سياسي ألماني: ما يحدث في الغوطة "يساوي التطهير العرقي"
١١ أبريل ٢٠١٨
اعتبر خبير الشؤون الخارجية في التحالف المسيحي الذي تقوده المستشارة ميركل أن ما يجري في الغوطة الشرقية بسوريا يساوي التطهير العرقي، متهما الحكومة السورية وروسيا بارتكاب جرائم ضد حقوق الإنسان.
إعلان
اتهم يورغن هارت خبير الشؤون الخارجية في التحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الحكومة السورية وحليفتها روسيا بارتكاب جرائم فادحة ضد حقوق الإنسان على خلفية ما يشتبه في أنه هجوم بغاز سام في مدينة دوما السورية. وقال هارت في تصريحات لصحيفة "راين-نيكار-تسايتونغ" الألمانية الصادرة اليوم الأربعاء (11 أبريل/ نيسان): "بالنسبة لي فإن ما يحدث في الغوطة الشرقية حاليا يساوي التطهير العرقي". لكن السياسي الألماني لم يحدد فيما إذا كان يعني مجموعة عرقية معينة.
وذكر هارت أن الرئيس السوري بشار الأسد تمكن على ما يبدو من "إخفاء جزء من ترسانته الكيماوية تحت حماية روسية". وكانت سوريا قد وافقت تحت ضغط دولي كبير على تدمير ترسانتها من الأسلحة الكيماوية بالكامل عام 2013، إلا أنه لم يتضح ما إذا كانت سوريا أعلنت فعلا عن كامل مخزونها من هذه الأسلحة. ومنذ ذلك الحين تقع هجمات في سوريا يشتبه في استخدام أسلحة كيماوية فيها.
وبخصوص الضربة العسكرية المحتملة التي يدرس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون توجيهها لسوريا، قال هارت "التصعيد العسكري ليس حلا مستداما"، مؤكدا على ضرورة بذل كافة الجهود الآن "لإقامة عملية سلام سياسية".
وكانت ميركل ذكرت أمس الثلاثاء أنه لم يعد يساورها أدنى شك في أنه تم استخدام أسلحة كيماوية في سوريا مجددا. وقالت ميركل أمس خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو في العاصمة برلين "أعتقد أن الدليل على أنه تم استخدام أسلحة كيماوية هناك صار جليا تماما وواضحا للغاية". وأضافت المستشارة الألمانية "إنه لأمر محزن بالفعل أن يتم استخدام أسلحة كيماوية هناك بصورة متكررة بعد نقاشات وإدانات دولية كثيرة للغاية".
وأفادت منظمة الصحة العالمية اليومالأربعاء، نقلا عن تقارير من مصادرها الطبية فى سوريا، بأن أعراض التسممالكيماوي ظهرت على 500 مريض تم علاجهم بعد الهجوم الكيماوي المفترضحدوثه في منطقة دوما بالغوطة الشرقية السبت الماضي. وأوضحت المنظمة "على وجه التحديد، كانت هناك علامات تهيج شديد للأغشيةالمخاطية، وقصور في التنفس، وتوقف في الأجهزة العصبية المركزية". وقال بيتر سلامة، مسؤول الاستجابة الطارئة بالمنظمة، إن المنظمة "تطالببإتاحة الوصول الفوري للمنطقة لتقديم الرعاية للمتضررين".
هـ.د/ ع.ج (د ب أ)
هجوم كيماوي جديد في سوريا ..هذه المرة في دوما ومدنيون ضحايا بالعشرات
نددت واشنطن وعواصم أوروبية بالهجوم المفترض بـ"غازات سامة" في مدينة دوما بالغوطة الشرقية. سوريا وروسيا تنفيان استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية. منظمات إنسانية ونشطاء يؤكدون سقوط عشرات الضحايا في صفوف المدنيين.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa
أثارت تقارير حول هجوم مفترض بـ"غازات سامة" استهدف السبت الماضي (السابع من نيسان/أبريل 2018) مدينة دوما في الغوطة الشرقية تنديداً دولياً. وطلبت 9 دول، بمبادرة من فرنسا، عقدَ اجتماع عاجل لمجلس الأمن الاثنين لبحث تقارير عن الهجوم الكيميائي المفترض في دوما.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "21 حالة وفاة جراء الاختناق وإصابة 70 آخرين" من دون أن يتمكن من "تأكيد أو نفي" استخدام الغازات السامة. إلا أن الحصيلة التي أوردتها منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) تراوحت بين 40 و70 قتيلاً جراء القصف بـ"الغازات السامة"، وفق قولها.
صورة من: picture alliance/AP Photo/Syrian Civil Defense White Helmets
فيما تحدثت المنظمة والجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز) عن وصول "500 حالة" إلى النقاط الطبية. وأشارتا إلى أعراض "زلة تنفسية وزرقة مركزية وخروج زبد من الفم وانبعاث رائحة واخزة تشبه رائحة الكلور".
صورة من: picture-alliance/AA/M. Bekkur
أدان الرئيسان الأمريكي ترامب والفرنسي ماكرون "الهجمات الكيميائية التي وقعت في 7 نيسان/أبريل ضد سكان دوما". وكتب ترامب على تويتر "قتل كثيرون بينهم نساء وأطفال في هجوم كيميائي متهور في سوريا"، مضيفا "الرئيس بوتين وروسيا وايران مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان. سيكون الثمن باهظا". فيما قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن "ملابسات استخدام الغاز السام هذه المرة تشير إلى مسؤولية نظام الأسد".
صورة من: Reuters/Y. Gripas
يأتي تصريح ترامب بعد عام ويوم على ضربة أمريكية استهدفت قاعدة عسكرية للجيش السوري رداً على هجوم كيماوي في خان شيخون أودى بالعشرات في شمال غرب البلاد. وأبدى وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان "قلقه البالغ"، مؤكداً أن بلاده "ستتحمل مسؤولياتها كاملة باسم الكفاح ضد انتشار الأسلحة الكيماوية".
صورة من: picture alliance/AP Photo/Russian Defense Ministry Press Service
دمشق اعتبرت أنّ الاتهامات الموجهة لها في هذا السياق هي "أسطوانة مملة غير مقنعة"، فيما وجهت روسيا تحذيرا لواشنطن من تدخل عسكري "بذرائع مختلقة" نافية استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
وتزامن الاستخدام المفترض لـ"غازات سامة" قبيل إعلان دمشق أمس الأحد اتفاقًا لإجلاء فصيل جيش الإسلام "خلال 48 ساعة" من دوما، الجيب الأخير تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
يذكر أن محققي جرائم الحرب التابعون للأمم المتحدة وثقوا في السابق 33 هجوما كيماويا في سوريا ونسبوا 27 منها إلى الحكومة السورية التي نفت مرارا استخدام هذا النوع من الأسلحة. وفي عام 2013 قتل 1429 شخصا من بينهم أطفال في هجوم كيميائي بغاز السارين في الغوطة الشرقية، بحسب الولايات المتحدة. كما تم رصد غاز السارين في هجوم في أبريل 2017 على بلدة خان شيخون أدى إلى مقتل اكثر من 80 شخصا.