تقدم سياسي ألماني بارز ينتمي إلى حزب الخضر المعارض، بدعوى قضائية ضد حركة "بيغيدا" المعادية للأجانب، متهما إياها بنشر تعليقات على صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي تتضمن دعوات تحث على القتل دون الخوف من تبعات قضائية.
إعلان
تقدم فولكر بيك، السياسي البارز في حزب الخضر الألماني المعارضة بشكوى قضائية ضد حركة "وطنيون أوربيون ضد أسلمة الغرب" المعروفة اختصارا بـ "بيغيدا" المعادية للإسلام والأجانب. واتهم بيك الموقع الرسمي للحركة المتطرفة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بنشر دعوات تحرض على القتل والكراهية، حسبما ما نقلته صحف تابعة لمجموعة فونكه الإعلامية.
ونقلت المصادر ذاتها عن بيك قوله: "إن بيغيدا تحولت إلى ساحة سوداء لفكر أحادي، حيث تنمو الكراهية والعنف ضد كل من يخالفهم الرأي". وتابع بيك، الناطق باسم حزب الخضر جول القضايا الداخلية بالبرلمان الألماني (بوندستاغ)، أن مقالا نشر حوله على موقع الحركة، تضمن "430 تعليقا و35 تهديدا بالقتل، دون أن ترافقها محاولات للردع أو دعوات للاعتدال من قبل المسؤولين".
وكان وزير العدل هايكو ماس قد دعا إلى رد فعل صارم اتجاه الدعوات للقتل، مشددا على أن "مثل هذه الدعوات لا يجب أن تظهر على مواقع الإنترنت". وكشف فولكر بيك عن هويات نحو 18 شخصا يفترض أن يكونوا وراء تلك التعليقات. في غضون ذلك سحبت حركة بيغيدا جميع التعليقات المشبوهة من صفحتها على فيسبوك.
وتابع بيك أن الحركة باتت مجالا للتنافس على نشر تعليقات أكثر تطرفا دون خوف من تبعات قضائية، والدليل أن المستخدمين "ينشرون أسماءهم وأرقام هواتفهم، بل وحتى صورهم وعناوينهم أثناء دعواتهم للقتل، وهو ما اعتبره السياسي الألماني المعارض دليلا على أن هؤلاء "لا يخشون شيئا".
و.ب/أ.ح (د.ب.أ)
مواقف متباينة من حركة "بيغيدا"
تحت شعار"أوروبيون ضد أسلمة الغرب" تسعى حركة "بيغيدا" إلى تحريك مشاعر المواطنين لمعاداة الأجانب واللاجئين في ألمانيا. وتقوم القوى السياسية والمدنية والدينية بمظاهرات مضادة لـ"بيغيدا" التي يشمئز الناس من مواقفها.
صورة من: Imago/Christian Ohde
يتظاهر أتباع حركة "بيغيدا" ضد ما يصفونه بالتحول المفرط للدول الأوروبية بسبب انتشار الإسلام والمسلمين فيها. غير أن عددا كبيرا من المواطنين يشاركون في مظاهرات مضادة رافضة لتوجهات هذه الحركة ومسيراتها في بعض المدن الألمانية.
صورة من: picture-alliance/dpa
في العام الجديد نظمت حركة "بيغيدا" مظاهرة في مدينة دريسدن، كما يعتزم مناهضوها تنظيم مظاهرات مضادة في عدة مدن. وللتعبير عن رفضهم لمواقف "بيغيدا" أطفأ القائمون على كتدرائية مدينة كولونيا أضوائها الخارجية خلال مظاهرة الحركة.
صورة من: Reuters/Wolfgang Rattay
المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل دعت في خطابها بمناسبة العام الجديد المواطنين إلى عدم المشاركة في مظاهرات "بيغيدا"، واعتبرت أن قلوب منظمي تلك المظاهرات "مليئة بالقسوة والكراهية".
صورة من: Reuters/Maurizio Gambarini
حث رئيس الحزب الاشتراكي ووزير الاقتصاد والطاقة سيغمار غابريل السياسيين في ألمانيا إلى التفكير في ظاهرة تنامي عدد المتعاطفين مع الحركة، وقال: "إن عددا لايستهان به من منظمي مظاهرات الحركة هم مجرمون ومدانون ونازيون جدد أومعادون للسامية ويجب على المواطنين المحترمين ألا يسيروا وراء مثل هذه النماذج".
صورة من: imago/Sven Simon
من جانبه حذر وزير التنمية الألماني غيرد مولر من عدم أخذ "بيغيدا" مأخذ الجد، وأوضح الوزير المنتمي للحزب الاجتماعي المسيحي البافاري، المتحالف مع الحزب الديمقراطى المسيحي، أن الألمان ذوي الدخل المحدود يعتقدون أنهم متضررون بسبب المساعدات المقدمة للاجئين والمهاجرين.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
أعرب جيم أوزديمير رئيس حزب الخضر الألماني عن رفضه القاطع لما تدعو إليه الحركة. وقال: "نحن دولة مصدرة، وهذا يستدعي الانفتاح على العالم ومواقف التسامح"، وأضاف أنه لا ينبغي أن يكون هناك تسامح مع من يرفض التسامح، مثل المتطرفين الإسلاميين أو اليمينيين المتطرفين.
صورة من: picture-alliance/dpa/Jens Büttner
حذر رئيس حزب "اليسار" الألماني المعارض بيرند ريكسينجر التحالف المسيحي بزعامة المستشارة ميركل من تداول شعارات حركة "بيغيدا"، وطالب ريكسينجر ميركل بوضع حد واضح لمحاولات التحالف المسيحي الهادفة إلى استقطاب الجناح اليميني".
صورة من: picture-alliance/dpa
أما حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المحافظ فقد دافع عن الحركة، واعتبر ألكسندر غاولاند، رئيس كتلة الحزب في براندنبورغ أن قيام المستشارة ميركل بانتقاد تظاهرات الحركة ساهم في إقبال الناس عليها بشكل أكبر من ذي قبل.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
وأعرب المعارضون لحركة "بيغيدا" المناهضة للإسلام عن استيائهم من مواقف الحركة العدائية تجاه الأجانب، وباتوا ينشطون أيضا من خلال حملة جمع التوقيعات المعارضة لمواقف الحركة على شبكة الإنترنت.
صورة من: picture-alliance/dpa/Kay Nietfeld
كشفت نتائج استطلاع للرأي أجرتها مجلة شتيرن الألمانية أن نحو ثلث عدد المشاركين في الاستطلاع يؤيدون احتجاجات "بيغيدا". وأوضحت المجلة أن 29 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع يعتقدون أن المسيرات التي تنظمها الحركة لها ما يبررها. إعداد: هبة الله إسماعيل.