسمية المؤقتة، حصل الحزب المسيحي الديمقراطي في سكسونيا على نسبة 1ر32% من الأصوات، وهو تراجع جديد له في هذه الولاية، بينما حقق البديل الألماني أفضل نتائجه على مستوى ألمانيا في هذه الانتخابات، بحصوله على نسبة 5ر27% من الأصوات، ليطيح بذلك بحزب "اليسار" من مركزه كثاني أقوى حزب في الولاية.
وفاز الحزب الاشتراكي الديمقراطي في الانتخابات المحلية بولاية براندنبورغ أمس الأحد. وفي أعقاب فرز الأصوات في كل الدوائر الانتخابية، تبين أن الحزب برئاسة ديتمار فويدكه رئيس حكومة الولاية حصل على 26.2% ليكون الحزب الأقوى في هذه الانتخابات رغم الخسائر الملحوظة التي منى بها. وحل في المركز الثاني حزب البديل بـ 23.5% ثم حزب المستشارة أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي بـ 15.6% والخضر بـ 10.8% واليسار بـ 10.7%.
وشدد مرتس، الذي يشغل منصب نائب رئيس المجلس الاقتصادي بالحزب المسيحي الديمقراطي، على رأيه بأنه يمكن استعادة نصف ناخبي حزب البديل اليميني على الأقل من خلال ما يسمى بالأحزاب الشعبية، وأشار إلى التحفظات الكبيرة بولايات شرقي ألمانيا ضد الحكومة الاتحادية في برلين ولاسيما ضد المستشارة غ أنغيلا ميركل، وقال "من يتجاهل ذلك، فإنه لم يفهم المعركة الانتخابية في الولايات الاتحادية الجديدة (الولايات الشرقية)".
وأضاف مرتس أنه ليس الحزب المسيحي الديمقراطي وحده الذي لديه مشكلة تعبئة، وأشار إلى أن ذلك يطرح تساؤلا أيضا عن "مصدر اكتساب الأحزاب السياسية لأعضائها؟"، لافتا إلى أن الحزب المسيحي الديمقراطي لديه حاليا "عدد قليل للغاية من الأعضاء الموثوقين ومن المرشحين الموثوقين"، وأشار أيضا إلى أن كثافة الأعضاء في شرقي ألمانيا لا تكافئ سوى نصفهم في غربي ألمانيا.
رئيس حزب البديل من أجل ألمانيا (إيه إف دي) توقع من جانبه تعالي الدعوات داخل أوساط الحزب المسيحي الديمقراطي بولاية سكسونيا، لإجراء مباحثات مع حزبه. وقال ألكسندر غاولاند لبرنامج "مورجن ماجازين" بالقناة الأولى الألمانية (إيه دي أر) اليوم الاثنين إنه يرى أنه من المرجح ألا تكون المفاوضات مع حزب الخضر بصفة خاصة صعبة بالنسبة للحزب المسيحي الديمقراطي. وتابع قائلا: "وسوف يظهر سؤال بعد ذلك: أليس من الأفضل أن يتم التحدث مع حزب البديل؟"، لافتا إلى أن كثيرا من المواطنين في ولاية سكسونيا يرغبون في أغلبية مدنية، وأضاف: "وإننا مستعدون وجاهزون لهذه الأغلبية المدنية بالتحديد".
ح.ز/ ع.ج.م (د.ب.أ)
مظاهر متعددة للتطرف في شرق ألمانيا
رغم أن اليمين المتطرف ظاهرة لا تقتصر على بلد معين، إلا أن الحكومة الألمانية أعربت مؤخرا عن قلقها من تنامي كراهية الأجانب ومعاداة الإسلام في الولايات الألمانية الشرقية. جولة مصورة في مظاهر التطرف اليميني بشرق ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها إزاء تنامي كراهية الأجانب والتشدد اليميني في شرق ألمانيا، محذرة من أنهما يشكلان تهديدا على السلم الاجتماعي وينفر المستثمرين الأجانب. الإحصائيات الأخيرة تؤكد هذه المخاوف: ففي عام 2014 مثلا سجل 47 من الاعتداءات ذات الدوافع العنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
فمثلا، على الرغم من أن نشاط النازيين الجدد لا يقتصر على ألمانيا فحسب، بل سجل في عدد مناطق من العالم على غرار أمريكا والنرويج، إلا أن حزبهم "حزب ألمانيا القومي الديمقراطي" لم ينجح حتى الآن في الدخول إلى البرلمانات المحلية والمجالس المحلية إلا في شرقي ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Bimmer
شكلت مدينة دريسدن، بولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، مهد ومعقل حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) التي تتظاهر منذ أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2014 ضد الإسلام والمسلمين وتواجد الأجانب في ألمانيا. وقد بلغت هذه الاحتجاجات ذروتها مع تدفق سيل اللاجئين، وأغلبيتهم من سوريا، على ألمانيا العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
خلال احتجاجاتهم الليلية التي تنظمها حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) لم يتوان اليمينيون المتطرفون عن التعبير عن رفضهم لقدوم اللاجئين إلى ألمانيا. في إحدى المظاهرات حمل أحدهم لافتة تصور أناسا في قطار – وذلك في إشارة إلى أن أغلبية اللاجئين قدموا إلى ألمانيا في القطارات انطلاقا من المجر والنمسا – وقد كتب عليها بالإنجليزية: "اللاجئون غير مرحب بهم، عودوا بعائلاتكم إلى أوطانكم".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schutt
اليمين المتطرف يرفضو أيضا التعددية الثقافية في إشارة إلى المهاجرين، الذين يعيشون في ألمانيا منذ عقود، ويعتبرونها دخيلة على الثقافة الألمانية. في الصورة أحد المتظاهرين في احتجاجات نظمتها حركة بيغيدا في مدينة دريسدن وهو يحمل لافتة كتب عليها "يجب وقف التعددية الثقافية. وطني (يجب) أن يبقى ألمانيّا".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
كثيرا ما شهدت مدن شرق ألمانيا احتجاجات متكررة ضد اللاجئين وتنديدات بالمستشارة ميركل التي يتهمونها بفتح الأبواب على مصراعيها أمام "من هب ودب" دون أن تعير اهتماما لمخاوفهم ومشاكلهم. وفي الواقع، فقد شهد حزب المستشارة، الحزب الديمقراطي المسيحي، تراجعا في الانتخابات البرلمانية المحلية لعدد من الولايات الألمانية، وليس في شرق ألمانيا فقط.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
إضرام الحرائق في مآوي اللاجئين أو في البنايات المخصصة لإيواء اللاجئين أحداث - وإن لم تقتصر على ولايات شرق ألمانيا - تحسب على اليمين المتطرف وعلى كارهي الأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة. الصورة تظهر بناية خصصت لإيواء اللاجئين في بلدة باوتسن وهي تحترق. كما أظهرت التحقيقات فيما بعد أن الحريق كان بفعل إجرامي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Löb
بعدما سمع اليمنيون المتطرفيو أن طائفة الأحمدية تريد أن تبني مسجدا بمنطقة نائية في إيرفورت بولاية تورينغن، شرقي ألمانيا، حتى سارعوا للاحتجاج رغم أن الأمر لم يتعد طور التخطيط. ورغم أن هذا المسجد الذي لايزال مجرد حبر على ورق هو الأول من نوعه في الولاية بأسرها والثالث في شرقي ألمانيا (باسثناء برلين)، إلا أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي يرى فيه مشروعا بعيد المدى لأسلمة ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
الاحتجاج على بناء المساجد من قبل البعض في ألمانيا ليس بالأمر الجديد. بيد أن البعض استخدم وسائل أخرى للتعبير عن احتجاجه: ففي عام 2013 ومع انطلاق أشغال بناء أول مسجد في مدينة لايبتسغ وثاني مسجد على الإطلاق في شرق ألمانيا (باستثناء برلين) قام مجهولون بوضع رؤوس خنازير دامية على أرضية المبنى. حادث مماثل تكرر بعدها بثلاث سنوات عندما وضع مجهولون خنزيرا صغيرا ميتا أمام مسجد في المدينة ذاتها.
صورة من: picture-alliance/dpa
لأكثر من 10 سنوات ويمنيون متطرفون، ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية انطلاقا من مدينة تسفيكاو بشرق ألمانيا، يقتلون أناسا في مختلف أنحاء ألمانيا. والمتهمون هم أوفه موندلوز، أوفه بونهارت (في الصورة – في الوسط) وبيآته تشيبه. ضحاياهم: ثمانية أتراك ويوناني وشرطية. دافعهم في ذلك هو كراهيتهم للأجانب. وإلى حدود عام 2011 كان الرأي العام يجهل هوية هؤلاء وأن القتلة هم من اليمينيين المتطرفين.